الإضراب يعم الضفة الغربية.. ورقعة الإدانات للعدوان على غزة ومجزرة «المعمداني» تتسع.. قادة الدول الأوروبية والولايات المتحدة شركاء ومتواطئون في جرائم الحرب الإسرائيلية
الثورة- ناصر منذر:
لليوم الثاني عشر على التوالي تتسع رقعة الإدانات العربية والدولية للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وللجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين، وآخرها المجزرة المروعة بقصفه مستشفى المعمداني وراح ضحيتها أكثر من 500 شهيد، وما يزيد على 600 مصاب، وقد أكدت العديد من المواقف الدولية أن هذا العمل الإرهابي هو جريمة حرب، وانتهاك فاضح للقوانين والمواثيق الدولية ولحقوق الإنسان، مطالبة مجلس الأمن الدولي بضرورة التحرك الفوري لوقف العدوان وإنهاء الحصار الغاشم عن قطاع غزة.
وغداة المجزرة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال بقصفه لمشفى المعمداني، عم الإضراب مدن وبلدات الضفة الغربية اليوم تنديداً بالمجزرة الوحشية وبالعدوان المتواصل على قطاع غزة، وشمل الإضراب جميع مناحي الحياة، وأغلقت الجامعات والمصانع والمعامل والبنوك والمصارف والمحلات التجارية أبوابها، كما شمل المواصلات العامة وسط دعوات للتظاهر في جميع المدن والبلدات رفضاً لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
كماعم الحداد الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونكست الأعلام على المؤسسات الرسمية الفلسطينية في الضفة الغربية.
وقد طالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن بالتحرك لإنقاذ أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة، ووقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل عليه وإنهاء الحصار والسماح بوصول المساعدات إليه.
وشدد منصور على أنه لا يمكن لمجلس الأمن أن يبقى مكتوف الأيدي بينما يرتكب الاحتلال جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية أمام أعين العالم أجمع.
وفي موسكو أكدت وزارة الخارجية الروسية على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا أن القصف على مستشفى المعمداني جريمة وفعل مجرد من الإنسانية، وقالت: إن الوضع في الشرق الأوسط يتطور بشكل كبير ويكتسب زخماً هائلاً بتوجيه من الولايات المتحدة وبريطانيا، لافتة إلى أن أعداد الضحايا في الشرق الأوسط في ظل التطورات الأخيرة كبيرة جداً وفي ارتفاع مستمر ما ينذر بأن التصعيد تجاوز حدود المنطقة وتحول إلى كارثة عالمية.
وفي نيودلهي أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن صدمته الشديدة للمجزرة وقال: «أشعر بصدمة عميقة إزاء الخسارة المأساوية في الأرواح في مستشفى المعمداني في غزة، مضيفاً: «إن الخسائر في صفوف المدنيين تشكل مصدر قلق بالغ ومستمر ويجب محاسبة المتورطين».
من جانبه رئيس مفوّضية الاتّحاد الإفريقي موسى فكي محمد، أكد أن «إسرائيل» ارتكبت جريمة حرب، بعد قصفها مستشفى المعمداني داعياً المجتمع الدولي إلى التحرّك.
وفي تونس دعا الرئيس التونسي قيس سعيد المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته كاملة بعد مجزرة مستشفى المعمداني، مطالباً بأن يشمل تطبيق القوانين الإنسانية الشعب الفلسطيني بشكل واضح.
وقال: إن آلة الحرب الصهيونية بدعاية إعلامية كاذبة وبتواطؤ الكثيرين تدعي مرة أخرى أنها ضحية ولكن الإعلام الغربي نفسه سفه ادعاءاتهم وأكاذيبهم وفند تصريحاتهم.
وفي طهران أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف أن الصهاينة وعبر ما يقومون به من مجازر وجرائم بحق الفلسطينيين في قطاع غزة كشفوا للعالم أجمع عن وجههم القبيح وأيديهم الملطخة بالدماء، مشيراً إلى أن قصف الكيان الصهيوني لمستشفى المعمداني في غزة بكل وحشية وإجرام هو انتهاك فاضح لحقوق الإنسان، ولفت إلى أن عصر كتابة البيانات والتعبير عن الندم الكاذب قد انتهى، لافتاً إلى أن العالم ينتظر إجراءات عملية لمواجهة الكيان الصهيوني.
من جانبها، أدانت الحكومة الإيرانية الجريمة البشعة، مؤكدة أن هذه الجريمة ستسجل كنقطة تحول في قائمة الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني، موضحة أن هذه الجريمة لن تمر من دون رد، وشددت على أن زعماء الدول الأوروبية والولايات المتحدة شركاء ومتواطؤون في جرائم الحرب التي يرتكبها هذا الكيان.
وفي مصر دعت مشيخة الأزهر الشريف الأمة العربية والإسلامية إلى مساندة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في مواجهة ما يتعرض له من عدوان ومجازر على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الأزهر في بيان: «على الأمة العربية والإسلامية أن تعيد النظر جذريّاً في الاعتماد على الغرب الأوروبي الأمريكي المتغطرس، وعلى الفلسطينيين أن يثقوا في أنَّ الغرب بكل ما يملك من طاقاتٍ عسكريةٍ وآلاتٍ تدميريةٍ ضعيف، فهو يقاتلُ على أرضٍ غير أرضه ويدافع عن عقائد وأيديولوجيات بالية عفا عليها الزمن».
وفي السياق ذاته أكدت الكاتبة الأسترالية كيتلين جونستون، أن حجة الأضرار الجانبية أو غير المقصودة لا مكان لها في قطاع غزة حيث تقوم «إسرائيل» بقصف الأطفال عمداً وتقتل المدنيين في مناطق ذات كثافة سكانية عالية.
وشبهت جونستون عمليات قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة ثم ادعائها بكل سهولة وبساطة أن سقوط المدنيين يصب في خانة الأضرار الجانبية بأنه كمن يقول عن ضحايا ودمار قنبلة هيروشيما النووية غير مقصود أو عرضي.