استطاعت مديرية التجارة الداخلية في طرطوس أن تحصل على براءة اختراع من حيث عدد المديرين المتعاقبين عليها خلال أقل من عامين… فلم يستطع أحد منهم الصمود أكثر من عدة أشهر… منهم من اعتبر نفسه مظلوماً.. ومنهم من ضبط متلبساً، ومنهم من لم يكن مؤهلاً..
القضية هنا ليست بعدد المديرين بقدر ما هي بآلية الاختيار وانتقاء أشخاص بعيدة عن المعايير والبعض وصل به الشك إلى خضوعها لمزايدة علنية.. واقتصار دورها على الجباية الشخصية… وإهمال الدور الأساسي لها المتمثل بحماية المستهلك والتاجر ومراقبة الأسواق والحد من التجاوزات التي أودت مؤخراً بعدد من العناصر وأودعتهم السجن حتى تاريخه.
الذي يمكن قوله هنا: إن المحاسبة يجب ألا تقتصر فقط على المدير الفاشل أو الفاسد بل يجب أن تطال أيضاً من رشحه أو دعمه من دون الاستناد على معطيات تؤهله لهذا المكان.
المهم أن هذه المديرية أصبحت محل شك وتشكيك وأعتقد أن الخروج من هذه الحالة وإعادة الثقة تحتاج إلى اتباع آلية نزيهة بانتقاء من يستلم هذه المديرية.. والأمر ينسحب على كامل المشهد في الإدارات والمؤسسات العامة.
قلناها مراراً وتكراراً.. نحن اليوم في أزمة استثنائية.. ونحتاج إلى مديرين وخبرات استثنائية لتحويل نقاط الضعف إلى قوة.. وأعتقد أن سورية “ولادة ” وفيها من الخبرات ما يكفي لنخرج بأقل الخسائر… وخاصة إن توفرت الرغبة والإرادة.