رياح التحرر من الهيمنة الأمريكية تهب على إفريقيا

فؤاد الوادي:
تعتبر دول قارة إفريقيا من أكثر الدول فقراً وعوزاً، بالرغم من أنها تعد منبعاً ومصدراً أساسياً لمعظم الثروات الطبيعية التي كانت سبباً رئيساً في احتلالها وتهافت وتنازع الدول الاستعمارية لنهب خيراتها وثرواتها، وإبقائها في خضم التخلف والضنك والشقاء.
لقد ساهمت القطبية والأحادية الأمريكية في إرساء ذلك الواقع الأليم، واقع البؤس والحرمان والتبعية الذي تعيشه معظم دول إفريقيا والعالم، لأن الولايات المتحدة الأميركية ” سيدة الغرب الاستعماري” هي الشريك الأساسي لدول أوروبا الاستعمارية في السيطرة على مفاتيح العالم والتحكم برقاب الشعوب واقتسام تركة مرحلتي ما بعد الحرب العالمية الثانية، وما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وطبعاً هذا الأمر ليس في إفريقيا وحدها، بل في معظم دول العالم، لاسيما الدول التي تمتلك مخازين ومصادر الثروات والطاقة، والدول التي تحارب وتقاوم المشاريع والسياسات الاستعمارية الأميركية والغربية والتي تقوم وترتكز على التسيد والهيمنة التي لا يمكن أن تبقى وتستمر إلا بتدمير و احتلال الدول والشعوب ونهب خيراتها وثرواتها.
لقد أدى سقوط المشروع الأميركي والغربي في سورية، إلى بلورة حراك عالمي يطالب بإسقاط القطبية والأحادية الأمريكية التي دمرت العالم وأخذته إلى أتون الخراب والنزاعات والصراعات الأهلية والطائفية، وسرعان ما تطور هذا الحراك ليصبح واقعا على الأرض مع هزيمة الولايات المتحدة وأتباعها وحلفائها في مناطق عديدة وفي ملفات كثيرة، سواء في المنطقة، أو في خارجها، لتأتي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لتدفع بهذا الحراك قدماً نحو الانفلات والتحرر من الهيمنة والقبضة الأمريكية والغربية والانعتاق من كل تبعاتها وآثارها طيلة العقود الماضية.
في إفريقيا بدأ يتجسد هذا التحرر في دول عديدة، ” بوركينا فاسو والنيجر”، حيث يلحظ المتابع لتلك التغيرات السياسية في تلك البلدان النبرة الجديدة التي يتكلم بها قادة الانقلاب، والتي غلب عليها السخط والحنق من التبعية المميتة لأمريكا والغرب، وإعادة إحياء الروح المقاومة والرافضة لتلك السياسات الغربية والتي لم تجلب لشعوب القارة الإفريقية إلا الموت والجوع والدمار.
في حقيقة الأمر، إن مجرد قراءة سريعة لكلمة الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو، إبراهيم تراوري خلال القمة الروسية الإفريقية، قبل أيام، من شأنه أن يرسم لنا عناوين المرحلة القادمة و التي قد تشهد تغيرات وتحولات كبيرة في المشهد الإفريقي.
أهم ما جاء في كلمة تراوري أن الشخص الذي لا يستطيع أن يناضل من أجل مستقبله غير جدير بالإشادة.. نحن معتادون على النضال من أجل وطننا، ولذا حملنا السلاح ضد الإرهاب لحماية دولتنا ونستغرب من أن الإمبرياليين يسمون بعض الفصائل المسلحة بالمعارضة، وبأنهم وطنيون، ويجب على قادة الدول الإفريقية ألا يتصرفوا كدمية في أيدي الإمبرياليين والمستعمرين، وأقول لهؤلاء القادة: علينا أن نضمن الاكتفاء الذاتي لشعوبنا، مثل أن نعالج مشكلة النقص في الغذاء، وهذه الأولوية لنا، وعلينا أن نحترم شعوبنا التي تناضل ضد الاستعمارية، وأخيراً التحية والنصر لشعوب إفريقيا.
فهل تكون كلمة تراوري صرخة توقظ إفريقيا للتحرر من ربق العبودية والاستبعاد الغربي والأمريكي.

آخر الأخبار
سوريا تشارك في الاجتماع العربي السابع للحد من الكوارث بخطة وطنية دمشق تُعيد رسم خارطة النفوذ..  قراءة في زيارة الشرع إلى روسيا الاتحادية وزير الطوارىء: نحن أبناء المخيّمات..نسعى لإعمار وطنٍ يُبنى بالعدل أوضاع المعتقلين وذوي الضحايا .. محور جولة هيئة العدالة الانتقالية بحلب بعد تحقيق لصحيفة الثورة.. محافظ حلب يحظر المفرقعات تخفيض الأرغفة في الربطة إلى 10 مع بقائها على وزنها وسعرها محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات