مع نقص “الأسمدة الكيميائية” وارتفاع تكاليفها.. هل نتجه لدعم استخدام الأسمدة العضوية؟

الثورة – تحقيق – وفاء فرج:

في ظل نقص الأسمدة الزراعية بنوعيها “اليوريا والفوسفات” وتزايد احتياجات القطاع الزراعي لها وصعوبة استيرادها نتيجة الحصار والعقوبات، تتصاعد الأصوات المنادية باستخدام الأسمدة العضوية خاصة مع توافر موادها الأولية ناهيك عن أن أهميتها ليس فقط في الزراعة وإنما أيضاً بتوفير القطع الأجنبي على خزينة الدولة من جراء استيراد الأسمدة التقليدية والسؤال المهم ما الذي يمنع من استخدام هذا النوع من الأسمدة؟
صديقة للبيئة..
عضو غرفة زراعة دمشق وريفها الدكتور محمود كوري أوضح أنه يمكن استخدام هذه الأسمدة كونها تساهم في زيادة الإنتاج وتقلل من استخدام الأسمدة الكيماوية، وفي حال تم توزيعها على الفلاحين يمكن الاستفادة من كميات الأسمدة التقليدية بتوزيعها على عدد إضافي من الفلاحين مؤكداً أنها أسمدة صديقة للبيئة.

وبين الدكتور كوري أنه رغم اعتمادها في الخطة الزراعية كأسمدة متكاملة ومتعددة الاستخدام وتحد من الأثر المتبقي مع ذلك حتى الآن لم يتم دعمها من قبل المصرف الزراعي، وعليه الأمر يتطلب المساهمة في نشر أهمية استخدام الأسمدة العضوية في الزراعة مشيراً إلى أن هذه الأسمدة تتضمن مواد كنبوست وهيومك أسيد وفولفك أسيد إضافة إلى الأسمدة الحيوية، وأنها تنتج محلياً وتوفر القطع الأجنبي، كما أن غرفة زراعة دمشق وريفها طالبت باستخدام هذه الأسمدة في الزراعة واعتمادها من قبل المصرف الزراعي.
مدير الأراضي بوزارة الزراعة الدكتور جلال غزاله بين حرص الوزارة وتأكيدها أهمية استخدام الأسمدة العضوية من أجل وضع برنامج متكامل للتسميد وذلك بهدف التخفيض من الأسمدة المعدنية ووضع مواصفات دقيقة لمادة “الفيرمي كمبوست” وعليه قامت بوضع مواصفة للسماد العضوي الناتج عن الهاضم الحيوي بما يتناسب مع الجانب الاقتصادي والبيئي والزراعي، وبذل الجهود في هذا الإطار والتنسيق مع الجهات المعنية في ظل التوجه العالمي اليوم تجاه الحفاظ على الصحة العامة وتطوير نظم الزراعة العضوية.
تعميم ثقافة استخدامها..
وبين أن عدداً كبيراً من الدول يتوجه تجاه الأسمدة العضوية لاستخدامها في إنتاج مختلف المحاصيل الزراعية بسبب أمانها الصحي وقلة تكلفتها المادية وسلامة الغذاء الناتج، بالإضافة إلى أن زيادة مشاكل التربة حول العالم وتهديد وظائفها الهامة تحتم إدخال نظم وإدارة وممارسات تهدف إلى الحفاظ على التربة، ويمكن أن تساهم تقانة “الفيرمي كمبوست” في تدوير المخلفات وإنتاج سماد عضوي متميز بخواصه وتأثيره الإيجابي على صحة التربة والمنتج الزراعي ورفد قطاع الزراعة بأشكال مختلفة من الأسمدة تساهم في صيانة أمننا الغذائي.
وضع مواصفة للهواضم..
وأوضح أنه يتم حالياً وضع مواصفة للهواضم الحيوية لاستكمال عمليات الترخيص لمساعدة انتشار السماد العضوي وفق مواصفات علمية محددة مؤكداً حرص وزارة الزراعة على تعميم ثقافة استخدام الأسمدة العضوية من خلال القرارات الصادرة عن الوزارة – مديرية الأراضي والمياه – وتسهيل الإجراءات للمزارع إذا كان هو الذي سوف ينتجها بوضع متطلبات بسيطة خاصة به سمي (كنشاط زراعي) لنخفف من الأوراق والإجراءات المطلوبة منه- كما في قرار الفيرمي كمبوست كنشاط زراعي وحالياً السماد الناتج من الهاضم الحيوي بحيث نعتبره ملحقاً بمزرعة الأبقار لنخفف من الأوراق والشروط والإجراءات.

التمويل..
وحول عدم وجود الدعم من المصرف الزراعي قال: إن الأمر متعلق بعدم وجود إمكانية لدى المصرف لدعمه حالياً مبدياً تفاؤله مستقبلاً من خلال توفر السيولة، على أن يتم دراسة الموضوع مع المصرف حسب إمكانية الدعم والمهم التشجيع على استخدام الأسمدة العضوية، فيجب ألا ننسى أنه بالخطة الزراعية لدينا أولويات لتأمين الأسمدة للمحاصيل الاستراتيجية والتي تحقق الأمن الغذائي للبلد وأن هناك أنواعاً من الأسمدة يجب توفيرها حسب التوصية السمادية المعتمدة والمتفق عليها مع المصرف الزراعي وبالتالي لا بد من تأمين تمويل لدعمها.

الوزارة تدعم فنياً..
من جهته الدكتور منهل الزعبي مدير إدارة الموارد الطبيعية في البحوث الزراعية أوضح أن الأسمدة العضوية تستخدم بشكل أولي من قبل الفلاح مباشرة مع دعم الوزارة له فنياً، منوهاً أنه تم إرسال مقترح بهذا الخصوص والموضوع متروك للمصرف الزراعي.

منعكسات إيجابية زراعية..
وحدد أهم ما يميز الأسمدة العضوية البلدية في تحولها في التربة بفعل الأحياء الدقيقة إلى دبال يعمل بما يتخلف عن تشكله ومن ثم تمعدنه السريع والبطيء كصمام أمان يحد من دور الطور المعدني للتربة في تثبيت العديد من العناصر الخصوبية الهامة كالآزوت والفوسفور والبوتاسيوم والحديد وغيرها من العناصر الصغرى، تثبيتاً غير عكوس ويعود ذلك إلى الدور الحاسم الذي تلعبه الأحياء الدقيقة التي تستوطن التربة، في اعتمادها على هذا الدبال ونواتج تفككه كوقود حيوي يؤمن ديمومة حيوتها ونشاطها في رفع معدل جاهزية هذه العناصر في التربة والحيلولة دون دخولها في مركبات ضعيفة الذوبان والتيسر للنبات النامي فيها.

كما يعمل الدبال على تحسين قوام التربة حيث يعمل على زيادة تماسك التجمعات الحبيبية للتربة بما يبديه من سطح نوعي عظيم، ما يزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية، إضافة إلى دوره في تفكيك التربة الثقيلة وتحسين نظامها الهوائي والمائي على حدٍ سواء، وللدور الأهم في استدامة انتاجيتها بأقل قدر من المدخلات الزراعية وأكبر تأثير في حفظها وصيانتها من التدهور الذي يمكن أن يعتريها نتيجة الزراعات المكثفة عالية الإنتاج.
وأشار إلى أنه يمكن استخدام الأسمدة العضوية البلدية في جميع أنواع الترب وجميع المحاصيل تقريبًا، وتستخدم الأسمدة العضوية البلدية بشكل عام بمعدل 20 طناً/هكتار وهو ما يعادل تقريباً 100 كغ N/هـ، ففي السنة الأولى يستفيد النبات من حوالي 20-30% من هذا النيتروجين وفي السنة الثانية يستفيد من40-50%. ويمكن استخدامها ضمن المعدلات من 10 إلى 40 طناً/هكتار. ويستخدم سماد “الفيرمي كمبوست” بمعدل 5 طن/هكتار.
وقال إن الأسمدة الحيوية هي عبارة عن ميكروب أو مجموعة من الميكروبات التي تعمل على توفير عنصر أو أكثر من العناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات والتي يمكن بها الاستغناء عن كل أو جزء من الأسمدة الكيميائية التي تحتوي على العنصر المطلوب.
وتشتمل الأسمدة الحيوية على العديد من الكائنات الحية الدقيقة التي تختلف باختلاف الغرض المستخدم من أجله هذا السماد، ومن أهمها: أسمدة حيوية لإمداد النبات بعنصر الآزوت وأسمدة حيوية لإذابة الفوسفات المعدني والكبريت وأسمدة حيوية لمعدنة المادة العضوية ولاستخلاص البوتاسيوم من معادن الطين ولإذابة بعض العناصر الصغرى.
وبين أن الأسمدة الحيوية تعمل على جعل العناصر الغذائية أكثر توفراً وإتاحة للنبات وزيادة امتصاصها وإنتاج بعض الهرمونات النباتية، وإعادة التوازن الميكروبي في التربة وتنشيط العمليات الحيوية بها وزيادة الإنتاجية والجودة العالية الخالية من الكيماويات.
تساهم بتخفيض الأسمدة المعدنية..
ولفت إلى أن أهم ما قامت به وزارة الزراعة في هذا المجال هو توجيه السيد الوزير حول كتيب عن الإدارة المتكاملة للأسمدة، والتي تعني إدارة الأسمدة المعدنية والعضوية والحيوية.
وكنتيجة لقلة توفر الأسمدة المعدنية إضافة لغلاء أسعارها وآثارها السلبية عند زيادة استعمالها على النبات والتربة والمياه الجوفية، فقد تم إعداد هذه الدراسة والتي تبين إمكانية تخفيض الأسمدة الكيميائية من خلال استعمال الأسمدة العضوية والحيوية بالإضافة إلى ما قامت به الوزارة من إصدار عدد من القرارات الناظمة لتصنيع واستعمال بعض أنواع الأسمدة العضوية مثل سماد الغاز الحيوي وسماد “الفيرمي كمبوست” حيث يتم تصنيع هذه الأسمدة محلياً من قبل القطاع الخاص.

أقل تكلفة..
من جهته مدير الإرشاد في هيئة تطوير الغاب المهندس جلال حنين بين أن عدم استخدام هذا النوع من الأسمدة يأتي لعدم توفرها بالشكل الكافي وارتفاع تكاليف نقلها وفرشها في الأرض إضافة إلى أنها تحتاج لتخمير لمدة طويله (ثلاثة أشهر) كما تحتوي على بذور غريبة تؤدي لظهور أنواع عديدة من الأعشاب واحتوائها على طفيليات غريبة، وبالتالي تحتاج لمعالجة قبل الإضافة.
وبين الجدوى الاقتصادية من الاستخدام وهي أن التكلفة أقل من استخدام الأسمدة الكيميائية وتحتوي على كمية كبيرة من العناصر المعدنية سهلة التحلل تضاف كل 3~4 سنوات وتحسن قوام التربة.

المصرف الزراعي جاهز للتعاون..
بدوره مدير المصرف الزراعي الدكتور أحمد الزهري أشار إلى أن اعتماد هذه الأسمدة من اختصاص وزارة الزراعة وأنه أمر فني بحت يتعلق بتحليل العناصر الموجودة فيها مبيناً أن نشر استخدام هذهالأسمدة يقع على عاتق الوحدات الإرشادية في الترويج لهذه الأسمدة مؤكداً جاهزية المصرف لأي تعاون للنهوض بواقع الزراعة.
أخيراً: المطلوب من الإرشاد الزراعي ووزارة الزراعة والمصرف الزراعي المساهمة في الترويج لاستخدام الأسمدة العضوية من خلال توزيع كميات من هذه الأسمدة للفلاحين كمرحلة أولى وبعد ما يلمسون نتائجها الزراعية الجيدة، فإن الفلاحين سيعمدون إلى استخدامها بشكل دائم كما أن المصرف يساهم بالترويج لهذه الأسمدة من خلال اتخاذ قرارات باعتمادها من قبله.

 

 

آخر الأخبار
الشرع يؤكد أهمية الدور السعودي وبن سلمان يجدد دعم المملكة لسوريا  تشغيل 20 بئراً  لضخ المياه لمدينة حماة ومشاريع توسعة    "الدفاع" تستلم مستودعات السلاح من تشكيلات اللجنة المركزية في درعا   اجتماع ثلاثي في أنقرة غداً لدعم الحكومة السورية مدير" تربية "درعا: جلسة حوارية للنهوض بالواقع التعليمي المواطنة والهوية... نقاشات غنية بأبعاد وطنية  مفكرون وباحثون: يجب إعادة صياغتها بما يتلاءم مع متطلبا... تحقيق لـ"بي بي سي": شبكات خارجية تغذّي الطائفية وخطاب الكراهية في سوريا القصة التعليمية".. أسلوب تربوي لتعليم الأطفال باحثة تربوية لـ"الثورة": تكسبهم ثروة لغوية كبيرة لإيجاد فرص عمل أوسع ..تشبيك بين الرواد الشباب وشركات التكنولوجيا   خطة لتأهيل محطة ضخ دمر بدمشق ومحطات تحلية جديدة  تشغيل 85 بئراً لتأمين مياه شرب صالحة للمواطنين وزير التربية والتعليم : تأهيل 100 مدرسة والعمل جارٍ لتأهيل 400مدرسة أخرى   حملة توعية  لتحسين واقع سوق كشكول تأهيل جسر محجة في درعا   تحصين أبقار حمص ضد مرض الجلد الكتيل جامعة حمص تدرب طلابها  على "نظام إدارة الجودة في المعامل الدوائية تأمين المياه لناحية البهلولية باللاذقية محافظ اللاذقية : السيطرة على الجزء الأكبر من حرائق الريف  الشمالي جولات تفتيشية لمنع أي  زيادات في أسعار " أمبيرات " حلب  "العمق العربي أولاً ".. البحرين على سمت بوصلة السياسة السورية جامعة دمشق.. معرض لإبداعات الحرفي السوري وإحياء المهن التراثية