الثورة – ترجمة ختام أحمد:
في أعقاب قرارها تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية المحظورة على نطاق واسع، ترسل الولايات المتحدة ذخائر اليورانيوم المنضب الخارقة للدروع، غير مبالية بالتأثير السام لهذه الأسلحة، وقد ظلت حكومة “جاستن ترودو” صامتة بشأن تحرك واشنطن التصعيدي.
اليورانيوم المنضب (DU) هو منتج ثانوي لإنتاج الوقود المستخدم في محطات الطاقة الذرية، ويعتبر اليورانيوم المنضب من المعادن الثقيلة وهو مناسب للقذائف الخارقة للدروع وهو من الأسلحة السامة أيضاً، وقد ربطت الدراسات ذخائر اليورانيوم المنضب بالسرطان والعيوب الخلقية هذا ما سوف يضيف المزيد من الأضرار الصحية والبيئية المتزايدة للحرب باستخدام ذخائر اليورانيوم المنضب الأمريكية.
باعتبارها ثاني أكبر منتج لليورانيوم في العالم تعد كندا مصدراً لحصة كبيرة من اليورانيوم الأمريكي، وعلى مدى العقدين الماضيين امتنعت كندا عن التصويت على سلسلة من قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بذخائر اليورانيوم المنضب، وبدعم من الغالبية العظمى من أعضاء الجمعية العامة فإن القرارات لا تدعو حتى إلى إلغاء اليورانيوم المنضب بل تدعو فقط إلى الشفافية في استخدامه لتمكين عملية التنظيف.
وقد دعمت القوات الكندية استخدام ذخائر اليورانيوم المنضب، وفي حرب الخليج الأولى حارب 4000 جندي كندي إلى جانب القوات الأمريكية التي أطلقت قذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب، ما أدى إلى زيادة حالات الإصابة بالسرطان والأمراض الخلقية لدى الأشخاص المصابين، وعلى نحو مماثل كانت القوات الجوية الكندية مشاركاً رئيساً في قصف صربيا عام 1999، حيث أسقطت طائرات حلف شمال الأطلسي قنابل تحتوي على اليورانيوم المنضب، ما تسبب في أضرار بيئية طويلة الأمد.
وإلى جانب المخاوف الصحية والبيئية، فإن إرسال ذخائر اليورانيوم المنضب يؤدي إلى تصعيد الصراع، ووصف المسؤولون الروس الإجراءات الأمريكية الجديدة بأنها ” عمل إجرامي ” و”مؤشر على اللا إنسانية”.
وعندما أعطت المملكة المتحدة أوكرانيا أسلحة ملوثة باليورانيوم المنضب لاستخدامها في دبابات تشالنجر 2، استشهدت روسيا بهذه الخطوة لتبرير نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا.
وعلى مدار العام ونصف العام الماضيين، قدمت كندا أسلحة بقيمة ملياري دولار، وشجعت جنوداً كنديين سابقين على القتال، ودربت آلافاً من القوات الأوكرانية، وأرسلت قوات خاصة إلى أوكرانيا.
كما قدمت أوتاوا أيضًا مساعدة استخباراتية كبيرة لمؤسسة أمن الاتصالات حتى أنها قامت بتوسيع مظلة الدفاع السيبراني الخاصة بها لتشمل أوكرانيا، وقال ترودو مراراً وتكراراً إن” كندا ستستمر في الوقوف إلى جانب أوكرانيا مهما استغرق الأمر”. وإذا اقترن ذلك بدفع حلف شمال الأطلسي أوكرانيا إلى شن هجوم مضاد مروع، فإن هذا يعني فعلياً إطالة أمد الموت والدمار، وهو الأمر الذي كان من الممكن تجنبه إذا اتفقت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على عدم التوسع في أوكرانيا.
يسلط عمودان في صحيفة فاينانشيال تايمز هذا الشهر الضوء على الجنون السائد في هذه الحرب، الأول ” لا يمكن لأوكرانيا أن تفوز على روسيا الآن، والثاني بعنوان “المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا ستكون هزيمة أخلاقية”.
وهل يكون النصر “الأخلاقي” هو إرسال اليورانيوم المنضب الذي يزيد من عدد القتلى والمزيد من الدمار بشكل فوري وعلى المدى الطويل.
المصدر _ أنتي وور