الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
تزامناً مع احتفالات شعبنا ووطننا بالذكرى الخمسين لحرب تشرين التحريرية والنصر المؤزر الذي حققه جيشنا الباسل على العدو الصهيوني بالتعاون مع القوات والجيوش العربية، أقامت اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وبالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية – سورية وفصائل المقاومة الفلسطينية بدمشق، ندوة سياسية تحت عنوان “السادس من تشرين وقفة عز ..وميدان شهادة”، بمشاركة عدد من السياسيين والمحللين وحضور نخبة من الفعاليات الحزبية والسياسية والإعلامية من سورية وفلسطين.
وقد أدار الندوة الدكتور صابر فلحوط رئيس اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني الذي استهل تقديمه بالحديث عن ذكرياته وانطباعاته حول تلك الحرب الهامة في تاريخ سورية والمنطقة.
المفتاح: أثبتت أن العرب يملكون الإرادة والشجاعة
وأكد الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية – سورية، أن حرب تشرين التحريرية أعادت العزة والكرامة العربية، وأنها أول حرب اتخذت بقرار عربي وأثبتت أن العرب يملكون الإرادة والشجاعة على خوض المعارك لاستعادة أرضهم المحتلة وحقوقهم المغتصبة وأن الصراع مع العدو صراع وجود وأن القضية الفلسطينية قضية عربية.
وأشار الدكتور المفتاح إلى أن نصر تشرين ألحق هزيمة نكراء بالعدو الإسرائيلي وكانت خسائره السياسية والنفسية تفوق بكثير خسائره البشرية والعسكرية، ونوه بأن سورية استهدفت وتستهدف منذ انتصارها في حرب تشرين وحتى الآن بسبب صمود شعبها وجيشها وحكمة قيادة السيد الرئيس بشار الأسد وتمسكها بمواقفها القومية ودورها في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية.
عبد المجيد: ما يخشاه الاحتلال تكرار تجربة حرب تشرين
من جهته، أكد خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن حرب تشرين التحريرية أعادت الأمل من جديد للشعب الفلسطيني باستنهاض نضاله ضد العدو الإسرائيلي وأحيت الأمل لديه في تحرير أراضيه ووضعت خطاً أحمر لكل المحاولات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية آنذاك، كما عززت دور المقاومة الفلسطينية في كل الساحات، غزة والضفة وأراضي 1948.
وحيا عبد المجيد مواقف سورية البطولية في خوض حرب تشرين التي كان لها الدور الأكبر في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، مما عزز من صمود أبناء الشعب الفلسطيني وتمسكهم بأرضهم وحقوقهم، وقال: لولا الاحتضان القومي لسورية لصمود شعب فلسطين وفصائله المقاومة لما شهدنا تلك الإنجازات الهامة للشعب الفلسطيني للتمسك بثوابته الوطنية واستمرار مقاومته في التصدي للعدو الإسرائيلي وإفشال المشروع الصهيوني.
وأكد عبد المجيد أن قادة العدو يعيشون اليوم هاجس القلق والخوف من أي حرب قادمة في المنطقة لأن ركيزتها الأساسية ستكون سورية، وأن ما يخشاه كيان الاحتلال هو تكرار ما حصل في حرب تشرين التحريرية من مواجهة حرب متعددة الجبهات، مشيراً إلى أن أي حرب عربية مع الكيان الصهيوني لا يمكن أن تحصل دون أن تكون سورية ركيزتها الأساسية.
مراد: الإعداد الجيد للمعركة
من جانبه، أشار الإعلامي الياس مراد الرئيس السابق لاتحاد الصحفيين إلى تجربته كمراسل حربي خلال حرب تشرين وعمله في الإدارة السياسية، مشيراً إلى الاستعداد لخوض غمار هذه الحرب والإعداد الجيد لها من التهيئة في الدولة والشعب والجيش والإعلام وكل المؤسسات.
ونوه مراد بأهمية الانتصار واستثماره في التأكيد على التضامن العربي والتمسك بالحقوق والدفاع عن الأرض والكرامة في مواجهة المخططات المعادية التي تعمل من أجل تجزئة البلدان العربية وتفتيتها كي يسهل على كيان العدو من الهيمنة والسيطرة وتحقيق مخططه.
وتحدث عن محاولات التضليل الإسرائيلي لتشويه الحقائق وحرف العالم عن الانتصارات والبطولات التي سطرها الجيش العربي السوري في الجولان وعن دور الإعلام الوطني في التصدي لها وإبراز الحقائق وكشف زيف الإدعاءات والأضاليل الصهيونية والتأكيد على الحقوق والثوابت الوطنية والقومية.
حسن: حرب تشرين أكثر الحروب الحديثة تنظيماً وإعداداً
وقد أكد اللواء الدكتور حسن حسن أن حرب تشرين استطاعت أن تفاجئ العدو في توقيتها الزمني وكذلك من خلال ما سطره بواسل جيشنا في تحقيق البطولات والانتصارات على جيش العدو عبر الأداء والقدرة على التخلص من عقدة حرب 1967، فأسقط جيشنا الباسل مقولة (الجيش الذي لايقهر) وبذلك سقط معها الغرور والصلف الإسرائيلي، واعترف قادة العدو بالهزيمة النكراء التي مني بها جيشهم.
ونوه الدكتور حسن بأن حرب تشرين كانت من أكثر الحروب الحديثة تنظيماً وإعداداً وأنها عبرت حقيقة عن قدرة الجيش العربي السوري في التصدي ومقارعة العدو رغم ما يمتلكه من أسلحة متطورة، واستطاع أن يثبت كفاءته القتالية في تحقيق إنجازات نوعية لم يتوقعها العدو واعترف بها قادته.

السابق
التالي