الثورة – ترجمة هبه علي:
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الهجوم الصاروخي الذي أصاب سوقاً مزدحماً في مدينة كوستيانتينيفكا الأوكرانية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 17 مدنياً في وقت سابق من هذا الشهر، قد يكون ناجماً عن صاروخ طائش أطلقته قوات أوكرانية.
وأصيب 32 شخصاً آخرين في ٦ أيلول جراء سقوط الصاروخ على بعد 12 ميلاً (20 كيلومتراً ) من الخطوط الأمامية في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، في واحدة من أعلى حصيلة القتلى المدنيين في حادث واحد في الأشهر الأخيرة.
ومع ذلك، تشير الأدلة التي جمعتها وحللتها صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الضربة كانت “نتيجة لصاروخ دفاع جوي أوكراني أطلقه نظام إطلاق بوك” والذي فشل في إصابة هدفه المقصود وسقط في قلب كوستيانتينيفكا الصاخب بدلاً من ذلك.
وذكرت الأدلة أن “شظايا الصاروخ وصور الأقمار الصناعية وروايات الشهود ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي تشير بقوة إلى أن الضربة الكارثية كانت نتيجة إطلاق صاروخ دفاع جوي أوكراني خاطئ”.
وتظهر لقطات الكاميرا الأمنية التي استعرضتها الصحيفة أن “الصاروخ طار إلى كوستيانتينيفكا من اتجاه الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، وليس من خلف الخطوط الروسية”.
وقالت إنه مع سماع صوت الصاروخ المقترب، يبدو أن أربعة من المارة على الأقل يديرون رؤوسهم في وقت واحد نحو الصوت القادم في اتجاه الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا.
ونشرت الصحيفة أيضاً مقطع فيديو يظهر، قبل لحظات من الضربة، انعكاس الصاروخ أثناء مروره فوق سيارتين متوقفتين بينما يبدو أنه يتجه من الشمال الغربي.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن خبيرين عسكريين مستقلين في إبطال مفعول القنابل، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، قالا إن الشظايا والأضرار التي لحقت بموقع الضربة كانت أكثر اتساقاً مع صاروخ 9M38، الذي يطلقه نظام بوك المحمول المضاد للطائرات، وليس مع صاروخ بوك روسية من طراز S-300.
ونقل المراسلون عن خبراء في الدفاع الجوي قولهم إن الصواريخ مثل تلك التي أصابت كوستيانتينيفكا يمكن أن تخرج عن مسارها لعدة أسباب، بما في ذلك عطل الكتروني أو تلف زعنفة التوجيه أو قطعها أثناء الإطلاق.
واستشهدت صحيفة نيويورك تايمز أيضاً بأدلة تظهر أنه قبل دقائق من الضربة، أطلق الجيش الأوكراني صاروخين أرض جو باتجاه خط المواجهة الروسي من بلدة دروزكيفكا، على بعد 10 أميال (16 كم) شمال غرب كوستيانتينيفكا.
ولم تتمكن صحيفة الغارديان من التحقق من التقرير. وردا على الاتهام، قال جهاز الأمن الأوكراني، وكالة المخابرات الحكومية الرئيسية، إنه يحقق في الحادث، الذي وصفه بأنه “جريمة حرب ارتكبتها روسيا”.
وأضاف: بحسب التحقيق، ضرب العدو هذه المنشأة المدنية بمنظومة إس -300. ويتجلى ذلك، على وجه الخصوص، في شظايا الصاروخ التي تم تحديدها والتي تم العثور عليها في مكان المأساة. وأضافت أن التحقيق يدرس أيضاً عدداً من المواد الأخرى التي تشير إلى تورط العدو في هذا الهجوم، دون تقديم تفاصيل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن القوات الأوكرانية أطلقت الصاروخ. وقالت زاخاروفا: “حتى لو تم ذلك عن غير قصد، فمن الواضح للجميع أن نزع السلاح الكامل لنظام كييف ليس مجرد مطلب، بل ضرورة حيوية”.
في 15 تشرين الثاني 2022، ضرب صاروخ قرية برزيفودوف البولندية، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل شخصين. وبينما أصرت أوكرانيا على أنه “ليس لديها أدنى شك” في أن الصاروخ أُطلق من روسيا، أثبت تحقيق أجرته السلطات البولندية في نهاية المطاف أنه “من المحتمل جداً أن يكون الصاروخ قد أطلق من قبل الدفاع الأوكراني المضاد للطائرات وسقط للأسف على الأراضي البولندية”.
المصدر – الغارديان