الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
لفتت مسؤولة برنامج الصحة النفسيّة بوزارة الصحة الدكتورة: أمل شكو- اختصاصيّة بالطب النفسي- لـ “الثورة” أنه يعاني نحو 20% من الأطفال والمراهقين في العالم من اضطرابات ومشاكل نفسية، والخوف من الوصمة، مؤكدة أن الاضطرابات النفسية تسبب أمراضا عضوية، كما أن بيئة العمل السلبية يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية جسدية ونفسية.
وبينت خلال ورشة العمل حول بناء القدرات للقيام بحملات توعية إعلامية ونفسية في أوقات الأزمات والكوارث (بعد الزلازل) أن الصحة النفسية ليست مجرد انتقاء المرض بل الوصول إلى الرفاهية النفسية، بل أن يتمتع الإنسان بمستوى انفعالي وعقلي واجتماعي وسلوكي جيد.
وفي إطار تعزيز الصحة النفسية للأطفال أوضحت أنه من المهم جداً دعم اقتصاديات المجتمع، وتعليم مهارات حل المشكلات (المرونة في التعامل مع التحديات)، كما أن الصحة النفسية للشباب تتضمن المتابعة في سن المراهقة متطلباته، واستخدام التكنولوجيا والانترنت، مشيرة إلى أن نصف الأمراض النفسية للمراهقين تبدأ قبل سن 14 عاماً، والاكتئاب يحتل المركز الثالث بين الاضطرابات التي يتعرض لها الشباب، كما أن الانتحار هو ثاني سبب رئيسي للوفاة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-29 عاماً.
وللوقاية من الاضطرابات النفسية لدى الشباب أكدت أنه يجب رفع مستوى الوعي بالصحة النفسية لدى أفراد المجتمع، ومساعدة المراهقين والأطفال على اكتساب المهارات في التعامل مع التحديات، والدعم النفسي الاجتماعي في المدارس عن طريق الجمعيات، وتدريب الكوادر الصحية لاكتشاف ومعالجة الاضطرابات النفسية، إضافة إلى الاهتمام ببرامج الصحة النفسية للشباب ودور الإعلام في تخفيف الوصمة.
كما تطرقت الدكتورة شكو إلى المشكلات المتعددة التي تؤثر على الصحة النفسية والتي تتمثل من خلال مشكلات عائلية اجتماعية، وصعوبة التأقلم، والمشكلات التعليمية، والمهنية، والمشكلات المتعلقة بالقضاء، والتعرض للكوارث والحروب.
وأوضحت أن خدمات الصحة النفسية في سورية تقدم من خلال المستشفيات النفسية من خلال الهيئة العامة لمستشفى ابن سينا، والهيئة العامة لمستشفى ابن خلدون، ومستشفى ابن رشد للأمراض النفسية، ومراكز صحية تقدم خدمات الصحة النفسية من خلال برنامج رأب الفجوة، وشعبة نفسية في المواساة تابعة لوزارة التعليم العالي، وشعبة نفسية في مستشفى تشرين تابعة لوزارة الدفاع، وعيادة نفسية تابعة لوزارة الداخلية، وعيادات نفسية تخصصية في حمص وحلب وحماة تابعة لوزارة الصحة، إضافة إلى عيادات تابعة للمنظمات والجمعيات.
وسلطت الضوء بأن الصحة النفسية جزء هام لا يتجزأ من الصحة العامة للارتقاء بها من خلال الاهتمام بالصحة النفسية، وإتاحة تقديم خدمات الصحة النفسية لمن يحتاجها بطريقة تضمن احترام كرامة وحقوق الإنسان.