الثورة-عبير علي:
رغم أن بداية الفنان علي محمود لم تكن سهلة، فهي مليئة بالكثير من الصعوبات، والقليل من الأدوات، إلا أنه يملك كماً هائلاً من الطموح والرغبة، ليس فقط بالنجاح وإنما بالتميز أيضاً، فكان اتجاهه لإنجاز أعمال خشبية غير مألوفة، موظفاً هوايته بالخط العربي والرسم، وقدرته على الابتكار والتشكيل،
يقول: ” معظم الناس ربما يولدون وتولد معهم مواهب معينة، وغالباً ما تبرز هذه المواهب عندما نحتاجها للقيام بأعمالنا وحل مشكلاتنا.. عليك فقط أن تدرك رغبتك الحقيقية، وتعطي لخيالك زمام الأمور، فالمبدع هو إنسان أكثر بدائية وأكثر تحضراً، وربما أكثر جنوناً وعقلانية”.
وحول عمله يقول: “أحببت الخط العربي فتعلمته، وأعجبت بالرسم ومزج الألوان، فرسمت الرسم إلى أن أدركت حبي وعشقي الأشمل للديكور وكل ما يتعلق به، وهنا بدأت الأفكار تتوارد في مخيلتي، وتكبر وتتوسع منتظرة لحظة التنفيذ”..
ويشير إلى أنه بدأ بصنع كل شيء بطريقة غريبة غير تقليدية، مستخدماً الخشب الطبيعي “كالزيتون والتوت والصنوبر”، لابتكار مشغولاته وترجمة أفكاره، وبالإصرار والاعتماد على الذات والكثير من الطموح استطاع إنشاء مشغله الخاص، ويؤكد أن حرفته تحتاج إلى الصبر والدقة والحضور الذهني والقليل من الجهد البدني، مقارنة مع الحرف الأخرى، لكنها لا تخلو من التعب والمعاناة على الصعيدين الجسدي والتقني، نظراً لصعوبة تأمين المواد والأدوات.
ويؤكد أنه يعتمد في مجال عمله على الخشب الطبيعي، محاولاً الحفاظ على طبيعته قدر المستطاع، مبتعداً بشكل كلي عن كل ما هو صناعي، وبالتالي فإن جميع مراحل العمل يدوية بالمطلق من الألف إلى الياء، ورغم انتشار الآلات المخصصة للحفر والنحت، فهو يعتقد أنه يبقى للمسة البشرية سحرها وجمالها الخاص.. وينهي كلامه قائلاً: من خلال عملي كمدرس أحاول أن أكون داعماً ومشجعاً لأي طالب أجد لديه موهبة، أو جانباً مميزاً، لا سيما وأنني افتقدت هذا الأمر عندما كنت طالباً.