الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
تعمل وزارة الصحة من خلال خطة عمل وطنية لمكافحة مضادات الصادات والتي اعتمدت على أربعة محاور أساسية تتمثل بالوقاية، والاستخدام الصحيح للصادات، إجراءات ضبط العدوى، الترصد. حيث إن مقاومة المضادات الحيوية هي من أكبر المخاطر التي تحيق اليوم بالصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية.
وفي إطار ذلك لفت رئيس دائرة الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور عامر الطيبي لـ “الثورة” أنه يمكن أن تُلحِق مقاومة المضادات الحيوية الضرر بأي شخص بصرف النظر عن السن، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية بشكل طبيعي، ولكن وتيرة عمليتها تتسرع بفعل إساءة استعمالها عند إعطائها للإنسان أو للحيوان.
وأكد خلال ورشة العمل حول التوعية الصحية لاستعمال الصادات الحيوية على الدور الهام للإعلام في التوعية الصحية المجتمعية وإرسال الرسائل والمعلومات الطبية الصحيحة، منوهاً بأن مقاومة المضادات الحيوية تؤدي إلى ارتفاع التكاليف الطبية وتمديد فترة الرقود في المستشفى وزيادة معدل الوفيات.
وبين أنه يمكن أن تُلحِق مقاومة المضادات الحيوية الضرر بأي شخص، وبات علاج عدوى الالتهابات المتزايدة العدد – من قبيل الالتهاب الرئوي والسل والسيلان – أصعب بعد أن أصبحت المضادات الحيوية التي درجت العادة على استعمالها لعلاجها أقل نجاعة، مشيراً إلى أنه تؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى تمديد فترة الرقود في المستشفى وارتفاع التكاليف الطبية وزيادة معدل الوفيات.
وأوضح الدكتور الطيبي أن المضادات الحيوية هي أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية، حيث تبدي البكتيريا وليس الإنسان أو الحيوان، مقاومة للمضادات الحيوية وقد تسبّب للإنسان والحيوان عدوى التهابات يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات.
وسلط الضوء بأن مقاومة المضادات الحيوية هي من أكبر المخاطر التي تحيق بالصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية، حيث يتم تطبيق الوقاية والعمل عليه مع جميع المستويات ابتداءً من الجانب التعليمي والجامعات والكليات البيطرية والنقابات، لضبط الاستخدام العشوائي لتلك الأدوية والحماية من مخاطرها، ولاسيما أن الصادات موضوع معقد جداً متعدد القطاعات يشمل (الإنسان، الحيوان، الغذاء، البيئة).
في إطار الوقاية والمكافحة أوضح أن إساءة استعمال المضادات الحيوية والإفراط في استعمالها تؤدي إلى تسريع وتيرة مقاومتها جنباً إلى جنب مع تردي الوقاية من عدوى الالتهابات ومكافحتها، ويمكن اتخاذ خطوات على جميع مستويات المجتمع للحد من تأثير تلك المقاومة وتقييد نطاق انتشارها.
حيث بإمكان الأفراد أن يقوموا في إطار سعيهم إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها بألا يستعملوا المضادات الحيوية إلا بوصف طبية من أحد المهنيين الصحيين المعتمدين، وعدم طلب المضادات الحيوية أبداً إذا أخبرهم العاملون الصحيون المعنيون بهم أنها لا تلزمهم، وأن يحرصوا دوماً على اتباع نصائح العاملين الصحيين المعنيين بهم عند استعمال المضادات الحيوية، وألا يتشاركوا أبداً في المضادات الحيوية المتبقية أو في استعمالها، كما أن يحرصوا على الوقاية من عدوى الالتهابات عن طريق الانتظام في غسل اليدين وإعداد الطعام الصحي وتجنب مخالطة المرضى مخالطة حميمة وممارسة الجنس على نحو آمن، والمواظبة على تحديث ما يأخذونه من لقاحات.
في دور راسمي السياسات الصحية، فأشار إلى أنه بإمكانهم أن يقوموا في إطار سعيهم إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها من خلال ضمان وضع خطة عمل وطنية متينة موضع التنفيذ بشأن معالجة مقاومة المضادات الحيوية، وتحسين ترصد عدوى الالتهابات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية، وتعزيز السياسات والبرامج وتطبيق تدابير الوقاية من عدوى الالتهابات ومكافحتها، إضافة إلى تنظيم وتعزيز استعمال الأدوية الجيدة النوعية والتخلّص منها كما ينبغي، وكذلك إتاحة المعلومات عن آثار مقاومة المضادات الحيوية.
كما أنه بإمكان المهنيين الصحيين أن يقوموا في إطار سعيهم إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها من خلال الوقاية من عدوى الالتهابات عن طريق ضمان نظافة الأيدي والأدوات والبيئة، والحرص على عدم وصف المضادات الحيوية وصرفها إلا عند الحاجة إليها وفقاً لما تنص عليه المبادئ التوجيهية الحالية، وإبلاغ فرق الترصد بعدوى الالتهابات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية، والتحدّث إلى المرضى عن كيفية تناول المضادات الحيوية بشكل صحيح وعن مقاومة تلك المضادات ومخاطر إساءة استعمالها، وعن كيفية الوقاية من عدوى الالتهابات (بوسائل من قبيل التطعيم وغسل اليدين وممارسة الجنس على نحو آمن وتغطية الأنف والفم عند العطاس).