الثورة- جمال الشيخ بكري:
احتكاك الشخص مع الناس أمر واقع في كل لحظة، ولاسيما أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه ولا يستطيع أن يعيش منعزلاً، وكلنا يحتاج الآخرين في المعاملات ومن الناس من يحسن التعامل بالكلمة المناسبة المطلوبة مع حسن الخلق وأداء الحقوق إلى أصحابها ومنهم من لا يحسن هذا الاختيار فيقع في الخطأ.
من يحسن التعامل بالكلمة المناسبة المطلوبة مثل أعلى ويجب الاقتداء بهم والتعامل الخلاق معهم فنقول عنهم نعم الأصدقاء، لكن أحياناً بالمقابل هناك من لا يحسن الاستماع أو الإصغاء أو التلفظ في زحمة العمل والشغل فتصدر بعض الهنات أو ما نسميه الأخطاء.
ومن منا لا يخطئ فتصدر بعض الكلمات المزعجة وغير المسؤولة من أحدنا فيدب الخلاف والخصام وتحصل القطيعة التي لا يتمناها أحد وتمر الأيام ولابد أن يحتاج المتخاصمان إلى بعضهما البعض وهنا تأتي لغة التلاقي وثقافة الاعتذار وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل القطيعة والخصام ولابد من تنفيذ القول السديد والصلح خير والقول الآخر الذي يرأب الصدع ويلم الشمل وخيرهما الذي يبدأ صاحبه بالسلام.
نعم المبادر بالمصالحة يعتبر الأجمل والحكيم فيبادر بأي وسيلة فيها اللطف والكياسة والتعقل ويكسر حاجز الخلاف إما باتصال مفاجئ أو بإرسال هدية عن طريق وسيط أو زيارة بموعد أو بغير موعد وتبدأ الزيارة وثقافة الاعتذار بالابتسامة والسلام وفتح صفحة جديدة فيها الاعتذار الشديد عما بدر من أخطاء ماضية وتبيان سبب الغلط الذي وقع والمشاحنة التي حصلت وفي هذه الحالة تتآلف القلوب وتصفو النفوس وينسى الخلاف الذي حصل وتعود الأمور إلى طبيعتها محبة وتعاملاً وتتجدد العلاقة التي كلفت المتخاصمين الكثير من الضيق النفسي وضياع الوقت.
فالحياة تحتاج منا أن نختار ألفاظنا وكلماتنا المحسوبة والمختارة بعناية حتى يبقى التواصل قائماً لا تشوبه شائبة ولا يعكر صفوه شيء مزعج، فالعمر لا يحلو إلا بالحب والتعامل السامي والأخلاقي المبني على الاحترام المتبادل وهذا ما يجب أن نعلمه لأبنائنا يومياً بأن يحافظوا على علاقاتهم مع الآخرين بالكلمة والتعامل الأخلاقي ليكون المجتمع متماسكاً.