الثورة – ريف دمشق – ميساء الجردي:
في إطار متابعة مخرجات المرحلة الأولى من مشاورات (شمل) الحوارية التشاورية، أقامت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق بالتنسيق بالتعاون مع مؤسسة قناديل للتنمية المستدامة في داريا ورشة حوارية حول اكتساب صفة النفع العام للمنظمات غير الحكومية وآلية ذلك.
رئيس مجلس أمناء مؤسسة قناديل للتنمية المستدامة المحامي مازن العذب أكد أنهم اليوم في مرحلة متابعة لتعزيز الحوار والتشاور بخصوص مفهوم النفع العام بالنسبة للجمعيات والمؤسسات التي تعمل على أرض الواقع، من حيث التعريف به وبالتسلسل القانوني لمفهوم هذه الجمعيات والمؤسسات الخاصة التي تحمل هذه الصفة، وذلك على ضوء ما تتضمنه المادة 41 التي تعتبر كل جمعية ذات نفع عام طالما تحقق المصلحة العامة.
وأوضح أن المؤسسة تعمل على خدمة المجتمع المحلي منذ تأسيسها وخاصة في المجال التعليمي من خلال مذكرة التفاهم التي وقعتها مع وزارة التربية وتتضمن ترميم بعض المدارس، وتقديم خدمات تصب في مصلحة التعليم وتعويض الفاقد التعليمي الذي حدث نتيجة الحرب، ومنها إنشاء قاعات صفية في المدارس الابتدائية (بمثابة روضات) للأطفال ما قبل سن المدرسة، لافتاً لأهمية التوجه إلى هذا العمل لخدمة الأطفال غير القادرين على دفع رسوم المعاهد والروضات الخاصة بسبب المبالغ الكبيرة.
وبين العذب أنهم يعملون ضمن فكرة النفع العام بكل ما يقومون به، حيث تم تأمين المياه الحلوة للأهالي في بعض الأحياء، وتقديم مكافآت بشكل شهري تقريباً لكل المدرسين والإداريين والعاملين في مدارس داريا، تشجيعاً لهم على متابعة رسالتهم التعليمية.
وأشار إلى توجه المؤسسة نحو العمل التنموي من خلال تنفيذ مشروع دورات محاسبة للجامعيين ولمن يرغب من أفراد المجتمع شرط تحقيق النجاح بالثانوية العامة بحيث يتخرج الطالب ولديه مهنة يستطيع العمل بها مباشرة. إضافة إلى تجهيز قاعة مكتبية خاصة للدراسة مخدمة بالطاولات والكراسي واللابتوبات والإنارة لكل الطلبة الذين لا تسمح لهم ظروفهم للدراسة في المنزل من مرحلة الثانوية العامة والمراحل الجامعية.
ولفت العذب إلى أهمية أن يكون للجمعيات غير الحكومية خصوصية أكثر من خلال إحداث اتحاد جمعيات ومؤسسات يكون سنداً لعملها، وتنظيم العمل التطوعي من خلال تقديم حوافز وفرص للشباب للمشاركة بشكل أوسع في العمل الإنساني، منوهاً بأن الحوار ضمن الورشة تركز حول النفع العام وفقا للميزات القانونية التي تٌعطى للمؤسسات التي تعمل به ومنها إعفاؤها من الرسوم والضرائب المالية واستثناؤها من القيود الأهلية المتعلقة بتملك الأموال والعقارات.
بدورهما بينت كل من يسرى شيخ الأرض وابتسال الحناوي من مديرية الشؤون الاجتماعية بريف دمشق أهمية ما يطرحه المشاركون في الورشة من أفكار ومقترحات يمكن أن تعزز عمل المنظمات غير الحكومية في المنطقة وتتوسع إلى ما حولها بما يعود بالنفع العام للمجتمع المحلي.
وأكد رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية في داريا الدكتور عبد الرحيم زيادة أهمية طرح هذه الفكرة التي تتعلق بالنفع العام وخاصة أن عملهم يصب في هذا الإطار بعيدا عن موضوع المصطلحات، إذ إن عمل الجمعية لديهم ينعكس بشكل تلقائي على واقع المجتمع المحلي، مبيناً أنه بشكل تلقائي نتوجه نحو العمل التنموي لكل المتواجدين بالبلد من دون تفرقة. وهناك إنجازات هامة مثل إيصال المياه لبعض الأحياء التي تعاني من نقص المياه الحلوة، وتقديم خزانات مياه للأهالي والمدارس، وعمليات إصلاح للصرف الصحي في العديد من الحارات.
من المتطوعين والمشاركين في الورشة بينت الطالبة الجامعية بسمة مدور متطوعة لدى فريق أمل داريا ومؤسسة قناديل أن هدفها هو رسم الابتسامة على وجوه الأشخاص المحتاجين وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، وأكدت المتطوعة فردوس فريح أن عملها مع فريق التطوع لا يؤثر على دراستها الجامعية بل هي تستمد منه تنظيم الوقت والقوة.
من جانبها لفتت المتطوعة نور الهدى العبار التي تعمل لدى المؤسسة في مجال التصوير الفوتوغرافي محبتها لهذا العمل من خلال مرافقتها لجميع الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها المؤسسة.