الثورة – نيفين عيسى:
الكاريزما هي واحدة من أهمّ وسائل النجاح سواءً على الصعيد الشخصي أم المهني، لأنها من العوامل الأساسية التي تُتيح للشخص الاستحواذ على الأضواء، وجلب الانتباه إليه، بل وإقناع الآخرين بآراء الشخص وأفكاره، وتُعدّ عنصراً أساسياً لتكوين شخصية قيادية.
الاختصاصية النفسية سلام قاسم بيّنت لـ “الثورة” أن الكاريزما هي القدرة على جذب وسحر الآخرين والتأثير عليهم، وهي مجموعة السمات الشخصية والسلوكيات التي تجعلك جذاباً في نظر الآخرين، وهي مصطلح يوناني مُشتق من كلمة نعمة، أي هبة إلهية تجعل المرء مُفضلاً لجاذبيته، والشخص الذي يمتلك كاريزما تكون لديه مهارات تواصل عالية وثقة بالنفس ومحبة من قبل الآخرين ويكون معطاء وبشوشاً وبعيداً عن الضغينة والاحتيال.
الكاريزما ولغة الجسد
قاسم أوضحت أن صاحب الكاريزما صادق في التعامل مع الآخرين ويُحسن الحوار واستخدام لغة الجسد وانتقاء الكلمات، ويُحبّ عمله ويُخلص فيه، إضافة إلى أن الكثيرين قد يشعرون بالغيرة من هذا الشخص ويكيدون له، ولكن في النهاية يتجاوز كل العقبات ويحقق النجاح.
وأكدت حين تُعامل الناس من خلال ثقافاتهم وتتحدث بلغتهم، حتماً يكون طريقك لغزو قلوبهم مُمهّداً، ولو كانت لديك رغبة في الوصول لمركزٍ ما يعتمد على علاقاتك الاجتماعية من المتوقّع أن تحصل عليه، أما الكاريزما في الأعمال فيُعنى بها صاحب الشخصية القيادية المؤثرة في الآخرين سواء بالإقناع أو القيادة والإدارة.
وبينت أنه وجدت الدراسات أن الأشخاص المُستعدين لتحمّل الصعاب يتمتّعون بقدر أعظم من الكاريزما من قِبَل أعضاء فريقهم، والذين يتمتّعون بعقلية إيجابية يتّسمون بقدرٍ من الكاريزما أكبر من غيرهم، فضلاً عن ذلك ما يقوله الناس وكيفية تعبيرهم عنه يُحدّد مستوى الكاريزما الذي يتمتعون بها.
الثقة وتطوير الشخصية
وأشارت الاختصاصية النفسية إلى إن الجمال الخارجي لا يجعل الإنسان يتمتّع بشخصية كاريزمية، بل هي شخصيته وثقته بنفسه، رغم أن الجمال يُشكّل ضرورة أساسية في بعض الحالات، لكنه ليس عاملاً حاسماً في اكتساب جاذبية شخصية.
أما على صعيد تطوير الشخصية فلفتت إلى أن يكون عن طريق تقديم المساعدة وترك الآخرين يشعرون بالرضا، ومن المهم أن يكون المرء مستمعاً جيداً ويتحدث بشكل مختصر مفيد، كما على الشخص أن يمتدح الآخرين فذلك يُمثّل عامل ثناء قوي.
وتنصح قاسم أن يكون الشخص مُرشِداً ويُساعد الموظفين على اكتساب الخبرات ومُبتسماً فالابتسامة عامل جذب قوي، والعطاء خير، تُعطي قبل أن تأخذ، لأن العطاء هو طريقة ذهبية لإقامة العلاقات الإنسانية، ويتوجب تمتّع الإنسان بمهارات الذكاء العاطفي.
السيطرة على المشاعر
وأشارت إلى ضرورة السيطرة على مشاعر الفرد، خاصة عندما يكون سيئ المزاج، كما يجب الانتباه إلى تفاصيل الآخرين المتعلّقة بلغة الجسد واختيار الكلمات لتحديد ما يحتاجون إليه بدقة وتحديد رد الفعل بشكل مناسب.
وأضافت بينما يعمل المرء على تطوير الكاريزما وزيادة تأثيره، يبدأ الناس بمراقبة كيفية اختياره لملابسه، لذا يجب ارتداء الملابس الأنيقة، وخاصة في مكان العمل، وعلى الرغم من أنها ليست من العوامل الرئيسية لتحقيق الكاريزما، لكنها عامل مُساعد قوي يُمكن الإنسان من جذب انتباه العديد من الأشخاص.
وتابعت الاختصاصية النفسية بقولها: يُمكن للأشخاص ذوي الشخصية الكاريزمية جذب الآخرين من خلال هدوئهم أو حديثهم، وبينما يعتمد الهادئون على سحرهم وليس على الكلمات التي قد تؤثر على الآخرين، فإن المُتحدثين يعتمدون على جذب انتباه الجميع بحماسهم.