بالمقاومة.. خلاص المنطقة من الصهاينة ومن الأحادية القطبية

محمد شريف جيوسي ـ كاتب ومحلل سياسي أردني:
ما الذي يؤشر عليه تطور الفعل الفلسطيني المقاوم إلى حد أنه شكل مفاجأة للكيان الصهيوني جيشاً وأجهزة استخبارات وعملاء، كما فاجأ النيتو بكل عظمته وتقدمه التكنولوجي والاستخباري وعلى رأسه أمريكا إمبراطورية الشر والحروب والمخدرات وتجارة البشر والفتن والإرهاب والدمار.
لا شك أن محور المقاومة في المنطقة العربية برأس حربته الفلسطينية، وصل مرحلة من التقدم التكنولوجي والفني والاستخباري والعسكري أصبح معه قادراً ليس فقط  ـ على رد الصاع بمثله ووقف عمليات الاختراق المتزايدة في السنوات الأخيرة، والتي بلغت في اثنين من ذراها اغتيال سليماني ورفيقه المهندس وفي أخرى المبحوح ـ  وإنما اختراق منظومته الدفاعية والاستخبارية والتجسسية والعدوانية والتكنولوجية، بكل ما أنفق فيها وعليها من تريليونات الدولارات ما دفعهم للاسترخاء العميق.
الفعل الفلسطيني المقاوم بكل تجلياته وتفاصيله ومنتجاته، أفهم النيتو والكيان الصهيوني هذا جيداً، وفي المقدمة واشنطن وعواصم الغرب الأوروبي الاستعماري لندن وباريس وبون وروما، وغيرها من (عواصم) تابعة، بأن كل شيء قد تغير ويتغير لحظة بلحظة، فقد بلغ الصلف والقهر والاستغلال والاستعباد وسرقة الثروات وشن الحروب وزرع الفتن والإرهاب، مديات لم تعد محتملة مهما كانت النتائج، وبات لا بد من المواجهة الشاملة، قد تكون فلسطين لا أوكرانيا هي البداية، لتخليص العالم من قطبية أحادية ودولار مجبول بعرق ودماء الشعوب والأمم، لا يكلف الولايات المتحدة الأمريكية شيئاً، ويفرض قسراً مقياساً زائفاً لجهود وتضحيات البشر وثرواتهم.
من الصحيح أن إسرائيل كبدت وتكبد الفلسطينيين بعد عملية 7 تشرين الأول خسائر كبيرة جداً بين المدنيين وفي البنى التحتية ومستلزمات الحياة، فوق ما هو عليه الحال قبل 7 تشرين أول، من أوضاع كارثية نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وعلى كل فلسطين.
ولكن أوضاع إسرائيل نتيجة ما أحدثته 7 تشرين، وما حركته من جبهات في الشمال وعلى الجبهة العراقية، وما تنذره من توسع جبهة الصدام، بما لا يمكن احتساب تداعياته بدقة من حيث امتداداته الجغرافية والزمنية، وبما ستلحق بالكيان وبمصالح الإمبريالية العالمية المستقرة في المنطقة، ما يسرع سقوط أحادية القطبية، وصعود نظام عالمي جديد، أكثر أمناً وعدلاً واستقراراً ونمواً.
فمن ينظر إلى الخراب السياسي والنفسي والاقتصادي والعسكري الذي حل بإسرائيل نتيجة العملية، يدرك جيداً أن استشهاد المزيد من المدنيين وتخريب البنى التحتية الفلسطينية؛ لا يحسم حرباً، إنما تحسمه الحرب البرية على الأرض، وتعلم إسرائيل ومَن خلفها جيداً، أن خوضها حرباً برية على هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة جداً، ستكون وبالاً عليها، فتكثف من غاراتها الغبية على المدنيين من أطفال ومرضى ومسنين وجرحى، سيضاعف استشهادهم قناعة الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم أن لا بديل عن مقاومة هذا الطغيان الصهيوني والإمبريالي، والانحياز أكثر مما جرى حتى الآن نحو النظام العالمي الجديد الصاعد، كما سيدفع هذا النظام؛ للقناعة أكثر أن مصالحه ملتحمة بتحرر فلسطين والفلسطينيين من المستعمرة الإسرائيلية، واسترداد حقوقهم كاملة ما نصت عليها الشرعة الدولية وما تجاهلته، منذ وعد بلفور البريطاني المشؤوم واتفاقية سايكس بيكو البريطانية الفرنسية التي انسحبت منها روسيا بعد الثورة البلشفية، ومنذ مؤتمر سان ريمو وقرار الأمم المتحدة بقيام إسرائيل بشروط لم يطبق منها إلا ما هو منها في صالح إسرائيل.
ما عادت العدوانية والهمجية الإسرائيلية لتنطلي على أحد في العالم، بدلالة تحرك الشوارع ضد إسرائيل حتى في الدول الداعمة لها، وليس في الدول العربية والإسلامية فحسب، التي حرك شوارعها الصلف الصهيوني الإمبريالي المغرق، فانتفضت ليس ضد إسرائيل فحسب وإنما ضد أنظمتها التي استغرقت في النوم في الأحضان الأمريكية على حساب شعوبها، فبات لزاماً عليها أن تتحرك لصالح مصالحها الوطنية أو أن تسقط في مديات ليست بعيدة.

من يطلع على حجم الخسائر المذهلة غير المسبوقة التي أوقعت بالكيان الصهيوني بنتيجة العملية على كل الأصعدة، والدعوات والتصريحات والتحليلات التي يطلقها مسؤولون ومفكرون وعسكريون ومحللون ورجال دين يهود بأن نهاية إسرائيل تقترب، يدرك أننا أمام مستقبل باهر، جراء الانهيار الإسرائيلي الداخلي معنويات ومشاعر وقناعات ومصالح، ما يعني أن المقاومة هي الطريق لاستعادة فلسطين حرة كاملة، وتخليص المنطقة العربية ومحيطها مما اعتراها من حروب وأزمات وفتن وتأخر، نتيجة وجود هذا الجسم السرطاني المزروع أوروبياً وأمريكياً في منطقتنا، لإعاقتنا عن التقدم والتطور ولأجل خلاصهم من شرور الصهاينة تؤكده ممارسات أوروبا تجاههم في الألفية الثانية من أعمال طرد وقتل وحرق ومصادرات وحصر في مناطق محددة لا يغادرونها.

بكلمات، ليس من خيار أمام الشعب الفلسطيني والأمة والمنطقة وتكريس أحادية القطبية سوى المقاومة لاجتثاث إسرائيل وداعميها من المنطقة العربية ومحيطها.

آخر الأخبار
وزير الاقتصاد: الزيارة إلى إدلب بداية الإنجازات الشيخ الدرويش لـ"الثورة": الغزو الثقافي استهدف العقيدة والدين وزيّف التاريخ درعا.. القبض على عصابة قطاع طرق الشرع يبحث مع ملك البحرين في المنامة العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية تشكيل مجالس علمية في مشافي حلب   الاحتلال يقصف خياماً للنازحين.. والأمم المتحدة ترفض خطة المساعدات الإسرائيلية الأمن العام يعزز تواجده على أتوتستراد دمشق - درعا رفع كفاءة كوادر وزارة الكهرباء في مؤتمر "نهضة تك".. وزير الاتصالات: نلتزم بتوفير بيئة تقنية ومنظومات رقمية تخدم المجتمع France 24: إضعاف سوريا.. الهدف الاستراتيجي لإسرائيل فيدان: مبدأ تركيا أن يكون القرار بيد السوريين لبناء بلدهم "أوتشا": الألغام ومخلفات الحرب تخلف آثاراً مميتة في سوريا الرئيس العراقي: القيادة السورية من تحدد مستوى المشاركة في القمة العربية مؤتمر "نهضة تك" ينطلق في دمشق.. ومنصة "هدهد" لدعم الأسر المنتجة جودة طبيعية من دون غش.. منتجات الريف تصل المدن لدعم الصناعة السورية.. صفر رسوم للمواد الأولية أرخبيل طرطوس.. وجهات سياحية تنتظر الاهتمام والاستثمار مركزان جديدان لخدمة المواطن في نوى وبصرى درعا.. تنظيم 14 ضبطاً تموينياً اللاذقية: تشكيل غرفة عمليات مشتركة للسيطرة على حريق ربيعة