الثورة – علاء الدين محمد:
غالباً ما تنتشر الشائعات في ظل الأزمات التي يتعرض لها بلد من البلدان، حيث تجد لها رواجاً عند ضعف المؤسسات الوطنية والإعلامية، وتنحسر إذا كانت هذه المؤسسات قوية ومتينة ولها مكانتها في نفوس الناس، بالتالي الوعي الشعبي والمجتمعي والثقة بمؤسساته الوطنية هو من يحد من انتشار الشائعة ويعيدها وبالاً على الوسيلة التي أطلقتها.
في المركز الثقافي العربي بدمشق أقيمت ندوة بعنوان (الأزمات والشائعات وطرق المواجهة الإعلامية) شارك فيها كل من د. عبادة دعدوش والأستاذ سامر منصور.
لكل منهما أسلوبه وطريقته في إيصال المعلومة للمتلقي، ومقارباته لهذا الموضوع.
الأستاذ سامر منصور يرى أن الأزمة موقف يحتاج إلى بذل الجهد للتعرف إلى متغيراته وتفسير ظواهره ومحاولة السيطرة على أحداثه وتجنب مخاطره، والتعامل مع هذا الموقف يستلزم توافر رؤية متعمقة بالأحداث السابقة لمعرفة أسبابها، والظروف والتربة الخصبة التي أتاحت لها الوجود، كما يستلزم جهداً منفتحاً لإدراك جميع الأبعاد المحيطة بالأزمة، مع رؤية مستقبلية لتوقع ما سيحدث من تطورات.
كيف نواجه
وعن استراتيجيات مواجهة الأزمات وتكتيكاتها قال د. سامر منصور: علينا تنفيذ عدة تكتيكات متباينة هي التدمير الداخلي للأزمة من خلال تحطيم مقوماتها، والتأثير في تفكير محركيها، والسعي إلى خلق صراع داخلي بين القوى المسببة للأزمة، ومحاولة استقطاب بعضها.
ثم التدمير الخارجي للأزمة من خلال الحصار الشديد للقوى المسببة لها، وتجميع القوى الخارجية التي تعارضها ومحاولة إقحامها في إطار الأزمة سعياً إلى تدمير مقوماتها.
إضافة للحد من نمو نموها، كأن نتعامل بحرص مع القوى المحركة للأزمة والمسببة لها.. تلبية بعض متطلبات القوى الدافعة للأزمة من خلال التفاوض المباشر، وتقديم بعض التنازلات المحدودة. والعمل على تخفيف حدتها من خلال النصح والتوجيه وتقديم بعض المؤثرات والمساعدة والدعم إلى القوى المعارضه للأزمة.
وأيضاً تقسيم الأزمة يعني إيجاد نوع من تعارض المصالح بين مكونات الأزمة، وعرض بعض المكتسبات على بعض القوى المسببة لها، ما يؤدي إلى انهيار التحالفات القائمة لهذه الأزمة والتشكيك في مبادئ القوى المكونة لها، وقيمها ومحاولة اجتذاب بعض القوى المرتبطة ارتباطاً ضعيفاً بفكر الأزمة، والسعي إلى تضامن وهمي مع الفكر الذي يحرك الأزمة لإحداث انقسام داخلي فيه.
أمثال أزمة الثقة بين الطوائف لإقامة حرب أهلية في دول عديده وغيرها من الأزمات المماثلة.
بينما الدكتور عبادة دعدوش تحدث عن كيفية التعامل مع الشائعة، وكيفية حل تلك الأزمة حيث أشار إلى أنه يتم ذلك من خلال البحث والمصداقية والثقة. البحث وهو مهمة رجل الإعلام.
والثانية الثقة والمصداقية التي سنحاول أن نبنيها عند الآخر ، نحن بزمن يجب أن نكون جميعنا إعلاميين ونستطيع من خلال تخصصاتنا ومن خلال الموبايل تستطيع أن توصل رأيك إلى جميع أنحاء العالم، وهو نفس السلاح الذي استخدم ضدنا أصلاً.
و بقدر ما تستطيع أن تاخذ معلومات، تستطيع أيضاً ان تصدر آراء ، فعلمياً يقال إن الإنسان يستقبل 100 ألف فكرة في اليوم يعالج منها 5000 فكرة فيجب أن نفتش جيداً عن مصادر إعلامنا وتكون قوية وصادقة ولها مصداقية، فنحن لدينا مشكلة في الشائعات الفكرة الأولى هي الأزمة.
اليوم نواجه أنواعاً من الأزمات عامة وخاصة ونفسية، وهي أكبر سبب للوصول لمشاكل فعلية فلنبدأ بالعقل فهو يعمل بطريقة إدخال معلومات ثم معالجتها، ثم إخراج المعلومات، في الأزمة تبدأ من إدخال المعلومات، وفي حال أدخلت بشكل خاطئ هنا تحدث الإشكالية.
وأضاف أنه بوجود الانترنت اليوم هناك كمية هائلة من الثقافات والمعلومات المنتشره في جميع أنحاء العالم، فأول طريقة للمواجهة هي الفهم.
حيث يجب أن نفهم من يواجهنا فأهم طريقة لمواجهة الأزمة هي الفهم والبحث عن الثقة والمصداقية إما من التجربة، أو من التسلسل العلمي، فكلما كانت آلية الإدخال صحيحة تكون المعالجة صحيحة.
النقطة الثانية هي التحري عن الشائعة بكافة الأدوات.. والنقطة الثالثة وهي الأهم كيف سنواجه؟.