السينما التجريبيّة امتحانٌ للتسامح والصبر

باريس- صلاح سرميني:
في الحقيقة، يُمكن للسينما أن تكون «حكايةً»، أو «وسيلةً» لتقديمها، ولكن، يُمكن لها أن تفعل أفضل من ذلك بكثير، أن تمنح المتفرج إمكانية «الفُرجة»، وهذا يعني تقديم الواقع، أو التعبير عنه (لا نسخه).
دعونا نتساءل: من أين يأتي مصدر «الألم» الذي يُحدثه «الملل» الذي تخشاه النسبة العُظمى من متفرجيّ السينما؟
يمكن اعتبار الضيق بمثابة لسعة حارقة يُصيبنا بها «الزمن» الذي يمضي، منذ اللحظة التي نمنحه انتباهنا، وتُجبرنا السينما بدورها على أن نكون في حالة تيّقظ، فهي مرآةٌ/تجسيدٌ للزمان، والمرآة تُخيف أحياناً عندما تعكس صوراً لا نحبها، أو لا نحب مشاهدتها، ولكن، لنعترف أيضاً، بأنّ هناك الكثير من المتفرجين لا يحسّون بالملل، أو الضيق، وعلى العكس تماماً، فهم يستمتعون بمشاهدة أفلام لفيليب جاريل، أو فيلم مثل «جين ديلمان، 23 رصيف التجارة – 1080 بروكسل»، «دعني لوحدي» لجيرهارد تورينغ، أو «أغنية هندية» لمارجريت دوراس، وفي هذه الأفلام، فإنّ الفترة الزمنية هي التي تحظى بالدور الأكبر، ولا يشعر هؤلاء بالملل، أو الضيق، لأنّ هذه المرآة الفيلميّة تعكس أنفسهم، وفترتهم الزمنيّة الخاصّة بهم، وبالمُشاهدة العقلانيّة، فإنّها لا تبدو لهم شنيعةً، ومقيتة.
صحيحٌ أنّ هذه «السينما» (المقصود السينما التجريبية) تلسعنا في البداية بحروقها الأولى، ولكنها تمنحنا بعد ذلك الفطنة، الاعتدال، والعقلانية، وقد ذكر جوناس ميكاس يوماً بمناسبة عرض أحد أفلام أندي وارول:
ـ لو افترضنا أنّ كلّ الناس يستطيعون تحمّل الجلوس لثماني ساعاتٍ بشكلٍ متواصلٍ من أجل مشاهدة Empire State Building لوارول، وفكروا كثيراً بهذا العمل، سوف لن يكون هناك حروباً، كراهيةً، أو رعباً، ولسوف تعود السعادة إلى الأرض.
هذه الفرضيّة التنبؤيّة ليست بريئةً، أو ساذجةً كما يبدو للوهلة الأولى، فالسينما التجريبيّة هي امتحانٌ جيدٌ للتسامح، التحمّل، والصبر.
إنها تكشف بشكلٍ جيدٍ، عن طريق الصراخ، الضجيج، الهروب الذي تحدثه في بعض المرات، كراهية «الاختلاف»، استحالة تخيّل، وقبول «الآخر»، حيث يرى بارت بنباهةٍ، وذكاءٍ بأنّها من طبيعة «البورجوازيّ الصغير».
من كتاب «احتفاء بالسينما التجريبية»، دومينيك نوجيز.

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر