سفراء الجزائر وتونس وجنوب إفريقيا في دمشق بندوة حوارية: “طوفان الأقصى” بداية النهاية للمشروع الصهيوني وعززت الآمال باستعادة الحقوق
الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
مع اتساع دائرة التضامن الدولي مع صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة للهمجية والنازية الجديدة المتمثلة بالعدوان الوحشي والجرائم بحق الإنسانية التي يرتكبها كيان العدو الغاصب بحق أبناء شعبنا في غزة، أقام اتحاد الكتاب العرب ندوة حوارية بمشاركة عدد من السفراء المعتمدين في دمشق بعنوان: “التضامن العربي والعالمي مع الشعب العربي الفلسطيني – الواقع والمأمول”، بحضور لفيف من السفراء وممثلي البعثات الأجنبية في سورية وكوكبة من الأدباء والكتاب والإعلاميين والصحفيين وعدد من رؤساء وممثلي المنظمات الشعبية والنقابات المهنية.
وأدار الندوة الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب الذي استهل تقديمه بمناشدة الأدباء والكتاب والمنظمات الحقوقية والإنسانية والبعثات الدبلوماسية في العالم بضرورة التضامن وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق في فلسطين المحتلة، حيث يتعرض شعبنا لحملة إبادة جماعية في غزة وحملات قتل ممنهجة في الضفة الغربية، مؤكداً ضرورة إدانة المجزرة الإسرائيلية التي يرتكبها كيان العدو بحق الشعب الفلسطيني والعمل على وقف هذه المجزرة وتحويل مرتكبيها إلى العدالة الدولية.
السفير الجزائري: بداية النهاية للمشروع الصهيوني..
من جهته، أكد الدكتور كمال بوشامة سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بدمشق أن مسيرة النضال الفلسطيني دخلت بعد السابع من تشرين الأول منعرجاً تاريخياً مهماً دفع مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني خطوات إلى الأمام لتحرير أرضه واستعادة حقوقه، مشيراً إلى أن اليوم البطولي السابع من تشرين يذكرنا بـالسابع من نوفمبر 1956 رمز الثورة الجزائرية المقدسة ثورة القرن العشرين الكبرى التي جاءت بانتصار الشعب الجزائري وتحريره من ربقة الاستعمار الفرنسي.
وأشار السفير الجزائري إلى أن طوفان الأقصى يشكل بداية النهاية للمشروع الصهيوني وانتهاء “أسطورة إسرائيل التي لا تقهر”، وأن ما قام به المقاومون الفلسطينيون في السابع من تشرين هو ثورة حقيقية على طريق استعادة أراضيهم المحتلة التي انتزعت منهم بالإرهاب الإسرائيلي وبإقامة كيان على أساس قوانين مزيفة.
وأكد الدكتور بوشامة وقوف الجزائر شعباً ودولة وقيادة إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة الاحتلال وسياسات العدوان والإجرام والتهجير وسياسات الانحياز الغربي إلى جانب الكيان المحتل، منوهاً بأن الشعب الفلسطيني لم يكن وحيداً يدفع فاتورة صموده ومقاومته للاحتلال وإنما هناك سورية التي دفعت وتدفع اليوم ثمن صمودها ومواقفها الوطنية والقومية المتضامنة مع القضية الفلسطينية ووقوفها إلى جانب الدفاع المشروع عن الحقوق الفلسطينية والعربية.
ودعا السفير الجزائري إلى ضرورة أن يتحمل العرب مسؤوليتهم في الدفاع عن فلسطين المحتلة وسورية التي تقف في وجه التحديات تدافع عن حقوق الأمة العربية، منوهاً بأهمية الارتقاء بخطوات التعاون العربي المشترك لكسر الحصار المفروض على سورية والشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة وضرورة استثمار الكفاءات العربية وتعزيز التعاون العربي البيني في مختلف المجالات بما يساعد على تقوية الحضور العربي في المستويين الإقليمي والدولي.
سفير جنوب إفريقيا: الأمل كبير بالمقاومة لتحرير الأرض..
ومن جانبه أشار الدكتور باري فيليب غيلدر سفير جمهورية جنوب إفريقيا في سورية إلى التشابه والالتقاء بين نضال الشعب الفلسطيني ونضال الشعب في جنوب إفريقيا، حيث عانى الشعبان من الاحتلال وممارسات نظام الفصل العنصري وتشابه نضالهما المشترك ومقاومتهما لتلك الممارسات ودخولهما مراحل متشابهة في الكفاح المسلح والمقاومة بكل أشكالها ضد نظام الفصل العنصري والنضال من أجل استعادة الحقوق المشروعة للشعبين.
ونوه السفير غيلدر بأنه انضم إلى صفوف الكفاح المسلح للمقاومين ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا الذي قاده نيلسون مانديلا، وأشار إلى التشابه الكبير بين نظام الفصل العنصري الذي عانت منه جنوب إفريقيا وتعاني اليوم منه فلسطين المحتلة، وحملات الدعم الغربي والأميركي الذي كان يتلقاه هذان النظامان والانحياز الغربي السافر لهما والذي يتكرر اليوم في غزة.
وقال غيلدر:” إن مانديلا المقاوم مع رفاقه – والذي كان السفير غيلدر واحداً منهم – يدعى في السابق إرهابياً بينما اليوم هو رجل سلام، لذلك فإن الأمل كبير بالمقاومين الفلسطينيين من أجل تحرير أرضهم المحتلة واستعادة حقوقهم المشروعة. وأن نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا كان على صلة وثيقة بالكيان الإسرائيلي”.
ودعا سفير جنوب إفريقيا إلى ضرورة عودة قرار الأمم المتحدة بمساواة الصهيونية بالعنصرية، وإلى ضرورة التضامن الدولي مع نضال الشعب الفلسطيني العادل.
السفير التونسي: محاسبة العدو ومن يقف إلى جانبه..
وأكد الدكتور محمد المهذبي سفير جمهورية تونس بدمشق وقوف تونس شعباً ودولة إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ومقاومته الباسلة، وقال: لقد شكل الموقف الرسمي التونسي الذي يلتقي مع الموقف الشعبي العربي والتونسي صدمة لدى البعض لكنه ليس غريباً عن تونس التي وقف شعبها منذ بدايات المشروع الصهيوني واحتلال فلسطين وكان من أوائل المتطوعين العرب لتحرير فلسطين في وجه الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة أبناء تونس مع أشقائهم العرب عام 1948.
ودعا السفير التونسي إلى ضرورة وقوف العرب إلى جانب أشقائهم الفلسطينيين في ضوء الحملة الإسرائيلية المسعورة ضدهم خاصة بعد طوفان الأقصى الذي زلزل الكيان المحتل وعزز الآمال نحو تحرير الأراضي المحتلة واستعادة الحقوق الفلسطينية، كما دعا إلى محاسبة قادة العدو ومن يقف إلى جانبهم من الحكومات الغربية والولايات المتحدة التي تدعمهم بلا حدود، وضرورة استثمار انتصارات المقاومة في فضح زيف الادعاءات الغربية بشعارات الحرية وحقوق الإنسان في الوقت الذي تقف إلى جانب جرائم العدو واحتلاله وممارساته العنصرية وإنكاره للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.