طريق الخلاص من الصهيونية المتحالفة مع الإمبريالية الغربية

محمد شريف جيوسي ـ كاتب أردني
ما الذي يقسر المستعمرة الإسرائيلية الصهيونية ومن يدعمها على الالتزام بالسلام  والكف عن العدوان والتمييز العنصري؟ لقد وقّعت إسرائيل 3 معاهدات (سلام) مع العرب، ولم تلتزم في أي منها بنصوص ما اتفقت عليه، على الرغم مما تعتوره هذه الاتفاقيات من نواقص وثغرات.
وحتى القرارات الدولية كقرار التقسيم الأممي واتفاقات الهدنة مع دول الجوار العربي لفلسطين ، واتفاقات فك الارتباط ، لم تلتزم بها إسرائيل أبداً، رغم ما تعتوره من إجحاف بيّن ، إلا بقدر ما يخدم مصالحها، ويمس الحقوق العربية.
بل إن وعد بلفور البريطاني المشؤوم ، الذي نص على احترام حقوق ما أسماه (الطوائف) الأخرى في فلسطين، هدرته بريطانيا ولم تحترم حتى حقوق الفلسطينيين أصحاب الأرض، وسلمتها للعصابات الصهيونية جغرافية ومقدسات ومقدرات، وهيأت لها كل الظروف لتحقيق مشروعها الاستعماري الاستيطاني العنصري الإحلالي ، وتشريد أكبر قدر من الفلسطينيين في بقاع الأرض الأربع .
وحتى قراري وقف إطلاق النار في أعقاب العدوان الصهيوني في 5 حزيران 1967 ، وقرار 1973 في أعقاب حرب تشرين التحريرية ، لم يطبقا في جوهرهما بما نصا عليه بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة ، بل وتبعهما احتلال أراض لبنانية مازال بعضها تحت الاحتلال، ولم تحرر أية رقعة عربية سواء صغرت أو كبرت إلا بعد حروب نظامية أو مقاومات مسلحة .
لكن السؤال لم تصر اسرائيل على هذا الصلف المتناهي؟ رغم ما بين يديها من أراض عربية، ورغم ما عُرض عليها من مشاريع سلام عربية وإسلامية ، وما هو عليه حال العرب من التردي، وبعد ما عقدت من اتفاقات مطمئنة مع بعض النظام الرسمي العربي ، لابد أن مرد ذلك فوق واضح ، وهو مكون من شقين ، دعم غربي أمريكي نيتوي غير محدود للمستعمرة الصهيونية ، لغايتين أولاهما استخدامها رأس حربة وإشعالٍ للحروب في المنطقة والفتن وبالتالي إشغالها (أي المنطقة) عن التطور والتقدم والتنمية وعن استعادة دورها الفاعل في الحضارة الإنسانية ، والغاية الثانية الخلاص من اليهود وإبعادهم عن ممارسة دورهم التاريخي التخريبي الغالب في أوروبا (إلا من رحم ربي منهم) ، وهو ما تؤكده الحوادث التاريخية في أوروبا خلال الألفية الثانية ، والأمثال التي يطلقها الأوروبيون على اليهود ومازالوا ، نظراً لما كانت تعاني أوروبا منهم ، ما لم يطلق على أية إثنية أو جماعة من البشر؛ غيرهم في أي زمان أو مكان من العالم .
ومن هنا رأينا كيف تماهى الفكر الإمبريالي العنصري الأمريكي الأوروبي، مع الإدعاءات اليهودية القائلة بأرض الميعاد وإعادة بناء ما يسمى هيكل سليمان الخ، فسادت معتقدات غريبة بخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر حماساً لدعم إسرائيل من اللوبيات اليهودية في أمريكا، باعتبارها شرطا لعودة السيد المسيح بحسبهم، وهي معتقدات توفر للأطماع الغربية بعامة الغطاء الديني في المنطقة وفي آن تتيح إستخدام اليهود لمصالحهم الاستراتيجية والخلاص منهم في آن كما أسبقنا.
وفي كتاب (يد الله) من تأليف الصحفية الأمريكية غريس هالسل وترجمة محمد السماك، تفاصيل واستدلالات مهمة تؤكد ذلك.
ولكن السؤال إلى متى يبقى حال المنطقة العربية ومحيطها على حاله ، محكوما بمعادلة يهودية صهيونية ـ أوروية غربية أمريكية إمبريالية ، فدور اليهود التخريبي قديم يعود حتى إلى حملات الفرنجة ضد منطقتنا، حيث شاركوا فيها، بحسب ما أكده رئيس إتحاد الصحفيين التشيكوسلوفاك عام 1979على مسمعي في غداء عمل بحضور الزميلين هاني مندس وعوني الصادق، ولا سبيل لالتزام اليهود بعقد أو عهد أو اتفاقية أو معاهدة ، وهو ما أثبتته وتثبته معطيات التاريخ منذ القدم حتى يومنا هذا .
في النهاية لا سبيل إلى هذا ولا ذاك ، إلا المقاومة ، إلا بصحوة عالمية مدركة بضرورة الخلاص من هذا البلاء ـ الوباء .. وبخاصة أوروبا الغربية وأمريكا ومن يتبعهما ، وأن تحقيق سعادة الناس ورفاههم يمكن أن يتحقق دون استغلال الآخر وسرقته ، وأن مصالح الأمم والأقوام والشعوب والحضارات يمكن أن لا تكون متناقضة متضاربة ، بل متناغمة متكاملة متوافقة ، وهو ما لا يؤمن به غالبية اليهود علمانييهم ومتدينيهم ، ويحرصوا على زراعته تناحرا بين الناس فتنا وحروبا وتناقضات ومطامع، لأنهم على عقيدة بأن ذلك وحده يضمن تفوقهم وتسيّدهم وتماسكهم ، والنظر للآخرين مطلق آخرين كعبيد في خدمتهم وأن ذلك من إرادة الله بزعمهم ، ويقربهم منه سبحانه.. بكلمات: مقاومة هذا المعتقد عربياً وعالميا بكل أشكال المقاومة هو الحل.

آخر الأخبار
"الاتصالات " تطلق الاستمارة الرسمية لتسجيل بيانات الشركات الناشئة      موسم قمح هزيل جداً  في السويداء    استنفار ميداني للدفاع المدني لمواجهة حريق مصياف   رجل الأعمال قداح لـ"الثورة": مشاريعنا جزء بسيط من واجبنا تجاه الوطن   في أول استثمار لها.. "أول سيزون" تستلم فندق جونادا طرطوس وزير المالية يعلن خارطة إصلاح تبدأ بخمس مهن مالية جديدة   بدء الاكتتاب على المقاسم الصناعية في المدينة الصناعية بحلب  تسريع تنفيذ الاستثمارات الطموحة لتطوير الاتصالات والانترنت بالتعاون مع الإمارات  موقعان جاهزان لاستثمار فندق ومطعم بجبلة قريباً  صيانة شبكات الري وخطوط الضخ في ريف القنيطرة  في منحة البنك الدولي .. خبراء لـ"الثورة": تحسين وتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية وزيادة بالوصل  وزير الطوارئ  من إدلب: دعم متواصل لإزالة الأنقاض وتحسين الخدمات  انطلاق المرحلة الثانية من الأولمبياد العلمي للصغار واليافعين  بطرطوس  إقلاع جديد لقطاع الطاقة في حلب... الشراكة بين الحكومة والمستثمرين تدخل حيز التنفيذ أزمة المياه في  دمشق ..معاناة تتفاقم بقوة  الشيباني يبحث مع السفير الصيني تعزيز التعاون الثنائي اتفاقية فض الاشتباك 1974.. وثيقة السلام الهشة بين سوريا وإسرائيل مسؤول أممي: وجود إسرائيل في المنطقة العازلة "انتهاك صارخ لاتفاق 1974" إصلاح خط الكهرباء الرئيسي في زملكا  السيارات تخنق شوارع دمشق القديمة