الثورة _ بشرى سليمان:
يعاني أطفالنا في مرحلة الطفولة المتأخرة وماقبل المراهقة “6-12 عام” من مشاكل جسدية أو نفسية أو أسرية أو مدرسية، قد تغير في سلوكهم، وتنعكس على المحيط العائلي والدراسي، وهنا يقع الأهل في حيرة من أمرهم متسائلين، هل سلوك أطفالهم طبيعي أم مرضي يستدعي العلاج؟، خصوصاً وأن الكثير منهم يجهل طبيعة نمو الطفل ومتطلباته في كل مرحلة من مراحل حياته، وكيف أن البيئة التي يعيش فيها تؤثر عليه سلباً أو إيجاباً.
وفي هذا الجانب يؤكد خبراء ومختصون في الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أن الأطفال يعانون من ظروف وأزمات تتطلب أن يُقدَّم لهم فيها دعم الآباء ومساندتهم.
ومن المواقف التي يحتاج فيها الأطفال الوقوف معهم وإلى جانبهم: وفاة أحد أفراد الأسرة، مشاهدة أحد أشكال العنف من تخويف وترهيب، تهجير العائلة أو اضطرارها للانتقال من مسكن لآخر، وتالياً تغير البيئة على أفراد الأسرة وصعوبة تأقلم الأطفال مع الواقع الجديد في البيت والمدرسة و أصدقاء الحي.
ولعل من أكثر المشكلات التي يمكن للأهل أن يلاحظوها على أطفالهم نتيجة هذه الظروف، ما يحدث من مشاكل عند النوم (هنا يجب عدم استثارة الطفل بالصراخ والتهديد، بل علينا استخدام كلمات رقيقة وحكايات جميلة)، وكذلك يزداد تعلق الأطفال بالكبار (أحد الوالدين) ورفض الابتعاد عنهم، (وهنا يجب عدم الاستخفاف بخوف الأطفال وإبعادهم عنهم).
كما تظهر أيضاً أعراض جسدية مرضية كالاضطرابات الهضمية، أو أن يجد بعض الأطفال صعوبات في التعبير عن مخاوفهم وقلقهم، وقد يعبرون بالتظاهر بوجود آلام جسدية أو شره في الأكل، وعلى الآباء عدم تجاهل هذه الأعراض بل من الضروري مراجعة الطبيب .
وأكثر مايُلحظ في وضع الطفل المتأزم نفسياً من ظرف ما، هو التشتت وقلة الانتباه وعدم التركيز وعلى الأهل والمعلمين هنا تفهُّم تراجع تحصيل الأطفال وأدائهم المدرسي، ومن المفيد في حالات الخوف إشراك الأطفال في أنشطة وألعاب حركية مما يعيد لهم شعورهم بالأمان والتغلب على القهر، ويمكن أيضاً استثمار عالم الفنون والألوان والرسم، والتحدث معهم بإصغاء لما يتفوهون به وترك المجال لهم لاختيار كيفية التعبير عما يشعرون به، ومحاولة التواصل بالعينين، وبمرافقة محاولات الأطفال للتعبير عن أنفسهم باستخدام الأصوات المشجعة مثل:” آه، نعم” أو عن طريق الإيماء بالرأس والابتسام والجلوس بالقرب منهم وعلى المستوى نفسه.