أسماء الفريح:
تقع النيجر في غرب القارة الأفريقية وتمتد على مساحة “27ر1” مليون كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها نحو 27 مليون نسمة وسميت بهذا الاسم نسبة إلى نهر النيجر المتدفق عبر الجزء الجنوبي الغربي من أراضيها وتحيط بها سبع دول هي الجزائر من الشمال الغربي وليبيا من الشمال الشرقي ومالي وبوركينا فاسو من الغرب ونيجيريا وبنين من الجنوب وتشاد من الشرق وليس لها منفذ بحري.
ومنذ وقوع الانقلاب العسكري فيها في السادس والعشرين من تموز الماضي تباينت مواقف الدول المحيطة بها حياله ولاسيما بعد تلويح قادة دول غرب إفريقيا باستخدام “القوة” حيث أدانت بشدة الانقلاب وأكدت ضرورة أن يعمل الجميع من أجل الحفاظ على الاستقرار السياسي والمؤسساتي بما يضمن استدامة الأمن والاستقرار في هذا البلد.
من جانبه وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف شدد في حديث صحفي قبل أيام على ضرورة “منح الأولوية” للحل السياسي للأزمة في النيجر مشيرا إلى أن الخيار العسكري الذي اقترحه قادة غرب إفريقيا كخيار الملاذ الأخير “لا يضمن نجاح تسوية” الصراع في هذا البلد المجاور وقال “لا أحد متأكد, حتى على مستوى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا, من أن التدخل العسكري يمكنه أن ينجح، يمكنكم الشروع في تدخل عسكري لكنكم لا تدركون أبدا مآله، لذا فإن بلدان المجموعة الاقتصادية حذرة للغاية وهي تبدي تحفظا كبيرا بخصوص هذا الخيار”.
وأعربت ليبيا عن القلق مما يجري في جارة بلاده الجنوبية ودعا إلى وضع حد فوري لهذه التحركات العسكرية التي تقوض أمن المنطقة واستقرارها وتشكل مصدر قلق لجميع البلدان المجاورة، والمجتمع الدولي ككل “فيما صرح رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي أن العملية العسكرية تهدف إلى تغيير غير دستوري للنظام في النيجر واصفا إياها بأنها “عملية خارجة عن القانون والشرعية”.
تشاد من جانبها بدأت منذ نهاية الشهر الماضي وساطة في محاولة لإيجاد مخرج لهذه الأزمة حيث التقى رئيسها محمد إدريس ديبي خلال زيارته إلى نيامي بقائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تشياني والرئيس المخلوع محمد بازوم إضافة إلى سلفه محمد إيسوفو الذي حاول بنفسه التوسط مع العسكريين لكن دون جدوى.
من جهتهما حذرت بوركينا فاسو ومالي في بيان مشترك لهما بعد أيام من الانقلاب من أن أي تدخل عسكري في النيجر لإعادة الرئيس المنتخب إلى الحكم سيكون بمثابة “إعلان حرب على البلدين ” كما أدانتا العقوبات المفروضة من قبل إيكواس بوصفها “غير قانونية وغير شرعية وغير إنسانية”.
نيجيريا تعد صاحبة أطول حدود مع النيجر وتبلغ 1497 كيلومترا وتربط سكان البلدين روابط عرقية وتاريخية وثيقة ورغم أن الرئيس النيجيري بولا تينوبو يتولى رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” وأكد عند توليه مهامه أوائل تموز الماضي بعدم السماح بحدوث انقلاب وراء انقلاب في غرب أفريقيا لكن الأصوات المناهضة لتدخل الجيش النيجيري في هذه الأزمة تتعالى .
النيجر تعتمد على نيجيريا في إمدادها بـ70 بالمئة من الكهرباء وعمدت أبوجا إلى قطع إمدادات الكهرباء عن نيامي عقب الانقلاب في إطار العقوبات التي فرضت على الانقلابيين ولكن رغم ذلك فقد رفض مجلس الشيوخ في نيجيريا اللجوء إلى الخيار العسكري لردع الانقلابيين خاصة وأنه يحمل الكثير من التحديات الأمنية في الداخل وبالتالي فإن إرسال جزء كبير من الجيش إلى النيجر سيكون بمثابة مقامرة وفق ما يؤكده خبراء ومحللون.
بنين التي توجه رئيسها باتريس تالون إلى النيجر للقيام بوساطة في بداية الانقلاب ,تعهدت بالدعم الكامل لجهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لحل الأزمة” وذلك من خلال هو إطلاق سراح الرئيس المعزول بازوم وإعادة تنصيبه وعلى أن “الدبلوماسية هي الحل المفضل للانقلاب في النيجر”.