ندوة نقدية ومعرض تكريمي في ذكرى رحيل عمر حمدي

الثورة – عبير علي:
أقيمت على مسرح المركز الثقافي بكفرسوسة، ندوة نقدية عن تحولات فن عمر حمدي، بمناسبة ذكراه السنوية الثامنة، شارك فيها الفنان والناقد والباحث اللبناني الكبير فيصل سلطان، بكلمة مطولة أرسلها من بيروت، وقرأتها على الحضور الإعلامية أريج قاسم وجاء فيها: “عمر حمدي كان يرسم في لوحاته التعبيرية الواقعية والتجريدية، معالم هذا الحاضر الراهن للهجرات ومعالم النزوح الذي يمضي ولا يمضي، بل يبقى كسؤال للحقائق التي تتوالد في مملكة الذات. فهو ملون كبير مزج بين ليل الترحل والموت والأغنية، وكان يترصد المرارات المتوغلة في الوجوه والأجساد، رسم الألم الأشد وضوحاً، حيث يكون الإنسان هو المعنى . ورسم سواد الأجساد المعذبة المتوجة بالسؤال، وحوّل إيقاعات ظلالها إلى شعر، يقول ما لا يقال، رسم الجراحات النازفة .. الجسد المقتول، والوجوه الذائبة والسابحة في الدروب والآفاق الشاسعة ” .

واستعاد الباحث والمؤرخ علي القيم ذكرياته مع الراحل الكبير ومما قاله : ” ظل الراحل الكبير عمر حمدي وفياً لهذه الأرض ولسحرها وحضارتها وعذاباتها ، وكان في كل ما أبدع وأنجز مجدداً ومتألقاً وأعماله في النهاية عكست مدى ثقافته الواسعة ، وظلت مقاماته اللونية لها نسيجها الخاص، ولقد كانت عنده موهبة فريدة بالتعامل مع اللون ” .
ولخص الفنان محمد غنوم مداخلته بثلاث نقاط أو مراحل أساسية : ” المرحلة الأولى التي كان فيها عمر حمدي في الحسكة، مشيراً إلى أنه عاش في تلك البيئة، حين كان مدرساً فيها، وأدرك مدى الصعوبات، التي اعترضت الفنان. والمرحلة الثانية بدأت حين انتقل حمدي إلى دمشق وعمل في أكثر من مجال ومكان وخاصة في الإخراج الصحفي، مؤكداً أن معاناته استمرت وربما لهذا السبب أقدم على حرق لوحاته . وفي النقطة الثالثة رد على العديد من النقاد الذين تحدثوا عن سحر اللون والضوء في أعماله، منوهاً أنه كان أيضاً: يمتلك قدرة تعبيرية كبيرة ، هو الذي علم نفسه بنفسه ، خارج نطاق المحترفات الأكاديمية”.
أما الفنانة لينا ديب فقالت : “تناول مالفا ـ عمر حمدي في منجزاته البصرية موضوعات متنوعة سواء كانت اجتماعية أو تراثية أو طبيعية، محاولاً مخاطبة أحاسيس ومشاعر المتلقي من خلال جعله يحاور اللوحة ، حيث يجد المتلقي في ذلك البساطة والحركة العفوية ، في التعبير عن الإنسان وأشكال الزهور والأشجار .. وقد تمكن من إنجاز أعمال تصويرية غاية في الجمال والإبداع “.
وعرض الفنان والناقد التشكيلي والمؤرخ الموسيقي أديب مخزوم، منظم الاحتفالية، على الحضور مجموعة رسائل مطولة في نصوصها ، كان عمر حمدي قد أرسلها له من فيينا منذ أكثر من ربع قرن، مشيراً إلى أنه كان يكتبها له بلغة تشكيلية ونقدية ، وكانت تثير قضايا فنية وثقافية، ولهذا كان ينشر بعضها في الصحافة المطبوعة ، وكان يرد عليها بلغة نقدية وتشكيلية، بعيدة كل البعد عن اللغة التقريرية والخطابية والمباشرة . وأضاف مخزوم: يجب أن نميز بين فنان لون وفنان خط وفنان ضوء ، وعمر حمدي كان ساحراً في الخط (والدليل موتيفاته الصحفية) وساحراً في اللون (لوحاته في كل تحولاتها وتنقلاتها بين الواقعية والانطباعية والتجريدية) وساحراً في الضوء (لوحاته الانطباعية الغنية بالأضواء المشرقة والمتوهجة) مشيراً إلى أن هناك من يمتلك حيوية وليونة الخط، ولكن ألوانه قد تكون متقشفة (وأفضل مثال هنا لؤي كيالي )، ولهذا قال عن عمر حمدي: بأنه ساحر الخط واللون والضوء، كونه حقق عناصر الأداء المتكامل في مظهرين تكويني وتلويني، وكان في لوحاته الانطباعية يأخذ على عاتقه مهمة السيطرة على مواقف واتجاهات متزايدة الصعوبة، وحركات ولفتات متزايدة السرعة، وتجسيمات وتقاطعات لونية نقية مشرقة. وبذلك أعطى الأولوية إلى اللون والضوء، (أسر الحركة السرابية لألوان الطيف الضوئي) في انعكاساتها على السطوح والأشياء وتفاعلاتها معها، لالتقاط الولادات المستمرة للألوان بوصفها حركة لا تنتهي داخل المدى الضوئي الذي تراه العين. فالألوان الطبيعية المرئية (المحصورة ما بين النهاية البنفسجية والنهاية الحمراء) التي يظهرها الموشور أو كما تظهر في لحظات تكشف فيها الطبيعة عن سخائها على شكل القوس المذهل من الألوان التي نسميها قوس قزح، كانت هاجسه الأول، وما نسيج اللوحة إلا من نسيجها.

وبعد انتهاء الندوة افتتح المعرض التكريمي ، تحت عنوان ( لقاء الأجيال في ذكرى رحيل عمر حمدي ) وشارك فيه أكثر من 70 فنانا ، وتضمن لوحات ومنحوتات متنوعة في مواضيعها وتقنياتها وأساليبها، التي تدرجت من الواقعية إلى أقصى حالات التجريد اللوني مروراً بكل المدارس الفنية الحديثة والمعاصرة.

آخر الأخبار
130 فرصة عمل و470 تدريباً لذوي الإعاقة في ملتقى فرص العمل بدمشق مساعدات إغاثية تصل إلى 1317 عائلة متضررة في ريف اللاذقية" عطل طارئ يقطع الكهرباء عن درعا تمويل طارئ للدفاع المدني السوري لمواجهة حرائق الغابات بريف اللاذقية إغلاق مؤقت لمعبر كسب الحدودي بسبب الحرائق في ريف اللاذقية محافظ حلب يتابع انطلاق امتحانات الثانوية كبار في السن يتقدمون لامتحانات الثانوية العامة بدرعا 20482 متقدماً في اللاذقية لامتحانات الثانوية العامة والشرعيّة ارتفاع الكشفيات الطبية في درعا يدفع المرضى لحلول بديلة تسويق 29 ألف طن قمح في درعا في حضرة الغياب.. نضال سيجري العفوية المدهشة والفن الصادق إزالة أكشاك بمحيط حديقة الجاحظ في المالكي بدمشق 15 ألف طالب وطالبة في امتحانات الثانوية العامة بدرعا تحسين البنية التحتية الكهربائية في الفوقا ودير مار سركيس انطلاق ملتقى فرص العمل للأشخاص ذوي الإعاقة بدمشق بين الفهم والحفظ والتحليل..  طلاب الفرع الأدبي: أسئلة الفلسفة طويلة والوقت قصير  طلاب الثانوي العلمي في امتحانهم الأول.. أسئلة الفيزياء متوسطة الصعوبة  وزير الطوارئ يثمّن الدعم القطري لإخماد حرائق ريف اللاذقية في اليوم العاشر للحرائق... عمليات ميدانية مكثفة لعزل النيران وتبريد البؤر الساخنة   امتحانات الشهادة الثانوية في سوريا.. محطة مفصلية تحدد مصير آلاف الطلاب ومستقبلهم