الثورة – فاتن دعبول:
أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب ندوة نقدية حملت عنوان” خنجر سليمان من التاريخ إلى الرواية” للروائي العربي صبحي فحماوي والتي تتحدث عن المناضل السوري سليمان الحلبي الذي قام بقتل القائد الفرنسي كليبر في مصر.
وبين د. ابراهيم زعرور رئيس فرع دمشق أن سيرة المناضل سليمان تحمل الكثير من المعاني والدلالات وأهمها تسليط الضوء على الشباب ومحاولة استقطابهم وتوجيههم نحو الانتماء والمواطنة والدفاع عن الارض، وهذا ما يحاول أن يقوم به اتحاد الكتاب عبر مشاركة الشباب في فعالياته.
ولا يمكن تجاهل مفهوم القومية العربية وتلك الروح الوطنية التي يتحلى بها أبناؤنا في أصقاع الأرض وسعيهم إلى الدفاع عن بلادهم مهما بعدت المسافات، والرواية غنية بأحداثها تثير شهيتنا للقراءة والاطلاع.
وفي تقديمه بين الناقد أحمد هلال أن رواية” خنجر سليمان” تطرح العديد من الأسئلة لجهةحيزها الدلالي والتخيلي وتعميق الإحساس بشخصية تاريخية بامتياز.
والرواية من منظور سردي وفني لا تذهب إلى السرد التاريخي بقدر ما تذهب إلى حقائق تاريخية تتعالق بالخصائص الفنية وتحكي سيرة الحلبي في رحلته إلى مصر للدراسة في الأزهر.
ترسيخ التعليم الوطني:
وفي دراسة عميقة توقف د. حسين جمعة عند محطات عديدة في رواية خنجر سليمان وبين أن أي حدث تاريخي لا شك له قيمته في التقويم المعرفي والإنساني ويجب الإفادة من معطياته وأن نعي كل سطر فيه، وذلك بقراءة علمية وموضوعية، وهذا ما سعى إليه الروائي صبحي فحماوي في قراءته الفنية التاريخية والفكرية للحملة الفرنسية على مصر بقيادة الجنرال كليبر.
ويضيف جمعة: إن الكاتب وعبر تقسيمه لروايته إلى أقسام حاول من خلالها أن يبرز أهم النقاط التي يريد أن يجسدها في روايته، ففي الجزء الأول تحدث عن نشأة سليمان الحلبي وأعماله وثقافته، وخصص القسم الثاني للرحلة التجارية إلى مصر، أما القسم الخامس مثلاً فقد خصصه للحديث عن الثورة في مصر وما قام به نابليون من جرائم شارك فيها اليهود ممن كانوا بجيش فرنسا المحتل.
وتوقف بدوره عن دور رجال الدين في التحريض على الثورة ضد المحتل وأهمية التعليم الوطني في بناء الأجيال بناء واعياً من أجل نصرة الحق والعدالة وطرد المحتل من البلاد.
وقد حاول الكاتب قراءة ما وراء الحدث معتمداً على العنوان كعتبة للدخول إلى النص، وتأتي المقدمة مفتاحاً لفهم العنوان والمضمون، وبالطبع إن إعادة سيرة الحلبي في وقتنا الحالي لها دلالات وطنية بما تحمله من أحداث تحاكي الواقع في الكثير من التفاصيل، وقد وظفها الكاتب بطريقة شائقة لتكون أنموذجاً للبطولة والانتماء للعروبة وللوطن قبل كل شيء.
تاريخية بامتياز:
وبدوره بين د. فرحان اليحيى أن رواية خنجر سليمان تاريخية بامتياز تجمع بين الواقع المكتوب والخيال على نحو انتقائي وعناية مركزة، اعتمد فيها الكاتب علىالمراجع التاريخية التي شحنت مخيلته فكانت مصدر إلهام.
كما كان للرواية أبعاد موضوعية كالبعد القومي العروبي والبعد الإسلامي وعدم التمييز بين المذاهب، وقد حاول الكاتب استثمار التاريخ العربي في تلك الحقبة للنهوص بالواقع العربي اليوم، والدعوة للتوجه نحو هدف محدد يخدم القضية العربية: فلسطين”
وبين أن شخصيات الرواية شكلت عصب الحدث وكانت الحامل الثقافي والأخلاقي والأيديولوجي للرواية، وهي في تقابلها وابتعادها وتشابكها تكون جوهر الصراع بين الحق والباطل والمقاومة والاستلاب.
كما تجسد الر واية رؤية الكاتب وموقفه من قضايا الأمة العربية واستشراف آفاق المستقبل بنظرة تفاؤلية ومحتوى ثوري.
غزة موطن النضال:
ويرى الأديب أيمن الحسن أن الرواية رغم أحداثها المكرورة وليست بالجديدة لأنها تحكي سيرة بطل سوري قتل الجنرال كليبر في مصر وهي قصة معروفة أوردتها الكثير من المصادر وتحدث عنها العديد من الأدباء، لكن يجب التأكيد أن الرواية معبأة بالأدلجة السياسية وتركز على دور رجال الدين في قيادتهم للنضال والجهاد، كما يشير الكاتب في غير مكان من الرواية أن غزة هي قلب النضال مصنع المقاومة، معتمداً في ذلك على الأسلوب المتسلسل للأحداث في سرد قصة سليمان الخلبي وتوثيق مجريات طفولته وشبابه مع عائلته، لتكون رواية سيرية طويلة بامتياز.
وفي نهاية الندوة كانت بعض المداخلات التي أغنت الحوار، وقد ساهم الكاتب صبحي فحماوي في الإجابة عن تساؤلات الحضور وتوضيح بعض النقاط التاريخية الهامة.