الثورة – ترجمة رشا غانم:
انتقد السفير الأمريكي لدى اليابان الصين لفرضها حظراً على واردات المأكولات البحرية اليابانية، فإذا كانت تصريحاته تمثل حقاً آراء الحكومة الأمريكية، فما بالها بواشنطن التي تذهب بعيداً بلا خجل في تأييد تحرك حليفها غير المسؤول لبدء تصريف المياه الملوثة نووياً من محطة فوكوشيما للطاقة النووية إلى المحيط.
وأثناء زيارة سوما في محافظة فوكوشيما، بعد سبعة أيام من بدء إطلاق المياه، تناول السفير الأمريكي لدى البلاد، رام إيمانويل، غداء المأكولات البحرية مع عمدة سوما، كما تحدث إلى الصيادين، وقام بتخزين المنتجات المحلية لإظهار سلامتها، ووصف إيمانويل حظر الصين بأنه سياسي بطبيعته، وأشاد بخطة اليابان لإطلاق المياه واصفاً إياها بأنها علمية وشفافة بالكامل، والتي قال إنها تقف في تناقض تام مع كيفية تعامل الصين مع جائحة فيروس كورونا الجديدة.
هذا تناقض صارخ للحقائق، فلقد ذهب الدبلوماسي بعيداً في تصريحاته حول الأمرين، فإن حظر الصين لواردات المأكولات البحرية من اليابان هو لحماية صحة الشعب الصيني وهو شأنه المحلي، إنه لا يؤثر على المصالح الوطنية للولايات المتحدة أو يهدد أمنها القومي، ومن المؤكد أن لليابان كل الحق في مناشدة منظمة التجارة العالمية لتسوية النزاع التجاري وحماية مصالح مجتمعات الصيد لديها إذا اعتقدت أن حظر الصين يمثل مشكلة، وعلى الرغم من أنه من الواضح أن حكومة فوميو كيشيدا خصصت 80 مليار ين (550 مليون دولار) لدعم صناعة مصايد الأسماك ومعالجة المأكولات البحرية في البلاد ومكافحة الأضرار المحتملة لسمعة المنتجات اليابانية قبل فترة طويلة من الحظر الصيني، وتعهدت بأن يستمر دفع التعويض حتى ينتهي تصريف المياه، ما يظهر بوضوح أن حكومة كيشيدا مع تلك الدول التي تعارض تحركها، بما في ذلك الصين، تدرك حقيقة خطورة الآثار البيئية وقد يكون لها آثار تراكمية كبيرة، والصيادون اليابانيون يعرفون ذلك جيداً أيضاً، فلا عجب أنه من المقرر بأن حوالي 100 من الصيادين والسكان المحليين ممن يعيشون بالقرب من فوكوشيما بأنهم سيرفعون دعاوى قضائية سعياً لوقف إطلاق المياه.
هذا وتعرف حكومة كيشيدا حق المعرفة بأنه يكاد يكون من المستحيل على منظمة التجارة العالمية- باستثناء حصولها على مساعدة من الولايات المتحدة- أن تحكم على حظر الصين بأنه غير قانوني، حتى إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعترف بأن تقريرها لا يعادل تأييد خطة التصريف، كما صرحت هيئة مراقبة الطاقة النووية العالمية بأنها ليست مسؤولة عن سلامة هذه الممارسة، وعار على إيمانويل لمقارنة تعامل اليابان غير الشفاف مع المياه السامة مع معركة الصين الحازمة ضد فيروس كورونا الجديد، فالأول يتعرض للتشكيك به ومعارضته من قبل الشعب الياباني ومعظم البلدان، والأخير كان مدعوماً من قبل الشعب الصيني وأشادت به معظم البلدان.
المصدر – تشاينا ديلي