“فيلادلفيا”.. رب أخ لم تلده أمك

الثورة – حسين صقر:
كما أن كلمة الحب لاتعبر فقط عن علاقات العاشقين، فهناك حب الأخوّة والصداقة و الزمالة في العمل وحب الحياة.
وحب الأخوة أيضاً لايعبر عمن ينتمون لنفس الوالدين، ولكن هناك الكثير من الأشخاص الذين تؤلف بينهم علاقات الحب الأخوي أو ما يسمى “فيلادلفيا”، في هذا يقولون: رب أخ لم تلده أمك، وهذا الحب لايقتصر فقط على أبناء الجنس الواحد، بل يتعدى ذلك إلى جنسين مختلفين، وكم هناك من نعرفهم وقد تعاهدوا على هذا الحب، وكانوا أكثر من أخوة انحدروا من نفس العائلة.
هذا الحب يشير إلى المودة الموجودة بين هذين الشخصين سواء كانوا ذكرين أم أنثيين أو من الجنسين، ليندرج هذا الحب فيما بعد إلى أخوة وأخوات ووالدي هذين المتحابين.
ولأن الحب هو شعور عام بالعاطفة والمودة والأخوة، فهو يؤكد الامتنان والاعتراف واحترام الحياة الأسرية لكل منهما، ومثاله كأن يتآخى رجل وامرأة ملتزمين بأسرتيهما، ويحترم كل منهما الآخر معتبراً الشخص الذي نشأت بينهما علاقتهما أخاً أو أختاً بما للكلمة من معنى.
مع ذلك بالحب يتجرد الطرفان من كل الأهواء والغرائز وما تمليه النفس، حيث إمارتها بالسوء دائماً، و لو تبعها الإنسان لخسر الكثيرين، و لهذا عندما يذكر الحب الأخوي يسافر العقل إلى الأفق البعيد، ويتخطى الحدود والمسافات، لأنه يسمو بالفكر والروح عن ثرى النفس إلى العلياء.
و رغم أن الكثيرين ليسوا إخوة أقارب لنا، فإننا نعتبرهم بطريقة أو بأخرى بسبب علاقة الصداقة والمودة القائمة أخوة بما تحوي الكلمة من معانٍ سامية، لأن هذا النوع من الحب  يعني أيضاً نكران الذات وتقديم مشاعر الحنان والتضحية والعطاء إلى الطرف الآخر الذي أحببناه، ولايتوقف ذلك عند هذا الحد، بل كثيراً ما نتجاوز أخطاءه وزلاته ونسامحه عليها ونبحث له عن المبررات حتى لو كان ذلك على حساب راحتنا.
وهذا الحب لو ساد وانتشر لعمت الفضيلة الأرجاء، وتعاون كل اثنين على نصرة الحق وهزيمة الخطيئة التي تتوالد بالحقد والضغينة ولايقتلها سوى الحب ومشاعر الرأفة.
هذا الحب بمجرد أن يولد لابد من الاهتمام به، وتنميته وتعزيزه باعتباره جانباً مهماً من جوانب الحياة، و أن نكون حذرين بألا  نؤذي أخينا أو أختنا أو صديقنا.. الذين أحببناهم في الله، والعمل من أجل منحهم المساعدة التي يحتاجونها، ولاسيما أن الحب الأخوي ينمي مشاعر نبيلة مثل التواضع والثقة والاحترام والولاء والرحمة وغيرها، ويدفع لأن يعتني الناس ببعضهم البعض في الأفراح والأتراح، ويساعدون بعضهم البعض بغض النظر عن الخطر الذي قد ينطوي عليه ذلك، ويدركون احتياجات بعضهم ويشعرون بهم ويفكرون عنهم في بعض الأحيان، ويعرفون ما يزعجهم أو يفرحهم دون أن يفصح منهما للآخر، كيف لا وقد عاشوا الحياة معاً بحلوها ومرها، وتقاسموا رغيف العيش ولحظات الفرح والحزن.
الحب جنة الدنيا وفردوس الحياة، يدخل إلى النفوس اليائسة فيسعدها، ويفتح بوابات الأمان على شواطئ السعادة.

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة