الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
علق مراقبون صينيون بالقول: إن تشويه الغرب بقيادة الولايات المتحدة للتعاون بين الصين وروسيا هو تكتيك متعمد في حرب الرأي العام بينهما، وأن الصين وروسيا هما المدافعان الحقيقيان عن النظام العالمي المتجذر في القانون الدولي. وجاءت هذه التعليقات في أعقاب التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي انتقد فيها فكرة الغرب عن “النظام القائم على القواعد” باعتباره انعكاساً لعقليتهم الاستعمارية التي عفا عليها الزمن والاستراتيجيات القائمة على الكتلة.
أدلى بوتين بهذه التصريحات خلال كلمته أمام الجلسة الكاملة لاجتماع الذكرى العشرين لنادي فالداي الدولي للمناقشة في مدينة سوتشي الروسية في الخامس من الشهر الجاري، كما وصف الرئيس الروسي النفوذ العالمي للغرب بأنه “مخطط هرمي عسكري ومالي هائل”، يحتاج باستمرار إلى المزيد من “الوقود” لدعم نفسه، بموارد طبيعية وتكنولوجية وبشرية مملوكة للآخرين، بحسب النص الكامل لخطاب الرئيس بوتين.
وقال الرئيس الروسي: إنه لتحقيق هذه الأهداف، يحاول الغرب استبدال القانون الدولي بـ “نظام قائم على القواعد”. “وفي الواقع، إذا جاز لي، فإن زملاءنا الغربيين، وخاصة أولئك من الولايات المتحدة، لا يضعون هذه القواعد بشكل تعسفي فحسب، بل يعلمون الآخرين أيضاً كيفية اتباعها، وكيف ينبغي للآخرين أن يتصرفوا بشكل عام”.
وقال بوتين إن كل هذا يتم التعبير عنه بطريقة سيئة الأخلاق وانتهازية بشكل صارخ، وهو مظهر آخر من مظاهر العقلية الاستعمارية. “أريد أن أقول لهم أحياناً: استيقظوا، لقد مضى هذا العصر منذ زمن طويل ولن يعود أبداً”.
لقد تحدى خطاب بوتين في نادي فالداي مفهوم ما يسمى النظام القائم على القواعد، والذي أكد عليه الغرب ووسائل إعلامه لفترة طويلة. وأوضح بوتين في هذا المؤتمر أن ما يسمى بقواعد الغرب هي نتيجة لاستعمارهم وتاريخهم الاستعماري. وبعبارة أخرى، فإن هذه القواعد المزعومة يفرضها الغرب على الدول غير الغربية، لذا فهي غير عادلة بطبيعتها، حسبما قال تسوي هنغ، زميل باحث مساعد من مركز الدراسات الروسية بجامعة شرق الصين العادية لصحيفة غلوبال تايمز.
وقال تسوي: إن تحدي بوتين لأساس النظام الدولي ينبع من ملاحظته أن النظام الدولي يمر بتغيرات متسارعة، خاصة بعد اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، وأن النظام الدولي الذي يقوده الغرب ينهار.
وقد أشاد بوتين بالصين باعتبارها واحدة من القوى المحركة للاقتصاد العالمي، وأن الصين توفر معدلات نمو مرتفعة، بينما أكد أنه “في هذه اللحظة، يعد التعاون بين روسيا وجمهورية الصين الشعبية عاملاً مهماً للغاية في استقرار الاقتصاد العالمي”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن روسيا ستوسع تعاونها مع الصين في مجال الأمن، وأن الدول لن تشكل أي كتل، لكنها “مضطرة للرد على ما يحدث حولها”.
وتحت شعار “التعددية القطبية العادلة: كيفية ضمان الأمن والتنمية للجميع”، انعقد الاجتماع السنوي العشرين لنادي فالداي للمناقشة في الفترة من 2 إلى 5 تشرين الأول الجاري، وحضره حوالي 140 متخصصاً ومشرعاُ ودبلوماسياً من أكثر من 40 دولة.
شهد العقدان الماضيان منذ تأسيس منتدى فالداي ذروة الهيمنة الغربية، كما أن النظام الدولي متعدد الأقطاب الذي بُني بعد الحرب العالمية الثانية أصبح على وشك الانهيار، وفي ظل هذه الخلفية، أصبح التعاون بين الصين وروسيا أمراً حتمياً، حسبما ذكرت الصين.
وقال تسوي إنه فقط من خلال التعاون بين الصين وروسيا يمكن الحفاظ على استمرار النظام الدولي بعد الحرب والحفاظ على النظام القائم على القانون الدولي.
وقال الخبير إن الغرب هو في الواقع من يعطل النظام العالمي، مستشهداً بالحروب التي شنها الغرب في أفغانستان والعراق وكوسوفو وغيرها من البلدان كأمثلة.
وفيما يتعلق بالتعاون الثنائي بين الصين وروسيا، قال بوتين إن الجانبين سينفذان خطط تطوير البنية التحتية لبناء أوراسيا الكبرى، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وتطوير “مبادرة الحزام والطريق الواعدة”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية شينخوا.
قال المراقبون الصينيون إنهم لا يعتبرون تشويه الغرب بقيادة الولايات المتحدة للتعاون بين الصين وروسيا بمثابة “سوء فهم”، لأن الغرب يعرف بوضوح طبيعة هذا التعاون. وأضافوا أن “التشهير بالتعاون بين الصين وروسيا هو تحرك متعمد من قبل الغرب بقيادة الولايات المتحدة كجزء من حرب الرأي العام التي يشنها”.
المصدر – غلوبال تايمز

التالي