الثورة – غصون سليمان:
بالأمس القريب كنا نقف على الأرض التي شهدت بطولات ومعارك حرب تشرين التحريرية، تلك الأرض التي تختزن في أديمها وأوديتها حبر الروايات وبلاغة القصص وألوان البطولة والشجاعة..
من جولاننا الحبيب ومن رحم مدينة القنيطرة المحررة كانت الشواهد على أساطير ومعجزات بواسل جيشنا الذي خاض في السادس من تشرين الأول عام ١٩٧٣ بقيادة القائد المؤسس الخالد حافظ الأسد معارك الشرف والكرامة، حيث وقف في المواجهة دون حواجز أمام عدو غاشم وكيان غاصب. ليكتشف المحتل نفسه أنه جيش يقهر ويهزم، وأن الجندي العربي السوري يمتلك من الإيمان والصبر والإرادة والقوة وإتقان فنون السلاح بكل أنواعه براً و بحراً وجواً ليحقق النصر المبين في أحلك الظروف مع اختلال الموازين العالمية.. فهو مدرسة في النضال والوطنية، ومازال وسيبقى يحتل مرتبة الشرف الأولى على المستوى المحلي والعربي والدولي خاصة وأنه يخوض اليوم معركة الإنسانية والوجود ضد الإرهاب العالمي.
في جولة الوفد الإعلامي لفرع دمشق لاتحاد الصحفيين مؤخراً إلى مدينة القنيطرة المحررة ومن أمام النصب التذكاري الذي رفع فيه القائد الخالد علم الجمهورية العربية السورية معلناً نصر تشرين التحرير كان لحديث الشواهد من أبناء القنيطرة الذين عاصروا وشاهدوا بأم العين بطولات جيشنا الباسل. حيث أشار عضو المكتب التنفيذي لقطاع الثقافة والسياحة والإعلام في محافظة القنيطرة حسن البكر كيف اجتاز جيشنا البطل وهو يشير بيده إلى تل “أبو الندى” المشهور بحجم المعارك التي خاضها بواسلنا ضد كيان العدو واجتازوا هذه المنطقة وصولاً إلى” بحيرة طبريا ومن ثم الحولة وسهول البطيحة”، وبعد ستة أيام من التقدم والانتصار كانت مؤامرة السادات بوقف الحرب على الجبهة المصرية ليتحول ثقل الحرب بعدتها وعتادها إلى الجبهة السورية ليستبسل الجيش السوري في الدفاع عن الأرض في الجبهة الجنوبية، وأضاف نحن أبناء سورية من طليعيين وشبيبة وطلبة وأبناء المؤسسات وكليات الإعلام درسنا في مناهجنا أسطورة ومعجزة تحرير مرصد جبل الشيخ، إذ يعود الفضل الأول والأخير لدماء الشهداء وبطولات جيشنا المغوار.
ولأن منجزات حرب تشرين التحرير اكتسبت رصيد النصر والقوة، وكشفت زيف الخونة والمتآمرين والدعم اللامحدود من قبل أمريكا ودول الغرب للكيان الغاصب الذي عمد قبل انسحابه ب٤٨ ساعة على تدمير مباني المدينة ومرافقها الحيوية من مشافٍ وكنائس وجوامع وغيرها حسب ما وثقه أحد الصحفيين البريطانيين، فإن المعركة ماتزال مستمرة بين الحق والباطل.
ولفت البكر كيف كان الإرهابيون المنخرطون في الداخل والخارج يتسللون بدعم من العدو الصهيوني إلى المدينة والبلدات المحيطة بها ويرتكبون الجرائم المختلفة بحق أرضهم وأهليهم ومدينتهم، واصفا إياهم بالخونة والعملاء الذين تآمروا مع الأعداء ضد وطنهم. ومازالوا لغاية اللحظة يقومون بأبشع أنواع الغدر والقتل والإرهاب، وليس آخرها شهداء طلاب ضباط الكلية الحربية العسكرية في حفل تخرجهم بمدينة حمص، لتستمر تضحيات السوريين من أجل الحفاظ على السيادة والاستقلال واللحمة الوطنية التي جسدتها آهات السوريين على اختلاف مشاربهم في ميادين وساحات جغرافية الوطن..
سيبقى تشرين التحرير مزهراً في نفوس المخلصين من أبناء الوطن مهما اشتدت الخطوب وحاول الطغاة تكرار جرائمهم الوحشية..
الرحمة لشهدائنا.. والعافية لآلام جرحانا.. والنصر المبين لجيشنا مع كل فجر جديد.
