الثورة – إعداد ياسر حمزه:
تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 700 مليون صورة تُنشر يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك، انستغرام، وغيرها)، وهو رقم لم يكن ممكناً لولا تطور خدمات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً التطور الكبير في كاميرات الجوَّالات وسهولة نشر صورها وفيديوهاتها
لقد أعطى التطور التقني كل مواطن أداة توثيق وبثاً، وإيجاد ما يسمى بصحافة المواطن، حيث أصبح المواطن مراسلاً، واستُخدمت صوره وأفلامه قنوات إخبارية لتبثها للعالم، حين يكون هذا المواطن بهاتفه المحمول هو المراسل الوحيد في الميدان.
لقد غيَّرت كاميرة الجوَّال عادات عامة الناس تجاه التصوير كفعل وكثقافة وغيَّرت خارطة سوق صناعة الكاميرات.
في عام 1995م، تم صناعة أول كاميرة تصوير رقمية، وفي الوقت نفسه تمكنت شركة « جي – فون » اليابانية من تطوير أول جوَّال بكاميرة تصوير بيع في الأسواق ثم جاء تطوير الجوَّال ليرسل الصور بالإرسال الهاتفي.
بدأ انتشار الجوَّال بكاميرة في اليابان أولاً، ثم انتشر في العالم انتشار النار في الهشيم، وفي سنة 2003م، تخطت مبيعات الجوّال المزوَّد بكاميرة تصوير، مبيعات الكاميرات الرقمية في العالم.
وفي سنة 2008م، باعت «نوكيا» الفنلندية من الجوّال المزوَّد بكاميرة، أكثر مما باعت « كوداك» من كاميرات الأفلام التقليدية، وصارت أكبر منتج لكاميرات التصوير من أي نوع كان.
وفي المقابل تقلَّصت مبيعات الكاميرات المدمجة بشكل كبير جداً لأن الناس بدأت تستغني تدريجياً عن شراء الكاميرات الصغيرة العائلية، حيث أصبحت كاميرة الجوَّال هي الكاميرة المدمجة الجديدة و يمكن مقارنة كاميرة الجوَّال كأداة بكاميرة الكوداك التي أنتجت عام 1888م وغيرت طبيعة التصوير وثقافته إلى الأبد، فبعدما كان التصوير محتكراً من قبل المحترفين والعارفين بأسرار مواد التحميض، أعطت كوداك عامة الناس فرصةأن يصبحوا مصورين “ اضغط الزر ونحن نكمل الباقي ” كما كانت تقول كوداك في تسويقها لمنتجها، ومع ذلك ازدهرت سوق الكاميرات الاحترافية وتطورت ليس للعامة ولكن لمحترفي التصوير كمهنة تحكمها معايير وأخلاقيات واهمها التصوير الصحفي.
من هذا المنطلق يمكن أن نتلمَّس كيف أثَّرت كاميرة الجوَّال على ثقافة الناس تجاه التصوير لتنتج لنا ما يسمى بالتصوير الشخصي ( سيلفي – i self )
هذه الكلمة التي اصبحت شكلاً من الممارسة اليومية للناس، حيث يلتقطون صوراً لأنفسهم، ويشاركون بها الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى لأغراض التسلية والتوثيق.
إذاً، منذ اختراع الكاميرة وحتى الآن تغيَّرت مفاهيم الناس.