تضامن واسع مع غزة.. وتنديد بالصمت الدولي حيال مجازر الاحتلال: الاحتلال يرتكب جرائم حرب ويمارس سياسة التطهير العرقي.. وواشنطن تدير دفة العدوان
الثورة _ ناصر منذر:
وقفات التضامن مع غزة في العديد من الدول العربية والدولية، لا تزال مستمرة لليوم الثالث عشر على التوالي، منذ بدء العدوان الإسرائيلي المفتوح، والذي خلف حتى الآن آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وقد أكد المشاركون في تلك الوقفات أن قضية فلسطين ستبقى قضية عادلة ومحقة، مشيرة إلى أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر هو مأساة للبشرية جمعاء، وهي ليست سوى محاولة للتغطية على الفشل الذي مني به جيش العدو الإسرائيلي أمام المقاومة الفلسطينية، مشددة في الوقت ذاته على أن ما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر وقتل وتدمير في قطاع غزة يتم بدعم كامل من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
ففي موسكو نظم عدد من سفراء البلدان العربية والإسلامية المعتمدين لدى روسيا وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، معربين عن إدانتهم للاعتداءات الوحشية التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وشجبهم لسياسة التطهير العرقي التي تتبعها الدوائر الصهيونية برعاية وحماية أمريكيتين.
سفير سورية في موسكو الدكتور بشار الجعفري قال في كلمة خلال الوقفة: “إن فاجعتنا كعرب ومسلمين بدأت منذ وعد بلفور عام 1917 ومنذ ذلك الحين لا نحارب “إسرائيل” وحدها، وإنما كل من يرعى هذا الكيان ويدعمه ويبرر الجرائم التي يرتكبها”.
وأكد الجعفري أنه رغم كل الأكاذيب التي يبثها كيان الاحتلال والولايات المتحدة عن الشعب الفلسطيني فإن قضية فلسطين ستبقى قضية عادلة ومحقة، مشيراً إلى أنه “حتى يومنا هذا تؤكد الأمم المتحدة في كل وثائقها أن الأراضي الفلسطينية هي أراض محتلة وكل قرارات هذه المنظمة الدولية في الدفاع عن القضية الفلسطينية تعتمد بغالبية كبيرة لصالح الشعب الفلسطيني”.
من جانبه قال السفير الفلسطيني في موسكو عبد الحفيظ نوفل: إن هذه الهجمة الإجرامية على قطاع غزة وفرض الحصار عليه وتجويع أهله وإجبارهم على مغادرة أراضيهم، تظهر حقيقة سياسة التطهير العرقي التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي.
وأكد السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جلالي أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر هو مأساة للبشرية جمعاء، كما أن الجريمة المرتكبة بحقه يندى لها جبين الإنسانية.
بدورهم أكد الخطباء في وقفة حداد على أرواح شهداء قطاع غزة في الجامع المركزي في العاصمة الروسية بحضور حشد واسع من المواطنين الروس والأجانب أن ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من مجازر بحق الفلسطينيين المدنيين من نساء وأطفال ومرضى وجرحى ليس سوى محاولة للتغطية على الفشل الذي مني به جيشه أمام المقاومة الفلسطينية.
وفي القاهرة ندد البرلمان العربي بالصمت الدولي حيال المجازر البشعة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكداً أن عدم اتخاذ موقف حازم يعد وصمة عار وخزي على الدول الكبرى، ودليلاً على ازدواجية المعايير وهو ما شجع استمرار الاحتلال في جرائمه.
وقال عادل العسومي رئيس البرلمان العربي في كلمته اليوم خلال اجتماع لجنة فلسطين بمقر البرلمان في القاهرة: إن الاحتلال يقوم بحرب إبادة شاملة ومجازر جماعية بحق الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن ما حدث بمستشفى المعمداني في غزة يعد إبادة جماعية وجريمة حرب وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي والإنسانية.
وطالب العسومي بوقف العدوان الإسرائيلي والمجازر التي تتعرض لها غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وقال: إن ما يحدث يقوم بجر المنطقة إلى ساحة حرب وهو أمر مرفوض، وقد حذرنا منه كثيراً.
وفي طهران أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن ما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر وقتل وتدمير في قطاع غزة يتم بدعم كامل من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
وقال إسلامي في تصريح: إن”هذا الكيان المجرم يحاول تبرير أفعاله عبر الأكاذيب والتضليل الذي يمارسه الإعلام الغربي، فيما يشاهد العالم أجمع قصفه للمناطق السكنية والمستشفيات وقتله للشعب الفلسطيني”.
من جانبه قال المساعد والمستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية في إيران لشؤون القوات المسلحة اللواء يحيى رحيم صفوي: إن الأمريكيين هم من يقودون عمليات الكيان الصهيوني في غزة، وهم الذين يديرون المشهد السياسي والعسكري، فيما تلتزم الدول الأوروبية صمتاً إجرامياً تجاه المجازر الصهيونية.
وفي السياق ذاته أعلن المدير في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية الأمريكية جوش بول استقالته من منصبه احتجاجاً على الدعم الأعمى لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في حربها على قطاع غزة، في موقف يعتبر الأول من نوعه في أروقة السياسة الأمريكية المتحيزة تاريخيا لـ “إسرائيل”.
وأوضح بول في تصريح نشر على منصة “لينكد ان” أنه لا يستطيع دعم المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لـ”إسرائيل”، ولا يمكنه الاستمرار في وظيفة تساهم في مقتل مزيد من المدنيين الفلسطينيين، متسائلا عن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين يجب أن يسقطوا كي تكمل “إسرائيل” عدوانها بذريعة عملية طوفان الأقصى.