نسخة الكتب الجديدة بخمسين ألف ليرة.. أولياء الطلاب: الكتب قديمة وممزقة وغير صالحة للدراسة.. المطبوعات: وزعنا ٢٢ مليون كتاب

الثورة – تحقيق بشرى فوزي:
مع انطلاق العام الدراسي الجديد في الثالث من شهر أيلول الجاري أعلنت  وزارة التربية  جهوزيتها لانطلاق العملية التعليمية لهذا العام من كادر تدريسي ومدارس ويأتي الكتاب المدرسي في قائمة الأولويات حيث لا عملية تعليمية بدون الكتاب
تساؤلات وانتقادات طالت توزيع الكتب المدرسية القديمة والبالية والمهترئة وذلك بحسب روايات أولياء أمور التلاميذ والطلاب وهنا لابد من السؤال
كيف انطلق العام الدراسي الجديد بدون كتب جديدة؟ كيف سيتمكن تلاميذ الصفوف الأولى من متابعة وحل وفهم واجباتهم رفقة معلميهم في ظل تم تسليمهم كتبا قديمة مهترئة و محلولة ؟ ألم تدرس وزارة التربية هذه المشكلة قبل انطلاق العام الجديد؟ لماذا تتوفر الكتب الجديدة في المستودعات وتكاد تختفي في المدارس؟
التعليم..
تقول سعاد وهي أم لثلاثة أولاد في المدرسة كنا متفائلين بأن التعليم مجاني ولكن لم يعد كذلك حيث اضطرت حسب قولها لشراء نسختي كتب لأولادها لأنهم استلموا كتبا ممزقة وغير صالحة للاستعمال بأي شكل كان حيث وصل سعر نسخة الكتب إلى خمسين ألف وبذلك تكون قد دفعت مئة ألف ليرة سورية ثمناً لنسختين مضيفة أن بعض تلاميذ الصف الأول  استلموا كتبا جديدة متسائلة عن كيفية إقناع هؤلاء التلاميذ بالذهاب للمدرسة والمشاركة والحل والرسم مع المعلمة.
قديمة ومهترئة..
فاتن تقول كيف يتم تسليم كتبا ممزقة ومهترئة للتلاميذ الصغار؟ وكيف سيتعامل أبناؤنا مع هذه الكتب؟ متسائلة عن الاستهتار بمستقبل الطلاب فما مصير مستقبلهم في ظل عدم حاجتهم لفهم الدرس مازال الكتاب محلولاً وذلك حسب مفهوم التلاميذ فهم في مرحلة عمرية لايعرفون الصح من الخطأ حيث بدت علامات السعادة على أولادها بسبب استلامهم كتبا محلولة فهم لن يتكلفوا عناء الكتابة أو الحل حسب قولها
محدودة وفوضى في المدارس..
إبراهيم موظف ولديه أطفال في المدرسة أكد أنّ الكتب الموزعة الجديدة منها غير كافية للجميع وتم توزيع كتب قديمة ومهترئة لاستكمال التوزيع ونتيجة لذلك سادت الفوضى بين الطلاب وذلك نتيجة الفوارق بين الكتب بين قديم وجديد وممزق ومهترئ وغيرذلك
الجديدة لأولاد المعلمين..
تماضر سيدة موظفة أكدت أنّ الكتب الجديدة هي لأبناء المعلمين فقط ومايزيد عنهم هو للبقية من التلاميذ وأضافت إلى أنّها عانت مع أولادها حتى أقنعتهم بأنها ستشتري لهم كتبا جديدة حينما يتوفر لديها المال الكافي وهذا يضيف عبئا ماديا ومعنويا على الأسرة المرهقة أساساً من الظروف المحيطة حسب قولها
توزع حسب الأهمية..
فاطمة معلمة للصف الثالث أكدت أنّه يوجد كتب جديدة وقد وصلت إلى المدارس ولكن بنسبة قليلة وهي توزع حسب أهمية الطلاب ومزاج المدير وأمين المكتبة مضيفة أنّ توزيع عدة نسخ جديدة للكتب يثير المشاكل والغيرة بين الطلاب حيث تعرضت لعشرات الأسئلة حسب قولها من الطلاب عن سبب إعطاء الكتب لفلان دون غيره موضحة أنّه يجب أن يتم التوزيع بشكل عادل على جميع التلاميذ دون محسوبيات.
لن أوزع الجديدة..
أمينة مكتبة في إحدى المدارس أكدت أنهّا وزعت كتبا قديمة لجميع التلاميذ والطلاب وذلك قبل إرسال نسبة قليلة من الكتب الجديدة للمدرسة وأضافت لقد بت بين نارين ولا أعرف كيف أتصرف متسائلة من هو الأحق في الكتب الجديدة؟ كيف سأقوم بسحب الكتب القديمة من بعض التلاميذ وإعطاؤهم كتبا جديدة؟ ولماذا هم دون سواهم؟ وهذا التفكير دفعني إلى عدم توزيع الكتب الجديدة وتركها في مستودع المدرسة حتى نجد حلاً لهذه المشكلة التي أرهقت المدرسة والأهل معاً
تعاون وتدخل مبكر..
المرشد الاجتماعي أحمد عثمان أكد أنّ للكتاب أهمية كبيرة ويجب المبادرة والتدخل المبكر للتأثير في الطلاب وحثهم على المحافظة على الكتاب والعناية به وأضاف أنّ التعاون بين المدرسة والأهل مهم جداً للتأثير في التلاميذ وغرس ثقافة الاهتمام بالكتاب والمحافظة عليه حتى نتمكن من إعادة تدويرها وتكون بحالة جيدة وعدم الاستهتار بتمزيق الكتب والرسم العشوائي عليها خاصة في نهاية العام الدراسي في وقت تسليم الكتب حيث تنتشر ظاهرة تمزيق الكتب والرسم والكتابة العشوائية على جميع صفحاتها .
كل ما سبق وغيره من التساؤلات حملناها إلى  مدير المؤسسة العامة للطباعة والكتب المدرسية  علي عبود حيث طرحنا عليه عدة أسئلة وكانت إجاباته كالتالي :
ما هو سبب إعادة توزيع كتب مستعملة وخاصة للمرحلة الأولى في الصفوف الأول والثاني والثالث وهل تمّ التوزيع بشكل عادل؟ وكان إجابته بأنّ التعليمات  الوزارية تصدر في كل عام لاسترداد الكتب المدرسية من الصف الأول وحتى التاسع الأساسي باستثناء الطلاب الراسبين في الصف التاسع حيث يحق لهم الاحتفاظ بكتبهم وأضاف عبود أنّه يوجد لجنة تسمى لجنة الكتاب المدرسي حيث تقوم بفحص الكتب المستردة ودراسة مدى صلاحيتها لإعادة التوزيع أو الاتلاف مؤكداً أنّه يتم التوجيه لمديريات التربية وفروع المؤسسة العامة ولجنة الكتاب المدرسي بعدم توزيع الكتب التالفة والممزقة وغير الصالحة للتوزيع على الطلاب كما أكد على مراعاة مبدأ العدالة في التوزيع بين الطلاب والتلاميذ.
أمّا السؤال الثاني وهو كيف سيتمكن التلاميذ من متابعة الحل وفهم الدروس والمشاركة إذا كان الحل موجوداً أمامه وماهي الحلول البديلة؟ أجاب عبود بأنّ تأمين الكتاب المدرسي من أولويات وزارة التربية وتمّ التأكيد على ضرورة توزيع الكتاب المدرسي الجديد واستكمال الحاجة من المستودعات الفرعية وعدم إعادة توزيع الكتاب التالف والممزق والملغى ومراعاة العدالة عند التوزيع ومعالجة حالات الخلل إن وجدت وأضاف بأنّ التعليمات تصدر في كل عام لتوجيه إدارات المدارس بالتعاون مع الأسرة التعليمية في المدرسة بتوجيه التلاميذ دائماً وبشكل مستمر وفي كل المناسبات إلى أهمية الكتاب ووجوب المحافظة عليه
وأمّا مايخص توفر الكتب في المستودعات وشرائها من قبل من يستطيع وعدم توفرها في المدارس أوضح عبود بأنّ المؤسسة العامة للمطبوعات تعمل بكامل إمكانياتها لتأمين طباعة الكتب المدرسي وتوزيعه على فروعها في المحافظات ليصل إلى التلاميذ والطلاب في مدارسهم مضيفاً بأنّ الكتب الجديدة متوفرة وتقوم المؤسسة العامة بطباعة كميات الكتب وفق ماهو مطلوب بدقة حيث تتم الطباعة عن طريق القطاع العام واللجنة الدائمة للطباعة وكشف عبود أنّ الأرصدة الموجودة للتوزيع بداية العام الدراسي حوالي ٢٢مليون نسخة كتاب مدرسي جديد منها ١٨ مليون نسخة كتاب مدرسي لمرحلة التعليم الأساسي و٤ ملايين نسخة لمرحلة رياض الأطفال والتعليم الثانوي والمهني والمعاهد موضحاً أنّه بالرغم من الظروف الاقتصادية وزيادة الأسعار لم يتم رفع أو زيادة بأسعار الكتب
وفيما يخص نسبة توزيع الكتب الجديدة والقديمة أوضح عبود بأنّ نسبة التوزيع للصفوف الأولى (من الأول إلى الثالث)تكون ٧٥%من الكتب الجديدة وباقي الصفوف من الرابع الأساسي وحتى التاسع الأساسي ٥٠%كتب جديدة
وأمّا عن وجود خطة من قبل وزارة التربية لاستبدال الكتب القديمة بأخرى جديدة أكد عبود بأنّه يوجد وباستمرار خطة من قِبل الوزارة لاستبدال الكتب التي بمتناول الطلاب والمدورة وفق نسبة التوزيع من عام إلى عام حيث تعمل المؤسسة على إعلام مديريات التربية في المحافظات لتوجيه لجنة الكتاب المدرسي في المدارس لاستبدال الكتب التي يمكن أن توزع على الطلاب والتلاميذ في بداية العام الدراسي والتي تكون غير صالحة للتوزيع وتالفة بموجب قوائم إضافية يتم طلبها عن طريق المستودعات لتأمين الكتب الجديدة .
وأمّا السؤال الأخير فكان إذا كانت خطة وزارة التربية إعادة توزيع الكتب المخصصة للحل على التلاميذ لماذا لا يتم التنويه لكتابة الحل على دفتر خارجي ؟ أوضح عبود بأنّه يتم توجيه الطلاب من قِبل إدارة المدارس إلى عدم الكتابة من قِبل التلاميذ على الكتاب.
أخيراً إذا كانت المدارس توجه لعدم الحل على الكتب والكتب الجديدة متوفرة بملايين النسخ الجديدة ويتم التوزيع بعدالة بين التلاميذ والطلاب فأين يكمن الخلل الذي اشتكى منه الطلاب وذويهم بشكل ملفت للنظر؟

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة