الثورة – ترجمة غادة سلامة:
معظم الأميركيين ليس لديهم الثقة في الرئيس بايدن وخاصة في السياسات الخارجية. ففي نيسان 2023، قال أقل من أربعة من كل عشرة بالغين أمريكيين إنهم يوافقون على أداء جو بايدن الوظيفي كرئيس، بينما قال ستة من كل عشرة إنهم لا يوافقون على ذلك. حيث يعتقد الناخبون الأمريكيون أنه هناك أمور أكثر أهمية من مساعدة أوكرانيا ودعمها بالمال والسلاح . للمرة الأولى منذ 30 عاماً، تعادل مدفوعات الفائدة التي تدفعها حكومة الولايات المتحدة على الديون السيادية الإنفاق الدفاعي.
ومن شأن هذه المعلومات أن تهز ثقة أي بيت أبيض، ولكن هناك الكثير الذي يتعين على واشنطن وحلفائها في حلف شمال الأطلسي أن يأخذوه في الاعتبار. إن الجهود المزعومة التي تبذلها وزارة الخارجية الأمريكية لتسوق تدخلها في أوكرانيا إلا أنه مرفوض عالمياً.
وفي الوقت نفسه، تستمر السياسات التي تفرضها إدارة بايدن في إضعاف الغرب الجماعي بشكل خطير. إن الاقتصادات الأوروبية تنزلق نحو الركود . ويعاني الاقتصاد الألماني، وهو الأكبر في منطقة اليورو، من الركود للربع الثالث على التوالي. ففي عام 2022، أنتجت شركات صناعة السيارات الألمانية سيارات أقل بنسبة 40 بالمائة تقريباً عما كانت تنتجه قبل 10 سنوات. وعلى حد تعبير أحد كبار رجال الصناعة في ألمانيا، فإن تراجع التصنيع في ألمانيا قد بدأ.
ومع ذلك، فإن حرب واشنطن بالوكالة في أوكرانيا وتأثير الحرب على الولايات المتحدة، إلى جانب العواقب الاقتصادية ستؤدي حتماً إلى فشل ذريع للولايات المتحدة وهزيمتها في أوكرانيا، ووفقاً لمعلومات استخباراتية مفتوحة المصدر، تشير الخسائر الأوكرانية إلى أن الجنود الأوكرانيين يُقتلون بمعدل مماثل أو أكبر من تجربة الحرب العالمية الأولى.
ورغم ظهور زيلينسكي بمنظر الواثق من حلفائه، لكنه لا يخفي تراجع الدعم له في أوروبا والولايات المتحدة للحرب بالوكالة التي تخوضها واشنطن. وهو يعلم أن الناتو في ورطة. بدأت الأحداث التي شهدتها منطقة البلقان خلال التسعينيات من القرن الماضي بالتطور الغريب الذي حاول تحويل حلف شمال الأطلسي إلى أداة هجومية لإستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة.
وكما هو متوقع، يتساءل الناخبون في الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، البالغ عددها 32 دولة، عن الحكمة من إسناد مهام أمنهم القومي وصحتهم الاقتصادية إلى نخبهم ونخب العولمة في واشنطن.
ومع ذلك، يجب على الأوروبيين أن يقرروا قريباً ما إذا كانوا سيضحون بما تبقى من سيادتهم الوطنية وصحتهم الاقتصادية باسم الناتو أو تعليق المساعدات لنظام زيلينسكي . ويبلغ إجمالي المساهمات الأوروبية في الحرب بالوكالة حوالي 167 مليار دولار، وهي أكبر من مساهمة واشنطن.
وفي مواجهة الاقتصاد الضعيف، وارتفاع العائدات وانخفاض أسعار سندات الخزانة، فإن أمام إدارة بايدن وشريكها في الكابيتول هيل، ” الحزب الأحادي ” في واشنطن، خياران حقاً: الأول، خفض خسائر الولايات المتحدة والحلفاء في أوكرانيا، والحد من الإنفاق التقديري، والتركيز على حالات الطوارئ المحلية على الحدود الجنوبية وفي أكبر المدن الأمريكية.
يبدو أن نية البيت الأبيض المعلنة لشحن أنظمة الصواريخ التكتيكية التابعة للجيش التي يبلغ مداها 300 كيلومتر إلى جانب صواريخ كروز الألمانية من طراز توروس وأسلحة هجومية أخرى إلى أوكرانيا تشير إلى تفضيل واشنطن للتصعيد. لكن لا يمكن لأي نظام سلاح واحد أن يغير بشكل جذري حقيقة أن القوات الأوكرانية تزداد ضعفاً مع مرور كل يوم.
المصدر – انفورمشين كليرنغ هاوس