الثورة – ديب علي حسن:
ثمة جدلية لا يمكن فصل عراها بين الثقافة والإعلام، فلا ثقافة بلا جناحها الحامل الإعلام ولا أعلام بلا ثقافة تشكل جوهره الحقيقي، وبالتالي هي ثنائية لا يمكن فصل عراها أبدا.
من هنا يمكن القول إن كل إعلامي يجب أن يكون مثقفا وليس كل مثقف إعلاميا..
ولكن سيكون الأمر جميلا ومهما لو اجتمعت الحالتان معا.
وعلينا أن نشير إلى أن الإعلام لم يعد مجرد أخبار أو ناقل للحدث بل هو صانع له وموجه.
والحرب العدوانية على سورية كشفت ذلك وما جرى ويجري الآن في العالم يثبت صحة ذلك..
من هنا تأتي أهمية الدراسات الإعلامية التي تتناول قضاياه وتياراته ومساراته .
نشير اليوم إلى كتاب مهم جدا على الرغم من صغر حجمه صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق وقد حمل عنوان :عودة التاريخ ..قراءة نقدية في الراهن …الجزء الرابع وهو من تأليف الدكتور جمال الدين الخضور.
يرى المؤلف انه اجتاحت وطننا العربي ثقافتان ..ثقافة الصورة وثقافة ما بعد الحداثة، ومجتمعنا لم يكن قد تجاوز مرحلة المجتمع الأهلي.
فلم نقدم بحثا جديا عن ثقافة الصورة ومفهوم الثقافة والإعلام.
وبدأنا خلال العقود الثلاثة الأخيرة من السباحة العمياء في بحر من النفاق المسلط علينا عبر مئات الصور المتحركة المركبة.
هذه التناقضات الحادة كما يقول المؤلف تحتاج إلى وقفة نقدية جادة تغور في العمق ..من هنا يأتي هذا الكتاب الذي يبحر في الإعلام والثقافة ويعري الكثير من المستور ويكشف أسرارا وكواليس ويقف بقراءات نوعية في الثورة الثقافية والإعلامية والعروبة والدين والعلمانية .
الكتاب مهم جدا لاسيما أنه يقف عند بعض الأسماء الإعلامية والثقافية التي صنعتها الدعاية المجانية ولم تستطع أن تقف بوجه النقد ..وهي ليست إلا كذبا سرعان ما تلاشى ولكنه ترك أثرا سيئا .