الثورة- سعاد زاهر:
في خطوة تهدف إلى إحياء الحراك السياحي وتعزيز مقومات الجذب في مدينة حمص، عقد وزير السياحة مازن الصالحاني اجتماعًا مع محافظ حمص الدكتور عبد الرحمن الأعمى، جرى خلاله بحث سبل طرح فرص استثمارية جديدة ورسم مسارات سياحية قادرة على إبراز هوية المدينة التاريخية والحضارية.
وتركّزت المناقشات على دراسة مواقع سياحية محتملة للاستثمار، وتحديد أولويات التطوير بما يتناسب مع طبيعة المدينة وتاريخها العريق، فضلًا عن بحث مشاريع يمكن أن تسهم في خلق فرص عمل، وتنشيط الحركة الاقتصادية عبر دمج القطاعين العام والخاص في خطط التطوير، كما تم التطرق إلى أهمية الترويج السياحي باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، بما يتيح الوصول إلى أسواق جديدة واستقطاب الزوار من الداخل والخارج.
وتُعد حمص ثالث أكبر المدن السورية، وتاريخها يمتد لآلاف السنين، إذ كانت ملتقى طرق تجارية وثقافية تربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب، تحتضن المدينة ومحيطها مواقع أثرية ودينية بارزة، مثل كنيسة أم الزنار، وقلعة الحصن المدرجة على قائمة التراث العالمي، إضافة إلى الحمامات والأسواق القديمة، ومناطق طبيعية ساحرة كـوادي النضارة، رغم التحديات التي واجهتها خلال سنوات الحرب، لا تزال حمص تحتفظ بإمكانات كبيرة لإعادة إحياء نشاطها السياحي إذا ما وُضعت لها رؤية متكاملة للاستثمار والتنمية.
يمثل هذا اللقاء بين وزير السياحة ومحافظ حمص خطوة أولى على طريق إعادة رسم الخريطة السياحية للمدينة، بما يفتح الباب أمام مشاريع تنموية واستثمارية قادرة على استعادة حمص لمكانتها كأحد أهم المراكز السياحية في سوريا، النجاح في ذلك يتطلب متابعة حثيثة، وتنسيقًا مستمرًا بين الجهات المعنية، واستثماراً ذكياً لما تملكه المدينة من إرث وتنوع طبيعي وثقافي.