الثورة _ هراير جوانيان:
توّج العداء المغربي سفيان البقالي بطلاً للعالم في سباق 3000 متر موانع، للمرة الثانية توالياً، بعدما نال ذهبية بطولة العالم المقامة حالياً في بودابست المجرية، وتستمر حتى 27 آب الجاري.
ولم يجد العداء العالمي والأولمبي أدنى صعوبة في التفوق على العدائين الكينيين والإثيوبيين، أبرزهم جيرما لاميشا، الحائز على الرقم القياسي العالمي في هذه المسافة، ليحافظ تالياً على لقبه العالمي، بعد تتويجه قبل سنتين بذهبية نسخة يوجين الأميركية في 2022.
وساهمت 3 عوامل في فوز سفيان البقالي بالذهب، وهي التكتيك المحكم الذي اعتمده في السباق النهائي، والتحضير الجديد، ودعم الاتحاد المغربي، إضافة إلى حنكة وكفاءة مدربه كريم التلمساني في رسم الخطط التكتيكية المناسبة.
التكتيك المحكم
يواصل سفيان البقالي كتابة التاريخ بأحرف من ذهب، وتشريف رياضة ألعاب القوى المغربية والعربية، بعدما بسط هيمنته على مسافة 3000 متر موانع خلال السنوات الأخيرة.
وفي الوقت الذي انتظر فيه عدد من متابعي أم الألعاب أن يجد البطل المغربي مقاومة شرسة من العدائين الكيني كيبوت أبراهام والإثيوبي لاميشا جيرما، الحامل للرقم القياسي العالمي، فإن العداء المغربي اعتمد تكتيكاً محكماً بعثر به أوراق بقية منافسيه، حيث فضل مراقبة السباق والتحكم في إيقاع سرعته وعدم المجازفة منذ الانطلاقة، من دون ترك الفرصة لخصمه القوي جيرما لربح أمتار عنه وعن بقية ملاحقيه، وانتظر البقالي الـ500 متر الأخيرة من أجل الاعتماد على سرعته النهائية، ليتجاوز بسهولة العداء الإثيوبي، قاطعاً مسافة السباق بزمن قدره 8,03,53 دقائق.
التحضير الجيد في إفران
انضم البقالي إلى أكاديمية محمد السادس لألعاب القوي في إفران منذ 2013، باعتبارها متخصصة في صناعة الأبطال، ومنذ ذلك الحين، دأب العداء العالمي على التحضير في المدينة التي ترتفع عن سطح البحر 1600 متر، وهو ما يساعد العدائين على اكتساب قوة التحمل أثناء خوض السباقات.
وكشف مصدر مسؤول في الاتحاد المغربي أن البقالي استعد بكيفية منتظمة في أكاديمية محمد السادس بإفران، والمعهد الوطني في الرباط برفقة بقية زملائه، وأحيانا تدرب بفاس، مسقط رأسه، تحت إشراف مدربه كريم التلمساني.
واستعد العداء البقالي لبطولة العالم وفق برنامج عمل مكثف، حيث كان يتدرب مرتين في اليوم بشكل متواصل، وهو ما ساهم في تحسين أرقامه بشكل لافت، دون نسيان الاهتمام البالغ الذي يحظى به من قبل عبد السلام أحيزون، رئيس الاتحاد المغربي لألعاب القوى.
المدرب كلمة السر
لم يكن سفيان البقالي ليسيطر على مسافة 3000 متر موانع لولا بصمة مدربه كريم التلمساني على مسيرته الرياضية منذ الصغر، سواء بالإشراف على تدريبه، أو بتوجيهاته ونصائحه قبل خوض السباقات، وهو ما ساعد العداء المغربي على التطور وتحسين أرقامه الشخصية بشكل متتال.
ويعدّ عدد من متابعي ألعاب القوى المغربية أن علاقة المدرب التلمساني بالعداء البقالي لا تقتصر على التدريبات فحسب، بل تمتد إلى أعمق بكثير، نظراً للسنوات الطويلة التي قضياها معاً في التدريبات والملتقيات العالمية، إضافة إلى حنكة وكفاءة المدرب التلمساني في رسم الخطط المناسبة في سباقات 3000 متر موانع، إلى حد أن هناك من يعتبره كلمة السر في تألق اللاعب (26 عاماً)، فوق مضامير ألعاب القوى.