الثورة _ رنا بدري سلوم:
لا تزال الآثار الفنيّة التي خلفتها كارثة الزلزال في نفوس الفنانين تخرج إلى العيان، تثبت أن «الفن قدر» وهو ما آمن به مارك محمود مؤلف ومخرج الفيلم الوثائقي «اللاذقية» الذي سيشارك في مهرجان الأيام السينمائية لفيلم التراث في الجزائر «26 – 29 تشرين أول»، وهو فيلم قصير يتحدث عن حضارة وتاريخ اللاذقية وسير عجلة الحياة في تلك المدينة الرائعة وسحرها بعد كارثة الزلزال، من خلال تصوير مشاهد حقيقية حيّة للنشاط الإنساني مع التركيز على التراث المادي عن طريق مشاهد حقيقية لكاميرا تجوب حارات وشوارع وأسواق اللاذقية، وقامت بالتصوير ربا منصور يرافقها موسيقا تصويرية تنسيق بشار بدر، وترجمت الفيلم علوة محمد إلى اللغة الإنكليزيّة وإلى الروسيّة ألين رقية، وفقاً لما صرّح به مارك محمود لصحيفة الثورة مؤكداً على أهمية العمل وخاصة التركيز على الحياة بعد زلزال شباط ووقوع خسائر فادحة في محافظة اللاذقية، وإصرار المجتمع على عودة الحركة والحياة إليها.
وللمخرج مارك محمود فيلم آخر سيعرض في المهرجان من تأليفه وإخراجه بعنوان «عمّو الموت» وهو روائي قصير مدّته 12 دقيقة، يحكي عن قصة طفلتين ابنتي شهيد، ويلقي الضوء على حياتهما بعد فقد الأب، وإرسال رسالة للأم مفادها كيفية التعامل مع الأبناء في غياب الأب الشهيد، وفي نهاية الفيلم تصرخ الطفلة في وجه الموت الذي غيّب الأب وحفر إحساس الحرمان والشوق في نفس الطفلتين، ويشير محمود إلى أن الفيلم سبق وعرض في محافظتي اللاذقية وطرطوس.
وتمنى في نهاية حديثه أن يحصد الفيلمان ثمار التعب رغم الإمكانيات المتواضعة، لما يحمله فريق العمل من شغف وروح جماعية تسعى لإرضاء المتلقي، وقال:هناك دائماً متسع من الوقت لنصنع ما نحب بعيداً عن واقع الحياة التعيس التي سنغادرها يوماً ويبقى الفن خالداً.