الثورة – رفاه الدروبي:
عندما تدخل المركز الثقافي في الميدان تشعر بأنّه خلية نحل تعمل بدأب وأناة وصبر. تسير وفق أسس منهجية علمية يسودها شغفٌ وحبٌّ متواصلان، وبمبادرات ذاتية كان إنجاز ورشات عمل النشاط الصيفي حمل عنوانه “أطفال اليوم بناة الغد” سار أداء الورشات بجهود مديرة المركز وتعاضد الكادر العامل معها من جهة وتعاون المجتمع المحلي المحيط، إذ بُدئ الإنجاز بحفل كبير تمايل فيه الأطفال كزغب القطا أمام جمهور ضخم غصَّ به المسرح، وعلت تصفيقاته إعجاباً وتقديراً لمنجز الأطفال.
ترفيه..
مديرة المركز الثقافي في الميدان ليلى صعب أشارت إلى أنَّ الاحتفال كان في ختام فعاليات ورشات النشاط الصيفي وضمَّت اختصاصات مختلفة كانت عبارة عن هوايات ترفيهية لأطفال بلغ عددهم ٥٠٠-٦٠٠ مشارك ومشاركة وزعوا على ١٣ ورشة عمل نفَّذها ١٦ متطوعاً ومتطوعةً من اختصاصات متعدِّدة شملت الحساب الذهني والرسم والقراءة والكتابة الأدبية والمطالعة ولعبة المكعبات “الروبك” والبرمجة والسكراتش إضافة إلى فن دمى الكروشيه، لافتة إلى تقسيم الاختصاصات على مدار الأسبوع بمعدل ورشتين أو ثلاث يومياً أدوا العمل كاملاً بجهد من المتطوعين بدون أي مقابل أو مقومات قدِّمت بالكامل من ذويهم ولم يتلقّوا من المركز أي أدوات بل حملوا كافة مستلزمات الرسم من دفاتر وألوان، وهناك عائلات تبرَّعوا بالرتوش الإضافية كي تعمَّ البهجة في نفوس أطفالهم وتبقى الضحكة تعلو ثغورهم.
ونهاية المطاف كانت الورشات لمدِّ جسور التعاون مع المجتمع المحلي المحيط بالمركز، واضعين نصب أعينهم جذب الأطفال وتحقيق المتعة والفائدة لهم بممارسة هوايات مفيدة لمدة ثلاثة أشهر، معتمدين في الورشات الترفيهية العلمية على جهد المتطوعين.
منسقة الورشات..
وأشارت منسقة البرنامج مهندسة المعلوماتية اختصاص تطوير التطبيقات البرمجية وماجستير علوم الويب من الجامعة الافتراضية ودبلوم تصميم إعلاني عبير قبلان بأنَّها تلقت دعماً من أهلها وزوجها وكانت مديرة المركز الداعم الرئيسي في توفير المكان وتهيئة القاعات كي تعمَّ الفائدة، وأضافت: رغم أنَّها موظفة في المركز لكنَّها تطوَّعت لإقامة ورشات بالتنسيق مع المجتمع المحلي المحيط لمشاركة أبنائهم فيها كان دافعها الأول تعليمهم إلى جانب أطفالها ما يفيدهم مستقبلاً، مشيرةً إلى أنَّ عدد الورشات وصل إلى ١٣ ورشة عمل أدّتها ١٦ متطوعة بحيث استفادت من برامج وسائل التواصل الاجتماعي عبر الشابكة على الهاتف النقال لتوزيع المهمّات بين الورشات وكيفية تقديم العمل وإظهاره، لافتةً إلى أنَّ ورشة الحساب الذهني قُسِّمت حسب فئات عمرية لتعليم كلِّ فئة على حده وضمَّت أعماراً بين ٦-١٤ عاماً قسّمت إلى أربع فئات، مُنوِّهةً بأنَّ مربع روبك كان من اليافعين للفئات العمرية بين ٩-١٤عاماً.
فن الروبك..
بينما قدِمت المهندسة الزراعية آية رجب من منطقة يبرود وتحمَّلت عناء السفر المتكرر إلى دمشق لتكون متطوعة في مجال المكعبات الملونة” الروبك” للفئات العمرية بين ١٣-١٤ بعد أن تعلمتها في أحد المعاهد الخاصة وشغف داخلي دفعها كي تنقلها بدورها لليافعين،
ورأت أنَّها تعتمد على تحريك الذكاء لدى المشاركين وتحدّد قدراتهم الذهنية وتنمّيها من خلال ورشة العمل والتدريب على المكعبات والأشكال الرباعية الثلاثية والأسطوانية بحيث يقوموا باللعب بها وفق قواعد تساعدهم على التركيز والحفظ وتُمكِّنهم من معرفة القواعد المساعدة على تحديد النقص لديهم وكيفية حفظ الألوان والأشكال ويعرفون مدى تميُّزهم عن أقرانهم، وكم أظهروا شغفاً وحماساً أثناء الورشات كونهم تعلموا شيئاً جديداً بعد انتشار اللعبة في سورية وفوائدها الجمة.
الحساب الذهني..
من جهتها خريجة كلية التربية لانا السحار تطوَّعت لتعليم الحساب الذهني والطفولة المبكرة لما لهما من أهميّة بحيث يكون باستطاعة المشاركين من كافة الفئات إتقان العمليات الحسابية وجمع الأرقام مباشرة بسرعة بديهة دون اللجوء إلى الآلات الحاسبة.
أمّا ربة المنزل راما دبورة فتطوَّعت لتدريب الأطفال على الرقص التعبيري وكانت طفلتاها بينهم، إضافة إلى مشاركتهما في الحساب الذهني والمعداد للمئات والألوف ووجدتها فرصة وحافزاً لها وبدلاً من رحلتي الذهاب والإياب لإيصالهما وإعادتهما إلى المنزل تطوَّعت للمشاركة بتدريب الأطفال على اللوحات الراقصة وحتى تأمين اللباس المناسب لأداء اللوحات على المسرح.
فن الكروشيه..
أمّا السيدة ميساء البرغلي فحصلت على الثانوية العامة الأدبية وبقيت ربة منزل لكنَّ شغفها دفعها لتعلم الفن الياباني لعب الكروشيه “الإيمي غرومي” عبر الشابكة الإلكترونية باستخدام السنارة والصوف بدلاً من الخيوط اللامعة “دي أم سي”، واستعاضت عن عيون الدُّمى “سوفتي أيز” المستوردة بالأزرار لعدم توفرها في السوق المحلية، لافتة إلى أنَّ الدمى تحتاج إلى أسلاك تدعيم لضمان ثباتها ووقوفها ثم حشوها بالديكرون، وبعد أن أتقنت صنعها تطوَّعت في المركز لتعليم الفتيات اليافعات واعتبرته فناً جميلاً يمكنها الاستفادة منه بإنجاز دمى بدلاً من استيرادها وشرائها بأسعار مرتفعة، خاتمةً حديثها بأنَّ الإنسان عندما يحبُّ ويكون لديه الشغف يبدع في إنتاجه.
والماندالا أيضاً..
من جهتها خريجة علم النفس نور السلاخ من ذوي الهمم حالة ولادية أدَّت في مرحلة الطفولة المبكرة إلى ضعف بالعضلات لكنّها تمتَّعت بإرادة قوية وإيمان بقدراتها جعلها تواصل تعليمها فكانت من المتفوقات، واستمرت بإتقان فن لعب الكروشيه ورسم الزخارف “الماندالا” ونقلته لفتيات لاتعرف الرسم نهائياً ولم تمسك السنارة يوماً ما، مُبيِّنةً أنَّ الورشة ضمت فتيات من الفئات العمرية بين ١٠-١٤ علَّمتهم هواية أحبَّتها وأعطتها من وقتها وجهدها برحابة صدر وضحكة لا تفارق ثغرها بالمقابل وجدت تجاوباً كبيراً من المشاركات.
بدورها المشاركة غالية النعيمي قالت عن انتسابها لورشة الكروشيه: إنَّها رأت بعد نجاحها في المدرسة للصف التاسع وقت فراغ عليها أن تملأه بشيء مفيد، وكم كانت فرحتها كبيرة عندما التقت بمدرِّسة المادة نور السحار وجهدها المبذول للتعلم والاستفادة من وقتها وخاصة فن رسم الزخارف. ورغم عدم معرفتها به استطاعت إنجاز قفازات وكنزة صوفية لها تقيها برد الشتاء.
وشاركتها رفيقتها حنين داود الرأي بأنَّ تعلمت رسم الزخارف واستفادت من وقت الفراغ لديها بأعمال مفيدة ونافعة بعد نجاحها في السنة للصف الثامن فتولَّد لديها دافعَ وطموحٌ لتعليم أقرانها في المدرسة.