الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
بالرغم من أن بعدها عن مدينة حمص لا يتجاوز الـ 15 كم، إلا أن قرية الكرامة في ريف حمص الشرقي، التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ 1000 نسمة، تعاني من نقص الخدمات الضرورية، وذلك كما بين الأهالي هناك خلال تواصلهم مع مكتب صحيفة الثورة.
ونحن بدورنا استغربنا ما نقله لنا الأهالي من نقص كبير وحاد في الخدمات، كما أنه وخلال الاتصال مع رئيس بلدية الإسماعيلية التي تتبع لها القرية علمنا أن القرية تتبع لأكثر من بلدية كالزهورية والمشرفة…! ما ينعكس سلباً على حياة السكان.
وبين الأهالي خلال شكواهم أن أهم المشكلات التي تعاني منها القرية الحفر الفنية والقمامة اللتان تسببان الأمراض والأوبئة، حيث إنهم لا يزالون يعتمدون على الحفر الفنية كبديل وحل لغياب شبكة الصرف الصحي، ولأن تلك الحفر غير نظامية فقد سببت انتشار البعوض والروائح الكريهة، بالإضافة إلى تفشي بعض الأمراض كالسعال المزمن والتهاب القصبات والرشح ولاسيما بين الأطفال.
كما أن القمامة تبقى في الشوارع لأكثر من أسبوع حتى يأتي الجرّار المخصص من قبل بلدية الإسماعيلية لنقلها، حيث تصبح مرتعاً ملائماً لتكاثر البعوض الناقل للأمراض والذباب والحشرات بمختلف أنواعها.
مدرسة بعيدة ومنازل متصدعة…
ويعاني الأهالي أيضاً من بعد المدرسة الابتدائية عن القرية مسافة تقدر بـ 6 كم، ولأن الطرق غير معبدة فإن هذا الأمر ينعكس سلباً على الأطفال الصغار وخاصة في فصل الشتاء، كما اشتكى الأهالي الذين تصدعت منازلهم خلال الزلزال الذي ضرب البلاد في شهر شباط من العام المنصرم من إهمال المحافظة لقضية تصدع منازلهم على نحو كبير والبالغ عددها 35 منزلاً، وقد قررت لجنة الكشف على المنازل أنه يجب إخلاء المنازل لأن وضعها خطير, لكن الأهالي لا يستطيعون إخلاء المنازل لعدم توفر البديل.
ونؤكد أنه حتى الآن لم تحرك الجهات المعنية ساكنا بخصوص هذا الموضوع, مع أننا على أبواب الشتاء ويمكن لأي رعد قوي أن يؤثر على تلك المنازل في حال بقائها على وضعها الحالي.!
والمياه ليست أفضل حالاً
ولا تعتبر مياه الشرب أفضل حالاً من غيرها من القضايا الخدمية الأخرى فالبئر الذي كان يغذي القرية ومجموعة قرى مجاورة لها تم تخريبه من قبل المجموعات المسلحة خلال الحرب الإرهابية الظالمة على سورية، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة، وحتى الآن لم تجد مؤسسة المياه والصرف الصحي حلاً – كما عرفنا من رئيس الوحدات الاقتصادية المهندس دحام السعيد- لذلك يشتري السكان المياه من الصهاريج الجوّالة بأسعار مرتفعة ما يكلفهم أعباء مادية مرهقة لهم، ولاسيما في ظل الظروف الحالية وما تشهده من ارتفاع أسعار وصعوبة تأمين الحاجات المعيشية الضرورية.
ما باليد حيلة
تجد رئيس بلدية الإسماعيلية أحلام علي نفسها غير قادرة على حل القضايا الخدمية المتعلقة بقرية الكرامة ولسان حالها يقول: ما باليد حيلة..!! وذلك لعدة أسباب وفي مقدمتها أن القرية تتبع لأكثر من وحدة إدارية- كما أسلفنا، وهو أمر يجب أن تبت به المحافظة وليس البلدية, كما أن عدم وجود مخطط تنظيمي خاص بالقرية يعوق تنفيذ الكثير من المشاريع كالصرف الصحي وتعبيد الطرق وغيرها.
أما بخصوص المنازل المتصدعة فبينت أنه تم وضع التقرير الذي أعدته اللجنة بعد الكشف الحسي على المنازل في ديوان المحافظة بناء على طلب المعنيين، وحتى الآن لم يحصل شيء بخصوص هذا الموضوع.