تبقى صحة أطفالنا الخطوة الأولى التي لابدّ منها للعناية بالجوانب الأخرى المكونة لشخصية الطفل معرفياً ووجدانياً ومهارياً واجتماعياً، فإن وجد الجسم السليم، فإنه سيسهل تنمية الجوانب الأخرى، وذلك من قول الحكماء: ‘العقل السليم في الجسم السليم”.
يحتاج الأطفال إلى رعاية صحية جيدة، والتي تعنى بإبقاء الأطفال في مأمن من الأمراض والإعاقة ومنحهم الاهتمام بتوفير العديد من البرامج الصحية، وذلك من خلال مجموعة متكاملة من الخدمات الصحية الأساسية التي تقدّم من قبل المستشفيات والمراكز الصحية، وتهدف إلى إتاحة عدد لا حصر له الخدمات الطبية لعلاج العديد من الأمراض. فضلاً عن توفير مجموعة من التعليمات والنصائح التي تقي من الأمراض والفيروسات التي تصيبهم.
اعتمدت سورية العديد من البرامج الصحية الوطنية للأطفال وإنجاز تحديث البروتوكولات العلاجية المستخدمة، لتكون أداة تضمن حصول كلّ مولود على فرصة إجراء الفحوصات ثم التشخيص والتدخل الطبي عند الحاجة، للكشف المبكّر عن الأمراض والوراثية منها والتي من الممكن أن تسبّب الإعاقة لهم، وبالتالي مساعدتهم على تجاوز مشكلتهم، فيأخذون فرصتهم ليكبروا كبقية الأطفال.. يتعلمون ويكتسبون مهارات الحياة بشكل طبيعي.
برامج صحية عديدة تعنى بصحة الأطفال بدءاً من برنامج التلقيح الوطني والكشف المبكر عن السرطان وزرع الخلايا الجذعية وليس آخرها البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة الذي أطلق مؤخراً، حيث يسعى التدبير المتكامل لصحة للأطفال لتعزيز الاستجابة وتوفر خدمات رعاية صحية فعّالة لهم، ويركزعلى المستوى الأول من تماس المجتمع مع النظام الصحي الوطني من خلال المتابعة والطرق الراسخة صحياً وعلمياً، متبعاً عملية شاملة تعتمد على الخبرات الصحية والبحوث العلمية.
مع توفر البرامج والخدمات الصحية لأطفالنا.. تُعد الزيارات الصحية الوقائية ضرورية لتعزيز صحة الأطفال في مرحلة الإرضاع، والطفولة الباكرة، والمراهقة.. وتساعد على الوقاية من الأمراض عن طريق إعطاء اللقاحات الروتينية والتثقيف الصحي، كما تمنح الأطباء الفرصة لفحص الطفل سريرياً وتحري الاضطرابات وعلاجها في وقت مبكر، وإرشاد الآباء إلى كيفية مساعدة أطفالهم على النمو بصورة صحية، سواء من الناحية الجسدية، أو الذهنية، أو العاطفية.