ثورة أون لاين- بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم :يحضر الإرهاب بوجهه الأبشع مرة أخرى, والأصابع الموغلة فيه لم تعد ملتبسة.. ولا موضع تساؤل، بل أفصحت عن نفسها وأعلنت على الملأ وجودها.. والمتورطون في دعمه لا يزالون حيث هم.. مال وسلاح واحتضان ورعاية وملاذ آمن.. والأخطر نفاق أميركي ومساعدات تقنية.. وحديث عهر سياسي عن «القرار السيادي».
وجوههم الكالحة هي ذاتها.. وتعابيرهم لم تتغير، وأدوات حقدهم لم تتبدل.. من مكان إلى آخر يستبيحون الدم السوري.. والعيش السوري.. والوجود السوري.. وإرادة السوري.
وجهتهم كانت دير الزور وأبناءها وأهلها الرافضين للفتنة والإرهاب.
ما نسته يد الإرهاب بالأمس تستحضره اليوم.. ومافاتها في المرات الماضية تستدركه.. وحده لون الدم السوري بقي كما هو في صباحات سورية..مدنها وشوارعها.. وأزقتها وبيوتها.
بعد هذا كله سنسمع من يدين ولو على استحياء.. وهناك من يستنكر على مضض.. لكن سيبدو صعباً ومن العسير فهمه أن يستمر المنطق الأميركي الفاضح، حيث يصبح دعم الإرهاب قراراً سيادياً!!.
منذ البداية طالعتنا الإدارة الأميركية بمعلقاتها عن الديمقراطية.. وقبلها كانت قد أتحفتنا بمطولاتها عن الإرهاب.. واليوم وبعد أن تقرّ به كحالة واضحة لا لبس فيها ولا غموض نراها وقد وجدت الأعذار للمتورطين في دعم الإرهاب.. والجميع يعرف ويدرك أنهم يعملون بأمر عمليات أميركي مباشر.. لم يخرقوه في الماضي، وليسوا مؤهلين لفعله اليوم.. لم يخرجوا عما ورد فيه سابقاً ولن يخرجوا لاحقاً.
ومثلما هم الإرهابيون قتلة وجناة، فإن حماتهم ومموليهم وحاضنيهم ورعاتهم جناة أيضاً، وكل من يتعامى عن مسؤوليتهم أو يتجاهلها أو يغض النظر، فإنه في المرتبة ذاتها، بل إن مسؤوليته أكبر وأخطر، بحكم المساحة التي يتيحها من خلال هذا التجاهل وغض النظر، فكيف هو الأمر حين يكون موجهاً ومساهماً وشريكاً؟!.
ندرك جميعاً أن الإرهاب وارتباطه الواضح بالقاعدة يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية مضاعفة، لكن بالنسبة للإدارة الأميركية تبدو أكثر من غيرها وهي التي جندت العالم لمحاربته.. وهي الضالعة في دعم الأدوات التي ترعاه وتموله.. بدءاً من قطر مروراً بالسعودية وصولاً إلى تركيا .
وإذا أتخمنا الخطاب الأميركي بمفارقته الصارخة التي لم تعد تستوقفنا.. فإن الالتباس الحاصل في تبرير دعم الإرهاب يضع عشرات علامات الاستفهام حول الدور الأميركي ومسؤوليته عما يحدث من إرهاب في سورية.
فحين يرى في الإرهاب وجهة نظر، ودعمه «قراراً سيادياً» يخص الدول التي تتخذه، لنا أن نتساءل عما وراءه وإن كان فيه إقرار بأن هناك فعلاً دولاً تعرفها أميركا كما يعرفها العالم تدعم الإرهابيين بما فيهم عناصر القاعدة.
دون مقدمات بات الأميركي يعترف بالقرارت السيادية، وهو الذي انتهك السيادات بالجملة والمفرق، ولاك الشعارات حتى تلفت، وتلونت مواقفه بتلون أدواته واتجاهاتها ومتورط كما هي متورطة، وربما أبعد قليلاً.
إرهابهم بألوانه ونماذجه المختلفة بتنا على دراية بتفاصيله، والعالم أدرك حجم ومساحة الشركاء فيه.. واجهناه في الماضي وحسمنا المواجهة، واليوم نواجهه وسنحسمها.. لكن ليس معه فحسب، بل أيضاً مع أدواته وداعميه.. مع رعاته ومموليه.. وحتى الساكتين عنه والمتضامنين معه أو مع رعاته وداعميه والموجهين لهم..!!
a-k-67@maktoob.com