الثورة – أسماء الفريح:
أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن إطلاق مليشيات المستوطنين شعار “محو حوارة” مجدداً بالغ الخطورة ويشكل تحريضاً مباشراً وعلنياً لارتكاب مجازر إبادة جماعية بحق الفلسطينيين ودعوات لتعميق جرائم التطهير العرقي بحقهم ليس من قبل غلاة المستوطنين فقط وإنما بدعم من وزراء ومسؤولين في حكومة الاحتلال المتطرفة.
وذكرت وكالة وفا أن الخارجية الفلسطينية أدانت في بيان صحفي لها اليوم بشدة هجمات واعتداءات مليشيات المستوطنين على بلدة حوارة ومركبات ومنازل الفلسطينيين في القرى المجاورة لها وفي القدس وعلى الطرق الرئيسية ومفترقاتها في الضفة الغربية المحتلة والتي تتواصل على مدار الساعة دون أي سبب سوى ثقافة الكراهية والحقد والعنصرية والاستعمار لاستكمال عمليات الضم التدريجي المعلن وغير المعلن للضفة.
وأكدت أن مليشيات المستوطنين وعناصرهم الإرهابية يستمدون التشجيع والدعم والإسناد في عربداتهم وممارسة إرهابهم بأشكاله المختلفة من مسؤولي كيان الاحتلال ولشعورهم بالحماية والحصانة التي يوفرها الوزيران الفاشيان بن غفير وسموتريتش وسلطات الاحتلال ومنظوماته.
وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن فشل المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات رادعة وعقوبات نص عليها القانون الدولي ضد مرتكبي هذه الجرائم شجع غلاة المستوطنين وجمعياتهم ومنظماتهم الإرهابية على ارتكاب المزيد من الجرائم وإعادة إنتاج “حرق ومحو حوارة”.
وكان عشرات المستوطنين انتشروا بالقرب من مفترق الطريق الواصل بين بلدة حوارة جنوب نابلس ومدينة قلقيلية وهاجموا مركبات الفلسطينيين بالحجارة.
ووفقاً لمراسل وكالة وفا فإن حوارة لا تزال تشهد انتشاراً واسعاً لقوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة وبلدة بيتا المجاورة منذ عصر يوم أمس بحجة البحث عن أحد الفلسطينيين.
كما هاجم عشرات المستوطنين الآخرين بحماية قوات الاحتلال مساء أمس مركبات الفلسطينيين قرب مدخل مدينة البيرة الشمالي بالحجارة ما أدى إلى تضرر عدد منها.
واعتدى مستوطنون مساء أمس أيضاً على طفل مقدسي قرب باب الخليل في القدس المحتلة في الوقت الذي أدى فيه عشرات المستوطنين طقوساً استفزازية قرب أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.
وقال والد الطفل موسى أبو خلف إن نجله أصيب بكسر في يده بعد أن تعرض للضرب المبرح من عدد من المستوطنين.
واعتدت قوات الاحتلال والمستوطنين أمس بوحشية وتحت تهديد السلاح على طواقم بلدية قفين شمال طولكرم أثناء تأديتها عملها في تأهيل الشارع الرابط بين بلدتي قفين وزبدة ومناطق جنين وأراضي المزارعين بالمنطقة.
وأفادت مصادر بلدية قفين للوكالة بأن هذه الاعتداءات ليست الأولى خلال هذا الشهر، حيث أقدمت قوات الاحتلال قبل أسبوعين على إيقاف جرافة كبيرة كانت تعمل على فتح وشق طرق زراعية تخدم الفلسطينيين والمزارعين.
وواصلت عصابات المستوطنين اعتداءاتها اليوم حيث أتلف مستوطنون محاصيل زراعية في مسافر يطا جنوب الخليل، وأطلقوا ماشيتهم في حقول المزارعين بعدة مناطق هناك كما ألقوا مسامير حديدية على الطرق المؤدية إلى مناطق المسافر لعرقلة تنقل الفلسطينيين بمركباتهم.
وفي نابلس, اقتحم مستوطنون صباح اليوم جبل صبيح في بلدة بيتا فيما واصلت قوات الاحتلال إغلاق مداخل البلدة إلى جانب إغلاقها كل المداخل المؤدية لقرى عورتا وأودلا وعقربا وحوارة وأوصرين بالسواتر الترابية.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيلة للدموع باتجاه الفلسطينيين الذين تصدوا لها عند مدخل بلدة بيتا الليلة الماضية ما أدى لإصابة شاب بقنبلة غاز بالوجه نقل على إثرها إلى مستشفى رفيديا ومصور صحفي بقنبلة غاز بالقدم إضافة إلى إصابة 109 آخرين بالاختناق بالغاز وجرى علاجهم ميدانياً.
وأكد مسير أعمال محافظة نابلس غسان دغلس أن قوات الاحتلال تمارس سياسة العقاب الجماعي بحق أهالي القرى والبلدات جنوب المحافظة وتقتحم عدة بلدات وتفرض حصاراً على بيتا داعياً المؤسسات الدولية لممارسة دورها في توفير الحماية للأهالي الذين يتعرضون لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه وللاقتحام المتكرر للمدينة ومخيماتها.