الثورة – وعد ديب:
يمتاز العصر الحالي بالتطور الكبير الذي انعكس بشكل ٍ واضحٍ على عمل المرأة ومكانتها بالمجتمع وقد أتاح ذلك فرصا” كبيرة لها في الحصول على حقوقها كاملةً فأصبحت تقوم بمسؤوليتها تجاه أسرتها ومؤسستها.
لا أحد ينكر أن انضمام المرأة للحياة العملية يساعد على تنمية الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع بشكل عام إضافةً إلى رفع ميزانية الأسرة.
ولكن…في ظل الظروف الحالية التي تعيشها سورية هل تعتبر المرأة العاملة خاسرة اقتصاديا”
مستمرة بعملها..
تقول سلوى شعبان الباحثة في القضايا التنموية والاجتماعية: إن المرأة العاملة وبكل ماتملك من قوة تحمل ومرونة بالعمل والتماشي والتوافق بين بيتها ومسؤوليتها الأسرية عملها خارج المنزل إضافة لكل ماتتعرض له صحياً وفيزيولوجياً يعتبر من الخصال والمزايا التي تتميز بها عن الرجل .
ومع كل ذلك مازالت مستمرة في عملها وضمن وظيفتها وعلى مختلف الاختصاصات وبدخل محدود ومتدن لبعض المهن والوظائف وخاصة الوظائف الحكومية والتي لاتتماشى مع الغلاء الفظيع الحالي وارتفاع أسعار وتكاليف الحياة وتأمين مستلزمات نفسها وأسرتها. فالراتب أو المعاش يكاد لايكفي يوما أو يومين ! فكيف وهي معتمدة كل الاعتماد عليه ..وفي الوقت نفسه تحتاج للكثير الكثير من المدخول المادي لتشابه غيرها من النساء في أمكنة ومهن أخرى .
ضعف الدخل..
ونوهت أنها هنا تعتبر خاسرة اقتصاديا لأنها تتعب وتقدم القدر الكبير من الجهود والطاقة لتبقى مستمرة ومعطاءة والدخل ضعيف يجعلها تعيش الفقر والحاجة.
ولربما ناقشنا مهناً أخرى تعمل المرأة بها تدر الربح الكبير عليها وتكفي حاجتها وتسد فاقة العوز والفقر والطلب ..
لكنها تستهلك من قوتها وجهدها وشبابها كالزراعة عند المرأة الريفية وتربية الماشية كالأبقار والأغنام وغيرها ..أو مجالات العمل الخاص الشخصي كالاستثمار المتنوع في حال وجد رأس مال وعقل مدبر كمراكز تجميل أو دور أزياء وتصميم وورش خياطة ..أو تدريب وتعليم .او استثمار عقاري أوالعمل لدى شركات خاصة كالبنوك والمؤسسات الخاصة التي تعطي راتباً أعلى، أو المدارس والجامعات والمشافي الخاصة ..كما أن بعض النساء والسيدات يعتمدن موضوع الطبخ ضمن مشاريع بسيطة أو ورش تجهز الخضار ومستلزمات الطعام وتبيعها لمتاجر تسوق لها ..أو تقدم وجبات للكثير من الأسر حسب الطلب .. فهذه مجالات تجلب الربح دون خسارة وتؤمن لقمة العيش بجدارة.
تتحمل كافة الظروف..
ومع ذلك مازالت المرأة بحسب شعبان، تعاني المشاكل وتواجهها من المجتمع بسبب الضغوطات ومحاولتها دوماً تحقيق التوازن بين حياتها الخاصة وبين عملها. وتتحمل كافة الظروف وتتحايل بذكائها وحنكتها مادياً على لائحة مصروفها المنزلي بتدابير ذكية من إعادة تدوير وتنسيق بين المدخول والمصروف.
إضافة لكل هذا فهناك الخسارات التي تعيشها المرأة من نظرة وتقييم بعض المجتمعات السلبية والمتخلفة لانخراطها في العمل وسعيها لتنهض بأسرتها ونفسها وكيف اذا كانت بدون زوج أو سند أو شريك ..فالتحرش والازعاجات والانتقادات وعدم توفير بيئات عمل مريحة تتناسب مع طبيعتها الأنثوية الرقيقة والحساسة وتوفر الحصانة والأجواء الداعمة لها ..كل ذلك له الأثر الكبير عليها وعلى تمسكها بعملها .
ويبقى أن نقول إن المرأة العاملة خاسرة ماديا” لأنها مضطرة لمسايرة الموضة في اللباس في ظل ارتفاع الأسعار
ورغم ذلك لاتزال الشريك الفعلي في الإنتاج والعمل ولولا حضورها وعملها ما بني المجتمع.

السابق