لدفع الطاقة السلبية.. العمل بالأرض

الثورة- حسين صقر:
قد يكون العمل في الزراعة والأرض من الأعمال المجهدة التي ترهق الجسد وتتعب الأعصاب، لكنه بالمقابل ينمي العضلات ويحرك الدماء في الشرايين، وفوق ذلك يقضي على الطاقة السلبية المتراكمة ويفرغها في الثرى.
ربما يقول قائل: من لايعرف الجهد المبذول في عمل الأرض، يصور الموضوع وكأنه رياضة، أو يتحدث عن فوائده طبياً، وربما يغالي ليقول: إن المتحدث يحكي برومانسية عن هذا المجال، لكن في حقيقة الأمر، يحقق العمل في الأرض والزراعة أكثر من هدف، ويقول الأقدمون بأن ممارسته تساهم بإخراج الدم الفاسد خارج الجسم، وعندما يشاهدون شخصاً لم يعتد الحقول، يقولون له ممازحين: اعمل حتى يخرج الدم الفاسد من جسدك، واعمل حتى تقوى عضلاتك وتنمو، حيث العضو الذي لايعمل يضمر، وفوق ذلك، فالعمل يسرع جريان الدم في الشرايين، وقلائل هم الأشخاص الذين يصابون بالجلطات ممن يعملون بالأرض، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على قيمة هذا العمل وأهميته من بين الأعمال الأخرى، وفوق ذلك يوفر لممارسه لقمة نظيفة ويحقق اكتفاء ذاتياً يغنيه عن الشراء إلى حد ما.
منذ فترة وجيزة التقيت بأحد زملاء العمل، وكان قد انتقل إلى مؤسسة أخرى، وقال لي: إني أعيش أجمل أيامي في الوقت الذي يبحث فيه المتقاعدون وممن هم على رأس عملهم ومن يسعون للهجرة خارج البلاد، حيث أعمل بمساحة دونم واحد فقط، وقد جهزته بغرفة مع منافعها، وواكبت زراعة الخضار وعدد من أشجار الفاكهة واكتفت أسرتي من بعض السلع، لتقتصر مشترياتي على ما هو مصنّع فقط، وشعرت بفارق كبير في معيشتي.
طبعاً الأرض ليست متاحة للجميع، وشراء قطعة منها قد يكلف الكثير، وهو معلوم، لكن قد يكون هذا الحديث موجهاً لمن يمتلكون الأرض أو يستطيعون شراءها، أما غيرهم فقد يستطيعون توفير بعض هذه الأشياء في الزراعات المنزلية.
ومادام الموضوع عن أهمية العمل في الأرض وفوائده، فالعودة للزميل قد تكون ذات أهمية، فهو يملأ وقت الفراغ لديه، وتعلم الاستيقاظ المبكر، وتولد لديه شعور دائم بأنه مقصر عن بعض الأعمال المتراكمة التي أضحت لديه.
وفي بعض الدول المتقدمة تخصص الدولة مثلاً اراضي للمتقاعدين عبارة عن ثلاثمئة متر مربع أو أقل مثلاً وتوفر لهم العوامل المساعدة، ليزرع كل منهم ما يريد وتشتريه منهم بأسعار تشجيعية اعلى من سعر السوق، بحيث تتحمل الفرق وتبيعه للمستهلك بسعر أقل مما تأخذه من هؤلاء.
وعن العمل في الأرض والزراعة ثمة روايات كثيرة عمن قطعوا أشواطاً في العمر وتقدموا في السن، وعندما تسألهم فيما إذا كانوا سيأكلون مما يزرعون، يكون ردهم إذا لم نأكل نحن فيأكل أبناؤنا وأحفادنا، وكما يقال: زرعوا فأكلنا، ونزرع فيأكلون، وفي هذا أيضاً الحديث الشريف “إذا قامت الساعة، وبيد أحدكم فسيلة فليزرعها”، لأن أهمية العمل لا تقتصر على جمع المال وكسبه للإنفاق على أفراد العائلة، بل إن له من الأهمية الكثير فهو من العبادات، ويستطيع الإنسان أن يترك ذكرى خلفه، بأن هذه الأرض استصلحها فلان، وتلك الشجرة زرعها، وكلما أكل أحد منها دعوا له بالرحمة والغفران.

آخر الأخبار
في سباق مع الزمن و وسط تحديات الرياح والتضاريس.. جهود لإخماد الحرائق   سوريا تقترب من رقمنة الشحن الطرقي    "موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية" حاضرة في الاستجابة لمتضرري الحرائق   "الثورة" من قلب الميدان تتابع عمل فرق الدفاع المدني  الحرائق تتواصل في مواقع عديدة     استجابة لحرائق اللاذقية.. منظمة "IASO" تطلق حملة "نَفَس حقكم  بالحياة" السفير البلجيكي ببيروت في غرفة صناعة دمشق لتعزيز العلاقات الاقتصادية  ربط طلاب الكليات الهندسية في حلب بسوق العمل  متابعة المشاريع التي تُعنى بتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في حلب  وفد المنظمة العالمية للتحكيم الدولي في غرفة صناعة دمشق  الرئيس الشرع يصدر مرسوماً بتعديل بعض مواد قانون الاستثمار الشرع يشيد بجهود فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة لسوريا مرسوم رئاسي بإحداث الصندوق السيادي لتنفيذ مشاريع تنموية وإنتاجية مباشرة والاستثمار الأمثل للموارد مرسوم رئاسي بإحداث صندوق التنمية للمساهمة في إعادة الإعمار مكافحة الفساد ليست خيارآ  بل أمراً حتمياً  توقيفات طالت شخصيات بارزة والمحاسبة مستمرة   "مهمشون" ومكافآت "شكلية"   ممرضون لـ"الثورة: الوقت حان للاستماع إلى نبضنا ليخفق قلب المهنة  من إدلب إلى دمشق..  "أبجد".. نحو مجتمع متضامن أساسه التعليم  تعزيز الجاهزية الرقمية في المدارس الحقلية الزراعية بحلب  BBC: طالبو اللجوء السوريون في بريطانيا.. بين القلق وانتظار قرارات لندن  وفرة في الغاز وندرة في المال..  مدير عمليات التوزيع: رخصة الغاز ليست مشروعاً تجارياً  قمة أممية للذكاء الاصطناعي.. توجيهه لخدمة أهداف التنمية المستدامة