الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
مع اقتراب قمة البريكس، المقرر عقدها في جنوب إفريقيا في الفترة ما بين 22 إلى 24 آب الجاري، عززت بعض وسائل الإعلام الغربية من تضخيمها لما يسمى بوجود اختلافات بين الدول الأعضاء، لاسيما حول توسيع البريكس، وضاعفت فكرة أن المنظمة قد تسعى إلى تخفيف حدة الهيمنة الغربية، الأمر الذي كشف بشكل كامل مخاوفهم من نفوذ البريكس المتنامي، فضلاً عن عقلية الغرب في الحرب الباردة.
من المتوقع أن تناقش الدول الأعضاء في بريكس الإجراءات المعيارية لتشمل المزيد من الأعضاء الجدد وتعزيز استخدام العملة المحلية بين أعضاء بنك التنمية الجديد (NDB)، الذي جذب الاهتمام الدولي وكذلك عيون بعض وسائل الإعلام الغربية.
على سبيل المثال، ذكرت وكالة رويترز يوم الخميس 17 آب الجاري أن قادة البريكس سيلتقون في جنوب إفريقيا الأسبوع المقبل لتحويل المنظمة إلى قوة جيوسياسية يمكنها تحدي هيمنة الغرب في الشؤون العالمية. كما تقوم بعض وسائل الإعلام الأخرى بتضخيم الخلاف بين الدول الأعضاء حول التوسع، مدعية أن بعض الأعضاء يقاومون هذا التوسع أو يختلفون عن الآخرين بشأن معايير أو إجراءات قبول أعضاء جدد.
كرئيس بريكس لهذا العام، نفى قادة ومسؤولو جنوب إفريقيا الشائعات والمعلومات المضللة المتعلقة بالقمة عدة مرات، وأشار المحللون أيضاً إلى أن القمة القادمة هي وقت لتسليط الضوء على التضامن بين دول البريكس والمجتمع الدولي، وسوف تركز على التنمية وليس على الأيديولوجيا.
ستركز قمة بريكس في جنوب إفريقيا على توسيع المنظمة ومناقشة الموضوعات الرئيسية مثل إيجاد عملة مشتركة لبريكس.
وبصفتهم ممثلين للاقتصادات الناشئة والدول النامية، أصبحت دول البريكس قوة مهمة في التنمية العالمية وستظهر قمة هذا العام للمجتمع الدولي هذه القوة.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة غلوبال تايمز، قال فنغ شينغكي، الأمين العام للمنتدى المالي العالمي ومدير المركز من أجل بريكس والحوكمة العالمية: إن آلية تعاون بريكس ستوفر أيضاً منبراً دولياً متعدد الأطراف وأكثر شمولاً وتوجهاً نحو التنمية للتبادلات والتعاون الدبلوماسيين.
ورداً على ضجيج بعض وسائل الإعلام الغربية، أشار فنغ إلى أن آلية بريكس ليست من النوع الذي يواجه الغرب أو ينوي الانخراط في أي مواجهة بين المعسكرات. ومع ذلك، كان الغرب دائماً قلقاً من أن آلية بريكس قد تتخذ لوناً مضاداً للغرب، بل إنها لطخت الآلية باستمرار.
وقال فنغ: إن هذا يرجع بشكل أساسي إلى أن الدول الغربية لا تريد للتأثير المتزايد لآلية بريكس أن يؤثر على احتكارها للشؤون الدولية أو يقطعه، وهو أمر غير معقول وغير عادل لأكثر من مائة عام.
قال جيم أونيل الاقتصادي البريطاني الشهير والوزير التجاري السابق لخزانة المملكة المتحدة، والمعروف أيضاً باسم “والد بريكس” ، لصحيفة غلوبال تايمز في مقابلة حصرية: إنه متفائل بشأن تطور مجموعة بريكس بسبب إمكاناتها، ومن الجنون بعض الشيء أن يقول أحدهم إن مجموعة الدول السبع الكبرى تعاود الظهور في الحوكمة العالمية بينما يتضاءل تأثير دول البريكس ومجموعة العشرين.
وقال أونيل: أشعر بخيبة أمل كبيرة لأن مجموعة السبع قد طورت هذه الفكرة بأنها أعادت إحياء نفسها، لأنها غبية.
على الرغم من المخاوف والضجيج من الغرب، يستمر تأثير آلية بريكس في النمو، ومستوى إضفاء الطابع المؤسسي عليها يتحسن باطراد على مر السنين، حيث قال المحللون والخبراء إن آلية دول بريكس كانت دائماً نابضة بالحياة والديناميكية.
في الوقت الحالي، ومع تقدم العديد من الدول للانضمام إلى آلية بريكس، تعمل دول البريكس على تحسين ترتيبات قبول أعضاء جدد، وقال فنغ إنه مع استمرار الآلية في التحسن، فإن جاذبيتها ستستمر في الزيادة.
المصدر – غلوبال تايمز