الثورة – جاك وهبه:
تعود العلاقات الثنائية بين سورية وجمهورية الصين الشعبية إلى تاريخ موغل في القدم، يمتد إلى نحو ألفي عام منذ طريق الحرير، إذ كانت الصين نقطة انتقال قوافل الحرير وسورية نقطة التقائها مع قوافل أوروبا، الأمر الذي أسس لتاريخ طويل من التبادلات التجارية بين البلدين الصديقين وإلى تطوير العلاقات بين الصين والعرب، وتعزيز الحوار الحضاري بين الجانبين.
وعلى الرغم من أن مسيرة العلاقات المميزة ربطت سورية والصين، خصوصاً على مدى العقود الماضية، إلا أن الزيارة التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد إلى جمهورية الصين الشعبية شكّلت حدثاً مهماً في تاريخ هذه العلاقات لتكون علاقة شراكة في جميع المجالات.
وجاءت هذه الزيارة بحسب ما بينه المحلل الاقتصادي فاخر قربي، إعلاناً حقيقياً لولادة قطب يضع دول أوروبا خلفاً ويسير، كما أنها تشكل عنواناً أساسياً للتعامل مع محيط اقتصاد عالمي قائم على احترام سيادة الشعوب وسلامة أراضيها، وترسم خارطة سياسية جديدة تجعل من سياسة القطب الواحد أحجار دومينو تتساقط واحدة تلو الأخرى.
وأضاف قربي أن دعوة الرئيس الأسد إلى هذه الزيارة من قبل دولة عظمى واهتمام هذه الدولة بزيارته وإعطائها طابع استقبال القائد المنتصر هي رسالة أن التحالف الصيني السوري لن يقف عند حدود سياسية ودبلوماسية بل سوف تكون إعلاناً للتكامل الاقتصادي مع سورية وترجمة حقيقية لما تم رسمه في المرحلة الماضية من خطط وبرامج واتفاقيات تجعل من الصين وسورية بعملية تشاركية تحول الحصار الاقتصادي إلى وهم تعيشه دول الغرب وتتجرع مرارته بفضل صمود الشعب السوري الذي التف حول قيادته وسوف يحصد ثمار صموده وصبره بحكمة هذا القائد وشجاعته الذي دافع عن سورية والعالم كله في وجه الإرهاب والإرهابيين.