وداعاً هزاع.. الأمين والمؤتمن على رسائلنا الصحفية والتي كنت تتابعها لحظة بلحظة وتتفحصها قبل النشر بعناية ودراية ومسؤولية ومساءلة وجدانية ضميرية، وفاءً وإخلاصاً لواجبك المهني الذي لم تقصر في تأديته يوماً رغم العقبات.
فقط هو الموت استطاع أن يخطفك من بين أوراقك من مكتبك.. من أسرتك المهنية، ليريح قلبك المتعب المترع بهمومنا وآلامنا، هي تلك ضربات القدر الموجعة تقهر قلوبنا على أعزاء رحلوا جسداً وبقيت أرواحهم بيننا تحثنا على العمل وعلى العطاء حتى آخر لحظة بحياتنا.
صباح الأحد الماضي لم تتأخر عن جريدتك، كنا جميعاً بانتظارك حيث تجمعنا تحية الصباح والبحث في مشاكلنا الصحفية، ولكنك لم تصعد إلى مكتبك ولم يكن بابك مفتوحاً، بقيت في باحة الجريدة وسيارة الإسعاف بيننا وبينك سداً، لتقول لنا وداعاً ياأحبائي، يا أصدقائي.
لروحك صديقي واسع الرحمة ولنا العزاء والصبر.. نم واسترح فحضورك اليوم في وجداننا في عقولنا وفي قلوبنا أكبر.
لأسرتك الصغيرة.. زوجتك وأولادك الثلاث نتقدم اليهم بأحر التعازي ونطمئنهم بأن إرثاً من الحب والغيرية والوفاء والإيثار تركه زميلنا هزاع فاغرفوا منه ما شئتم لتحقيق ما كان يطمح ويتطلع إليه.