الملحق الثقافي- هيلانة عطاالله:
يا بنتَ مِلْحِ الصبْرِ واسمُكِ غزّةٌ
يا أختَ بحرٍ ضاقَ فيهِ المعبرُ
ضربوا الحِصارَ على (غلافِكِ) فانبرتْ
لُغَةُ القذائفِ بالطفولةِ تغدُرُ
يا ويحَ قلبي كيف طارتْ مهجةٌ
كاللازوردِ بنجمةٍ تتكوَّرٌ
والأقربونَ ثعالبٌ بجحورِهم
لاذوا بصمتٍ والوحيدةُ تُنذِرُ
أنتِ الفريدةُ فاسخَري من عارِهم
جُنْدُ السماءِ إلى نِداكِ تقاطروا
قومي و( طوفانُ) الأشاوسِ عارمٌ
بِسِواهُ لا نصرٌ لديكِ مُؤزَّرُ
غرسوا البطولةَ في ثراكِ وعانقوا
أرواحَ مَنْ غابوا بطُهْرٍ أزهروا
في موكبِ الشهداءِ معراجٌ سرى
فتحوا الطريقَ إلى السماءِ وكبَّروا
زغرودةُ الصاروخِ أبلَغُ آيةً
بِبَيانِها ما لم يَقُلْهُ شُوَيعِرُ
تشرينُ عادَ ومِنْ دمشقَ مُيَمِّماً
شطْرَ البطولةِ يا أيام استبشِروا
طفلٌ بغزّةَ طاولَتْ أكتافُهُ
صِيدَ الرجالِ وبالغُزاةِ يزمجِرُ
طوبى لهُ ولأمِّهِ الثكلى فلا
دمعٌ همى ، بل مهجةٌ تتحسَّرُ
خشَعَ اليراعُ على طهارةِ ثوبِها
وعلى يديها فاضَ حِبرٌ أحمرُ
بطفولتي قد أخبرَتْني جَدَّتي
وهي التي بالحقِّ كانتْ تُجهِرُ :
عن ( ناصريٍّ ) جاءَ يوماً هادِياً
قوماً طغَوْا ، فتكبَّروا وتجبَّروا
فدعا عليهِم ( بالشّتاتِ ) ونسْلُهمْ
مُذْ ذاكَ لا وطنٌ لهم أو معبرُ
عجباً ! فكيف عَصَوْا قضاءَ اللهِ إذْ
مثلَ الجرادِ على الحقولِ تكاثروا
إنّا لهمْ ، وغدٌ لنا ، وبقدسِنا
فلينظروا ، ستهبُّ ريحٌ صرصرُ
سنُري فلولَهُمُ الشَّتاتَ ونرتقي
كالسنديانِ ( بقدْسِنا ) نتجذَّرُ
العدد 1164 – 24-10-2023