ندوة لمؤسسة القدس.. حول “إسرائيل” وعوامل بقائها

الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:

شكل زوال الكيان هاجساً للعدو نظراً لما يحمل كيانه من عوامل ذاتية وخارجية تهدد بزواله في المستقبل القريب، ويتنبأ  كثيرون في الشارع الإسرائيلي أن عمر كيانهم لن يدوم، وهو أمر يثير رعب القوى الاستعمارية الغربية التي تسعى بكل طاقتها لضمان بقاء هذا الكيان للحفاظ على مصالحها، كما أصبح هذا الأمر يثير أيضاً رعب المستوطنين أنفسهم خاصة في ضوء التطورات الراهنة، حيث تعززت من خلالها مواقع جبهة الصمود والمقاومة للمشروع الصهيوني الأميركي الغربي المستمرة.
“إسرائيل من الفكرة إلى الزوال” كان موضوع الندوة السياسية التي دعت إلى عقدها مؤسسة القدس الدولية (سورية) واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية بدمشق، وتحدث فيها المحاضر الدكتور محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية، وذلك في المركز الثقافي العربي بأبي رمانة اليوم الأربعاء.
البحيصي: الصراع داخل الكيان عميق يهدده بالزوال
وتناول الدكتور البحيصي في محاضرته السياق التاريخي للكيان الصهيوني من الفكرة إلى النشأة وطبيعته الاستعمارية الوظيفية، وهل لا يزال يمتلك تلك الوظيفة وقادر على أدائها؟ وهل ما زال الغرب الأنجلوساكسوني يرى في “إسرائيل” حاجة وضرورة ؟، وأشار إلى أن فكرة الكيان بالأساس فكرة غربية لتأمين مصالح الغرب في المنطقة، مهدّت إلى قيام مخططات الاستعمار للتخلص من المسألة اليهودية التي تشكل عبئاً عليه والمحافظة على مصالحها في المنطقة.
وتحدث البحيصي عن العوامل التي تهز الكيان الإسرائيلي وتهدده بالزوال، وأشار إلى أن الصراع داخل الكيان أعمق من كونه صراعاً سياسياً وإنما له علاقة بالبنية التي تصل إلى الرؤية الوجودية لهذا الكيان، وقال: بعد 75 سنة، مرّ الكيان الصهيوني خلالها بأطوار اكتشف فيها أنّه أمام معضلة الهوية اليهودية. هم أقرّوا سابقاً قانون القومية وكل منظّريهم تحدّثوا عن “الدولة اليهودية” أمثال “تيودور هرتزل” في كتابه “دولة اليهود”، ولكن ما زال تعريف اليهودي ملتبساً عندهم، هذا الالتباس والاختلاف فيه يعيشه مستوطنو الكيان اليوم، فإذا عملوا على أن يكون الكيان “دولة يهودية” فهم ما زالوا مختلفين على تعريف اليهودي، فكيف يمكن أن يستمر هذا الكيان؟، متماسكاً بهوية جامعة، والهوية الجامعة ما زالت غير متحققة، والجيش الذي كان البوتقة القادرة على صهر التناقضات بات أقرب إلى فقد هذه الوظيفة.
ونوه البحيصي أنه: منذ البداية، قالوا إنّ الدين هو قومية، وبالتالي ما هو الدين الذي يصحّ معه أن يكون هذا يهودياً وذاك غير يهودي.. وعليه، إذا بقيت الفكرة هكذا ستضرب في العمق، فقوة الجذب الإسرائيلية بعناوين علمانية لم تعد قادرة على أن تحافظ على ما تحقّق من مشروع صهيوني وأن تستجلب مزيداً من اليهود، والهوية الدينية محل التباس وخلاف، كذلك الوضع الأمني الذي وعد به اليهود، أن تكون “إسرائيل” واحة للأمن والسلام وواحة ديمقراطية، لم يعد متوفراً، وكذلك الوضع الاقتصادي لم يعد متاحاً أيضاً، فاللاجئ اليهودي يقضي عمره وهو يسدد قروضه للمصارف من أجل السكن والسيارة، والجانب الأمني لم يعد مقنعاً.
وأكد الدكتور البحيصي أن رعاة المشروع الصهيوني في فلسطين أمريكا وبريطانيا لن تسمحا لـكيان إسرائيل أن يتآكل، وفي النهاية سيقفان مع الفريق الذي يحافظ على “إسرائيل”، لأنّها ما زالت تقوم بالدور والمهمة ووظيفتها التي تتعدى منطق المصلحة المجردة، ونوه بأن قادة العدو سيعملون على استقطاب المزيد من الهجرة اليهودية واستمرار عملية التهويد والاحتلال والضم وضمان التفوق العسكري والتقني على المحيط العربي وتعزيز العلاقة مع الدولة الراعية الولايات المتحدة وإشغال العرب بحروب هامشية تشتت قواهم وتشغلهم عن الدفاع عن فلسطين ومواجهة الكيان.
وأشار الدكتور البحيصي إلى أن الكيان الغاصب قد تآكلت قوته واهتزت ثقة تجمعه الاستيطاني بجيشه، والمطلوب اليوم تدمير هيبته التي حاول تعميمها على المنطقة، وهذه الآن هي مهمة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة ومعها شركاؤها في محور المقاومة، وهذه مقدمات وضع الكيان على سكة الزوال.
وشدد الدكتور البحيصي على أن زوال الكيان الإسرائيلي حتمي لأنه غير شرعي، مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله حتى تحرير آخر شبر من أرضه بدعم محور المقاومة.

المفتاح: كيان مصطنع
من جانبه، مدير عام مؤسسة القدس الدولية – سورية الدكتور خلف المفتاح الذي أدار الندوة بيّن أن الكيان الإسرائيلي إلى زوال بسبب تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وصموده حتى القضاء على آخر بؤرة استيطانية، وأكد أن القضية الفلسطينية قضية مركزية محورية للأمة العربية وأن طريق النضال مستمر ولن تثنيه المؤامرات والعدوان والحصار.

و لفت الدكتور المفتاح إلى أن الكيان الصهيوني كيان مصطنع بالمنطقة ويجب زواله عاجلاً أم آجلاً.
حضر الندوة الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية) والدكتور صابر فلحوط رئس اللجنة الشعبية السورية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية ولفيف من الباحثين والإعلاميين في جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية ومؤسسة القدس الدولية.

                  

آخر الأخبار
العمل مستمر لإصلاح الأعطال الكهربائية في مصياف البسطات في منطقة الريجي باللاذقية تعوق حركة المرور تأهيل وتجميل جسر الحرية بدمشق مستمر حلب.. حملة لإزالة آثار النظام البائد من شعارات ورسومات "أكساد" شريك رئيس في معرض سوريا الدولي الثالث "آغرو سيريا" "كهرباء اللاذقية".. تركيب محولة في الحفة وإصلاح الأعطال في المدينة خدمات صحية متكاملة في صافيتا جهود مستمرة لتأمين الكهرباء في جبلة مزاجية ترامب تضع أسواق النفط على "كف عفريت" اجتماع لتذليل الصعوبات في المستشفى الوطني باللاذقية متابعة جاهزية مجبل الإسفلت بطرطوس.. وضبط الإشغالات المخالفة بسوق الغمقة الحرب التجارية تدفع الذهب نحو مستويات تاريخية.. ماذا عنه محلياً؟ الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق