الثورة – علاء الدين محمد
أمسية ثقافية تحمل الكثير من المعاني وتحتفي بعرض ثلاثة أفلام قصيرة لشباب جمعوا بين التجربة في الغربة والوطن، على مدرج المركز الثقافي العربي في المزة مساء اليوم، بالتعاون مع دار الثقافة الألمانية “دارنا”، وتقديم الإعلامية يارا جلال.
عُرض الفيلم الأول “فيولا” والفيلم الثاني “ياسمين” من تأليف شهرزاد قنوع وإخراج خالد الحمصي، أما الفيلم الثالث “دراي” فكان من تأليف روني درويش وإخراج بهاء أبو عراق.
عكست هذه الأفلام الواقع السوري بين الحلم والواقع المر والأمل، وهي ليست صورًا تتحرك على الشاشة فقط، بل هي تجربة حقيقية خرجت من القلب، قدمتها جهود مشتركة محورية من الداخل والخارج، حيث كان النبض واحدا، والرسالة واحدة، تجمع على حب سوريا، وهي المكان الذي يجمعنا دائما، ما يضفي على هذه التجربة قيمة خاصة ومميزة هو التعاون بين السوريين والألمان عبر المراكز الثقافية العربية الألمانية “دارنا”.
من خلال هذا التعاون، استطاع السوريون أن يجدوا مساحة اندماج حقيقية. فالسوريون، أينما وجدوا، يحملون أصالتهم ويعرفون كيف يحولونها إلى جسور من التفاهم مع الآخرين.
الفيلم الأول (فيولا) يناقش حق اللجوء المناخي وأثر الكوارث الطبيعية على الغطاء النباتي، وهو قصة شاب تخطى الحدود بهدف حماية زهرة من خطر الكارثة المناخية التي هددت أرض بلاده، ومحاولة إيصالها إلى المكان المناسب. ويتحول مصيره ومصير الزهرة إلى مكان آخر. البطولة كانت مشتركة بين سوريين وألمان.
أما الفيلم الثاني (ياسمين)، فقد سلط الضوء على قضية المرأة السورية في بلاد اللجوء، وتحديداً في ألمانيا.
تدور القصة حول شابة ومعاناتها في البحث عن العمل، وباعتبار أن لديها صوتاً جميلا، أصبحت نجمة بعد معاناتها، إذ تم البحث والثناء على صوتها من خلال بعض المشاركات الخجولة، والفكرة من الفيلم هي الاندماج عبر الفن بين السوريين والألمان.
في حين أن الفيلم الثالث (Dray)، يناقش العنصرية في ألمانيا والتمييز في اللون والعرق في الوظائف الحكومية والجامعات.
تخلل عرض الأفلام الثلاثة كلمة من مدير دار الثقافة الألمانية “دارنا”، ربى القدسي، تحدثت خلالها عن معاناتها في البحث عن مركز ثقافي عربي يجمع اللاجئين السوريين في ألمانيا، حيث أصبح ذلك حاجة ملحة. لذلك، عمدت إلى تأسيس جمعية تحت اسم “دارنا” (دار الثقافة العربية الألمانية).
ومن خلال هذا المشروع، تم البدء في العمل على أعمال توثيقية وإقامة ورشات عمل، كما تم الحصول على دعم وزارة الثقافة الألمانية لتنظيم أنشطة تنسيقية.
وقد أسسوا أيضا كورال موسيقى وورشات عمل، بالإضافة إلى عرض قضايا المرأة ومعرض للتصوير الضوئي.
كما أسسوا نادي الأفلام، وصوروا مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة التي طرحت قضايا اللجوء والعنصرية والقضايا المجتمعية الأخرى.
عمل فريقهم بجهود المتطوعين من العرب السوريين والألمان في مجال الأفلام، وانضم إليهم أفراد من مجالات فنية متعددة، حيث تم دعمهم ومنحهم الفرصة للبدء بمشاريعهم وعرضها، حيث كان الهدف هو تعزيز الحالة الإبداعية لدى الفئات الشابة.
وقد تم إقامة أول يوم للفيلم العربي في عام 2022، وكانت لغة الأفلام المعروضة هي الألمانية بسبب وجود جمهور ألماني إلى جانب الجمهور العربي، وذلك بدعم من وزارة الثقافة الألمانية وتغطية من الإعلام الألماني.