عن الاختراق الثقافي والاجتماعي

ديب علي حسن:

مخطئ من يظن أن المجتمعات تهدد بالسلاح مباشرة ويتم غزوها به قبل أن يعمل العدو أي عدو على هدم أسوار مناعتها بأساليب شتى قد تحتاج زمناً طويلاً ولا يمكن أن تتم بين ليلة وضحاها .
وحين يتأكد العدو أن سمومه الفكرية والاجتماعية قد وجدت طريقها واستطاعت أن تفعل فعلها حينها يبدأ غزوه.
وفي قصص التاريخ الكثير من هذا، الصينيون القدماء ظلوا قرناً كاملاً يبنون السور حول امبرطوريتهم خوفاً من الغزو..
ولكنهم فوجئوا فيما بعد أن حارس البوابة الكبرى قد فتحها للأعداء..
بنوا السور الضخم ولكنهم نسوا أن يبنوا الإنسان وهنا في البحث عن الأسباب تقول الروايات التاريخية إن الإمبراطور حينها أمر بإحراق الكتب ومعاقبة كل من يتعاطى الفكر .. وكان ما كان.
وفي حكاية ثانية نقيض هذه أن ملكاً أراد غزو مملكة أخرى فأرسل من يستطيع الأمر .. وصل جنوده إلى رجل يعمل ومعه ابنه.. طلبوا منه أن يدلهم على نقاط الضعف في وطنه وإلا فالموت ينتظره.. بعد تهديد ووعيد نظر إلى ابنه وقال لهم: اقتلوه أخاف أن يهرب ويخبر الملك أني قلت لكم..
قتلوا الشاب.. حينها قال الرجل: لا يمكنني أن أخون وطني اقتلوني الآن.. وحين سألوه: لماذا طلبت قتل ابنك رد: خشيت أن يراكم تعذبوني فيضعف ويكون عيناً لكم..
حين عادوا ورووا لملكهم ما جرى قال لهم: النصر عليهم مستحيل من يقتل ابنه خوفاً من أن يضعف لن يهزم.
ومن الحكايات التي تروى أيضاً عن تلاحم المجتمعات أن التاجر كان إذا بدأ البيع بيومه يرسل الزبون الثاني إلى جاره (ليستفتح).
مثل بناء هذا الإنسان ليس بالأمر السهل ولا الصعب أيضاً.
هي التربية المنزلية والثقافية والجمالية والفكرية وهذه مسؤولية تبدأ من الأسرة إلى المدرسة إلى الجامعات، الجميع معني بها.
ولا نأتي بجديد إذا ما قلنا إن العوز والفقر وضيق سبل العيش وانقسام المجتمع إلى طبقات وانعدام الرحمة والحلول وطغيان الجانب المادي وإحلال القيم المادية الزائفة على الثقافية والمعنوية وجعل الإنسان مجرد آلة تلهث وراء لقمة العيش أمور تدفع بالجميع إلى الهاوية.
اليوم أكثر من أي وقت مضى هناك من يدرس أحوال المجتمعات ويعرف نقاط ضعفها وقوتها وإذا كان عدواً يعمل على استغلال ذلك بل جعل الواقع الاجتماعي أكثر سوءاً.. تسانده في ذلك طوابير المنتفعين الانتهازيين… إنها الحروب الجديدة حروب إلغاء الهوية والانتماء والذائقة.. لم ولن تنتصر على المجتمعات إذا كانت هذه المجتمعات تعمل وفق روح المسؤولية والبحث عن حلول.

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً