الثورة – نيفين عيسى:
يُعاني البعض من حالة تُسمّى اكتئاب الخريف والتي تنعكس على الأشخاص اجتماعياً ونفسياً، وهو ما يتطلّب معرفة طبيعة هذه الحالة وطرق التعامل معها.
أستاذة علم الاجتماع في جامعة دمشق الدكتورة تغريد مسلم بيّنت لـ “الثورة” أن اكتئاب الخريف حالة شعورية أو اضطراب شعوري يتمثّل بالإحساس بالحزن والضيق وانعدام الشعور بالسعادة، ما يُولِّد حالة من قِلة النشاط والطاقة وانخفاض الحماس والاهتمام بالأنشطة العادية إضافة لفقدان الاستقرار، ويختلف نوع ودرجة الاكتئاب وأسبابه وأعراضه والعوامل المؤدية له من شخص لآخر ومن فترة لأخرى كما تختلف آثاره ونتائجه.
تأثيرات اجتماعية وفردية
الدكتورة مسلّم أضافت أن الاكتئاب يمنعنا من ممارسة الأنشطة الحياتية المعتادة كالعمل وتناول الطعام والنوم وزيارة الأصدقاء وأعراض أخرى تختلف من حالة لأخرى ومن شخص لآخر.
ونوهت بأنّ اضطراب الخريف يُمكن تصنيفه ضمن الاكتئاب الخفيف لأنه مرتبط بحالة موقفية أو عامل مؤقت وليس مستمراً، فمع الدخول بفصل الخريف يشكو البعض من أعراض مثل اضطراب في الحالة المزاجية وشعور بالحزن وإحباط وفتور بالهمّة، وكذلك عدم الاستمتاع بأي شيء، إضافة إلى شعور بالتعب والإرهاق عند القيام بأي عمل وضعف القدرة على التركيز.
وأشارت مسلّم إلى أنه يأتي تأثير هذه الظاهرة اجتماعياً من شكل العرض الذي يظهر على الفرد ودرجته وشدته واستمراريته، فإذا استمر لأكثر من أسبوعين سيكون الفرد أمام اكتئاب حقيقي وليس حالة عارضة كما هي في فصل الخريف أو الشتاء.
وأردفت بقولها :بأنّه مع بداية الشعور بالاكتئاب نجد الفرد يبتعد اجتماعياً عمّن حوله وينعزل ويتراجع أداؤه لمهامه الحياتية، ما يؤثر سلباً على الفرد نفسياً واجتماعياً وجسدياً ويُصبح أكثر ميلاً للتفكير السلبي والنوم والاستعداد للمشاجرة ، وهو ما يُبعِد الآخرين عن الشخص ويزيد من عزلته ويُقلّل من قدرته على إنجاز أعماله بسبب الضغط النفسي الذي يقع عليه.
كيف نتجنّب الاكتئاب ؟
الدكتورة مسلّم أفادت بأنّ الفرد كائن اجتماعي يرتبط وجوده واستمرار حياته بالجماعة ولا يُمكن لأي شخص الاستمرار في الحياة منعزلاً ،لذا يتوجّب التدخل السريع للخروج من هذه الحالة.
ولتجاوز هذه الحالة أكدت أستاذة علم الاجتماع بضرورة إعادة التواصل مع الأهل والأصدقاء لدورهم الهام في المساندة الاجتماعية ،واستشارة مختص سلوكي واجتماعي لتقديم المساعدة إضافة إلى اللجوء للترفيه عن النفس من خلال الخروج إلى الطبيعة والحدائق وممارسة الرياضة التي من شأنها أن تُعيد النشاط والتوازن الطاقي للفرد، واختتمت مسلم بقولها: إنّ المجتمع لديه ذكاء اجتماعي فطري، فمع قدوم هذا الفصل نُلاحظ توجّه ربات المنازل لتنظيف المنزل والاستعداد لاستقبال الشتاء وهذا التصرف له منافع كثيرة لتجاوز اكتئاب الخريف.