يمن سليمان عباس:
كثيرا ما نردد الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك مع أن المقولة هي ( الوقت كالسيل …) ولكن التصحيف مع كثرة الاستعمال حولها وحورها.
وبالعودة إلى الزمن واستثماره فقد غدا اليوم علما يجمع مختلف العلوم من الفيزياء إلى الطب إلى علم النفس وكذلك التنمية البشرية.
بمعنى آخر القدرة على صقل المهارات التي علينا أن نتحلى بها لنكون قادرين على مواجهة الحياة والاستمرار فيها ونحن نحقق نجاحا تلو الآخر.
فهذا الزمن ليس للتكاسل أو الانتظار أبدا بل للمبادرة والقدرة على استثماره في سباق الإنجازات الحضارية..
وهنا نتذكر القول المأثور..
أتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر..
في هذا الجرم الصغير الذي يضم العالم الأكبر يبحر
كتاب (إدارة الوقت ) هو عمل (بارز في الإنتاجية وتحسين استخدام الوقت، من تأليف الخبير المشهور في مجال التنمية الذاتية، براين تريسي. يقدم هذا الكتاب، الذي يتميز بكثافته المعرفية، دليلاً شاملاً للقراء حول كيفية إدارة وقتهم بفعالية وبالتالي قضاء حياة أكثر إشباعًا.
وفي جوهر الكتاب، يرى تريسي أن إدارة الوقت ليست مجرد إدارة للوقت وحده، بل هي عن إدارة الذات. من خلال السيطرة على وقت الفرد وتحديد الأولويات للمهام، يمكن للأشخاص زيادة إنتاجيتهم بشكل كبير وتقليل شعورهم بالتوتر. أحد المبادئ الأساسية التي يشدد عليها تريسي هو فكرة “أكل الضفدع”، وهي تقترح أن الشخص يجب أن يتناول المهمة الأكثر تحديًا وأهمية أولًا. من خلال القيام بذلك، لا يتم الانتهاء من جزء كبير من عمل اليوم في وقت مبكر فحسب، بل يخلق أيضًا شعورًا بالإنجاز.
كما يناقش تريسي أهمية وضع الأهداف. يؤكد على أن الأهداف الواضحة والمكتوبة تعمل كخريطة طريق، توجه الأفراد نحو وجهاتهم بشكل أسرع وأكثر كفاءة. من خلال وضع أهداف واضحة وتقسيمها إلى مهام صغيرة يمكن تنفيذها، يمكن للأفراد إحداث شعور بالاتجاه والغرض في روتينهم اليومي.
بالإضافة إلى ذلك، يتناول الكتاب أهمية فترات الوقت ومبدأ باريتو. يتضمن تقسيم الوقت تخصيص فترات زمنية محددة لمهام معينة، مما يضمن إعطاء المهام الاهتمام الذي تحتاجه. من ناحية أخرى، مبدأ باريتو، المعروف أيضًا بقاعدة 80/20، يقول إن 80% من النتائج تأتي من 20% من الجهود. من خلال التعرف والتركيز على هذه المهام الأساسية التي تشكل 20%، يمكن للأفراد ضمان العمل على الأنشطة التي تحقق أكبر عائد.
في الختام، يشدد تريسي على قيمة التعلم المستمر والنمو الشخصي. يشجع القراء على استثمار الوقت في توسيع معرفتهم ومهاراتهم، معتبرًا أن ذلك سيزيد من كفاءتهم وقيمتهم في الإطار المهني.
في جوهره، يعد كتاب “إدارة الوقت من إصدار (مكتبة براين تريسي للنجاح)” دليلاً شاملاً يقدم رؤى فلسفية واستراتيجيات عملية. يعلم القراء أن يعتبروا الوقت موردًا ثمينًا ويقدم الأدوات التي تساعدهم على استخدامه بفعالية، مما يؤدي في النهاية إلى النجاح الشخصي والمهني.)